فضل الله تعالى الله العشر الأوائل من ذي الحجة على بقية الأيام بما يقع فيها من أعمال عظيمة أعظمها الركن الخامس من أركان الإسلام وهو الحج وهي بمثابة تزكية وتهيئة ليوم عرفة يوم العتق من النيران يوم تكفير الذنوب والآثام .. وتهيئة أيضًا لأيام التشريق المباركات.
أيضا الله العشر الأوائل من ذي الحجة تمثل محطة لتزويد العبد بالحسنات بعد رمضان حتى يقبل على العيد منشرح القلب وحق له في هذه الحالة أن فرح بقدوم العيد فالأعياد شرعت للفرح بعد انقضاء الطاعة والطاعة هنا الحج لمن استطاع والعبادات المختلفة لله في العشر الأوائل من ذي الحجة لم يستطع لحج.
وبهذا صارت هذه الأيام الطيبة هي الأيام المعلومات التي أمر الله بكثرة ذكره فيها.. فقال تعالى: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ}(الحج:27).. قال ابن عباس في الآيتين: (هي أيام العشر)[تفسير ابن كثير].
فضل يوم عرفة:
كما فضلها الله تعالى لأنه فيها يوم عرفة: وهو اليوم المشهود في قوله تعالى: {وشَاهِدٍ ومَشهُود}، وهو اليوم الذي أكمل الله لنا فيه الدين وأتم علينا فيه النعمة فأنزل فيه: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا}(المائدة:3)، وهو اليوم الذي يباهي الله بأهل الموقف أهل السماء (انظروا إلى عبادي جاءوني شعثا غبرا من كل فج عميق).. وما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة.
كما أن فيها يوم الحج الأكبر: الذي هو أعظم الأيام حرمة عند الله تعالى.. فقد روى الترمذي والنسائي والبيهقي عن عمرو بن الأحوص عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال يوم النحر: (أيها الناس أي يوم أحرم؟ أي يوم أحرم؟ أي يوم أحرم؟ قالوا: يوم الحج الأكبر. قال: فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا...] الحديث.
وهو خير أيام الدنيا على الإطلاق، كما في سنن أبي داود عنه صلى الله عليه وسلم قال: (إن أعظم الأيام عند الله يوم النحر، ثم يوم القر).
خير أيام العام:
وبهذا حرص النبي الكريم صلى الله عليه وسلم على الاجتهاد في الاعة في هذه الأيام وحث على ذلك الصحابة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين حتى صار العمل الصالح في هذه الأيام مضاعف الأجر عن غيره ففي الحديث الذي رواه روى البخاري عن ابن عباس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر. قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجلٌ خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء).