الصلاة تعني في اللغة الدعاء، وقد حثنا القرآن الكريم في أكثر من موضع على أهمية استغلال الصلاة في الدعاء، وطلب ما يريده المرء من ربه، سواء من أمور الدنيا، أو الآخرة.
قال تعالى: «فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ۖ وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ» (الأنبياء 90).
إذن لا ضير أبدًا في أن يدخل العبد الصلاة وهو مستعد للدعاء لما يريده، لكن هل جربت يومًا، أن تصلي بحب وليس لطلب أو مطمع؟.. فالله تعالى يستحق العبادة ولو لم يُدخل العبد الجنة وينجه من النار، بل العمل لا ينجي العبد من النار، وإنما ينجو العبد منها ويدخل الجنة بمحض رحمة الخالق سبحانه وتعالى.
الاستعداد للصلاة
هل جربت أن تستعد للصلاة، وأنت مقبل على الله عز وجل دون حاجة أو طلب؟.. فقط لأنك تهابه أو تخشاه، أو تحبه، فإنك عزيزي المسلم إذا أحببت الله عز وجل، رغبت فيما عنده ، ورغبت في الوصول إليه ، وطلبت الطريق الموصل إليه ، وقمتَ بطاعته على الوجه الأكمل ، وأنك إذا عظمته، خفت منه ، وكلما هممت بمعصية استشعرت عظمة الخالق عز وجل، فنفرت.
قال تعالى: « وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ » (يوسف/ 24)، فهذه من نعمة الله عليك، إذا هممتَ بمعصية وجدت الله أمامك، فخفت وتباعدت عن المعصية ؛ لأنك تعبد الله، رغبة ، ورهبة.
لذا إياك أن تتوجه على الله دون خوف أو رهبة، وأيضًا لابد للمحبة الخالصة والاتباع الخالص، وعليك أن تعلم يقينًا أن عبادة الأنبياء والعلماء والأتقياء تشتمل على الخوف والرجاء ، ولا تخلو من محبة.
قال الله تعالى في وصف حال الملائكة والأنبياء والصالحين: « أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ » (الإسراء/ 57).
اقرأ أيضا:
نقصان بني آدم في أعداد الحج يكمله الله من الملائكةالخشوع في الصلاة
جعلت الصلاة الرابط والصلة بين العبد وربه، فاستغلها في أن تسأل الله ما تريد ولا تتردد، لكن على ألا تنسى محبتك لله أن طاعتك له سبحانه تأتي من باب الخوف والرجاء والطمع في جنته ورضاه سبحانه، لأنه ليس بين الحب والخوف والرجاء تعارض حتى يريد البعض أن يعبد ربه تعالى حباً له وفقط.
فالذي يخافه تعالى ويرجوه ليست محبة الله منزوعة منه، بل لعله أكثر تحقيقاً لها من كثيرين يزعمون محبته، وإنما المطلوب في الصلاة الخشوع التام، فلا يكون في قلبك سواه سبحانه.