إذا كنت تتناول أدوية معينة، فقد ترغب في توخي الحذر بشأن كمية القهوة التي تشربها، أو تغييرها عند تناولها.
ويرجع السبب إلى أن الكافيين، وهو منبه لا يمنحك الطاقة التي تحتاجها فحسب، بل يبقى في جسمك لفترة طويلة. وقد يؤثر ذلك على فعالية مضادات الاكتئاب أو أدوية القلب، على سبيل المثال.
يُحفّز الكافيين الجهاز العصبي المركزي بشكل أساسي، مما يؤدي إلى زيادة اليقظة والتركيز. كما يُمكن أن يُؤثّر على الجهاز القلبي الوعائي، مُحتملًا أن يُؤدّي إلى رفع مُعدّل ضربات القلب وضغط الدم، كما أنّه مُدرّ للبول، ما يزيد من التبوّل.
ويوجد الكافيين طبيعيًا في نباتات مثل حبوب البن وأوراق الشاي، ويمكن إضافته أيضًا إلى منتجات أخرى مثل مشروبات الطاقة وبعض المشروبات الغازية. حتى حبوب الكاكاو تحتوي على الكافيين، وإن كانت كميته تختلف باختلاف نوع الشوكولاتة المصنوعة منها.
قد تجعل بعض الأمراض، الأفراد أكثر حساسية لتأثيرات الكافيين. على سبيل المثال، قد يجد المصابون بمتلازمة القولون العصبي أن الكافيين يُسبب أعراضًا مثل الانتفاخ وتقلصات المعدة والإسهال، وفقًا لموقع "ساري لايف".
ما هي الأدوية التي يمكن أن يتداخل معها الكافيين؟
تتجاوز آثار الكافيين على الجسم مجرد زيادة الطاقة، إذ قد يتداخل مع بعض الأدوية. ويشير تقرير لموقع "ذا كونفرسيشن" إلى أن الكافيين قد يُشكل خطرًا على خمسة أدوية مختلفة على الأقل.
أدوية البرد والإنفلونزا:
السودوإيفيدرين، وهو مزيل للاحتقان موجود في أدوية البرد والإنفلونزا، هو أيضًا منبه مثل الكافيين. عند تناوله معًا، قد تتفاقم آثاره، مما قد يؤدي إلى التوتر أو الأرق، والصداع، وتسارع ضربات القلب، والأرق.
أدوية الغدة الدرقية:
ليفوثيروكسين، العلاج المستخدم لقصور الغدة الدرقية، قد يفقد تأثيره إذا ما تم تناول القهوة بعده. إذ تشير الدراسات إلى أن شرب القهوة بعد تناول ليفوثيروكسين مباشرةً قد يقلل من امتصاصه بنسبة تصل إلى 50 بالمائة.
مضادات الاكتئاب/مضادات الذهان:
تشير الدراسات المعملية إلى أن الكافيين يمكن أن يرتبط ببعض الأدوية المستخدمة على نطاق واسع لعلاج الاكتئاب والقلق وغيرها من الحالات النفسية في المعدة، مما يقلل من الامتصاص ويجعلها أقل فعالية.
مسكنات الألم:
قد تحتوي بعض مسكنات الألم التي تُصرف دون وصفة طبية على كافيين مضاف. شرب القهوة يُسرّع امتصاص هذه الأدوية من خلال تسريع إفراغ المعدة. مع أن هذا قد يُساعد على تسريع مفعول مسكنات الألم، إلا أنه قد يزيد أيضًا من خطر الآثار الجانبية.
أدوية القلب:
قد يرفع الكافيين ضغط الدم ومعدل ضربات القلب مؤقتًا، ويستمر عادةً من ثلاث إلى أربع ساعات بعد تناوله. بالنسبة للأشخاص الذين يتناولون أدوية ضغط الدم أو أدوية تنظيم ضربات القلب غير المنتظمة، قد يُبطل هذا التأثير المقصود من الدواء .
هل يجب أن تتوقف عن شرب القهوة؟
ليس بالضرورة. إذا كنت تتناول أدوية بانتظام، فهذا لا يعني بالضرورة التوقف التام عن تناول القهوة، بل يعني ببساطة تعديل وقت وكيفية تناولها لتقليل أي آثار جانبية محتملة.
في بعض الحالات، كما هو الحال مع ليفوثيروكسين أو البيسفوسفونات، ينبغي الانتظار لمدة تصل إلى ساعة بعد تناول الدواء قبل الاستمتاع بفنجان قهوة أو إفطار. إذا كنت تتناول مضادات الاكتئاب أو مضادات الذهان أو أدوية ضغط الدم، فمن الأفضل مناقشة استهلاكك للكافيين مع طبيبك العام.
كبديل، يمكنك اختيار مشروب منزوع الكافيين من قهوتك المعتادة، مما قد يساعدك على تجنب بعض الآثار الجانبية دون التأثير على روتينك اليومي.
وفقًا للخبراء، تحتوي القهوة منزوعة الكافيين على نسبة كافيين أقل بنسبة 97 بالمائة من القهوة العادية، أي ما يصل إلى حوالي 7 مليجرامات من الكافيين لكل كوب. وهذا انخفاض كبير مقارنةً بفنجان القهوة العادي، الذي يحتوي على 70-140 مليجرامًا من الكافيين.