دراسة: فقدان الوزن في منتصف العمر يحميك من الوفاة المبكرة

بقلم | فريق التحرير | السبت 31 مايو 2025 - 03:29 م

أظهرت دراسة بحثية جديدة أن فقدان 6.5 بالمائة فقط من وزن الجسم في منتصف العمر قد يقلل من خطر الإصابة بالأمراض والوفاة المبكرة في وقت لاحق.

وأفاد باحثون أن الأشخاص الذين فقدوا حوالي 6.5 بالمائة من وزن أجسامهم - دون استخدام أدوية إنقاص الوزن أو جراحة - حققوا فوائد صحية كبيرة في مراحل لاحقة من حياتهم. بالنسبة لشخص يزن أكثر من 81 كيلو جرام، فإن هذا يعادل خسارة أقل بقليل من 5.5 كيلو جرامات.

وخلصت الدراسة التي قادها الدكتور تيمو ستراندبرج، أستاذ طب الشيخوخة في جامعة هلسنكي في فنلندا، إلى أنه "على الرغم من أن تصحيح الوزن الزائد في منتصف العمر دون علاج جراحي أو دوائي أمر صعب، فإن نتائجنا تشير إلى أنه ممكن وقد يكون مرتبطًا بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية على المدى الطويل، وغيرها من الحالات المزمنة، ونتائج الوفيات المرتبطة بزيادة الوزن".

ونظرت الدراسة التي نشرت في دورية "جاما نتوورك أوبن" نظرت في بيانات من حوالي 23 ألف شخص بالغ عبر ثلاث فترات زمنية، تعود إلى ستينيات القرن العشرين.

وقسم الباحثون، المشاركين على أساس مؤشر كتلة الجسم في البداية وما إذا كانوا قد اكتسبوا أو فقدوا أو حافظوا على وزنهم. (مؤشر كتلة الجسم هو تقدير للدهون في الجسم بناءً على الطول والوزن). ثم قاموا بفحص سجلات المستشفى والوفيات.

ووجدت الدراسة أن الأشخاص الذين فقدوا الوزن كانوا أقل عرضة للإصابة بالأزمات القلبية والسكتات الدماغية والسرطان والربو وأمراض الرئة مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن.

وكانوا أيضًا أقل عرضة للوفاة لأي سبب على مدى السنوات الـ35 التالية، بحسب وكالة "يو بي آي".

تجدر الإشارة إلى أن هذا الانخفاض في الوزن حدث قبل ظهور أدوية إنقاص الوزن الشائعة والعمليات الجراحية، مما يعني أن معظم التحسنات الصحية جاءت على الأرجح من تغيير النظام الغذائي وممارسة الرياضة.

وقال الدكتور أيوش فيساري، الباحث السريري في كلية روبرت وود جونسون الطبية بجامعة روتجرز في نيوجيرسي، لشبكة CNN: "الدراسة مهمة لأنها تقدم دليلاً على العلاقة بين فقدان الوزن وأمراض القلب والأوعية الدموية والوفيات، والتي لم تتم دراستها بشكل كافٍ".

لكن فيساريا وستراندبرج أشارا إلى أن مؤشر كتلة الجسم، المستخدم في الدراسة لتتبع وزن الأشخاص، ليس مقياسًا دقيقًا. فهو لا يُظهر أماكن تخزين الدهون أو حجم العضلات لدى الشخص، مما قد يؤثر على المخاطر الصحية.

وأظهرت أبحاث أخرى أن الدهون الموجودة في البطن والدهون حول الأعضاء قد تكون أكثر أهمية من الوزن الإجمالي.

قال فيساريا: "هناك العديد من المتغيرات التي قد تلعب دورًا في كيفية تغير تكوين جسم شخص ما، على الرغم من أن وزنه قد لا يتغير كثيرًا".

وعلى الرغم من أن الدراسة لم تتمكن من إثبات أن فقدان الوزن وحده أدى إلى الفوائد الصحية، فإن تغييرات نمط الحياة التي أدت إلى ذلك - مثل تناول الطعام الصحي وممارسة المزيد من التمارين الرياضية - ربما لعبت أيضًا دورًا كبيرًا.

ويوصي الخبراء بممارسة 150 دقيقة من التمارين المعتدلة (مثل المشي أو ركوب الدراجات) كل أسبوع، بالإضافة إلى يومين من أنشطة تقوية العضلات.

وذكرت شبكة CNN أن تناول نظام غذائي متوسطي غني بالفواكه والخضروات والمكسرات وزيت الزيتون يمكن أن يساعد أيضًا.

وأضاف فيساريا أن نمط الحياة مهم دائمًا عندما يتعلق الأمر بالصحة الجيدة، مما يعني أنه يجب عليك السعي لتناول الأطعمة المغذية وممارسة النشاط البدني حتى لو كنت تستخدم أدوية إنقاص الوزن.

وقال ستراندبيرج إن المجتمع يحتاج أيضًا إلى تسهيل حصول الناس على الغذاء الصحي والأماكن التي يمكنهم ممارسة النشاط فيها.