عالم الرؤى والمنامات من أغرب العوالم، خاصة ما وقع في عصر النبوة من منامات عجيبة، حيث ذكر القاضي المعافي بن زكريا مناما عجيبا في كتابه " الجليس الصالح".
تقول السيدة أسماء بنت عميس- زوج جعفر بن أبي طالب- ،: أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عناق مشوية- شاه صغيرة - فبعث إلى فاطمة، وعلي، والحسن والحسين عليهم السلام، فأجلسهم معه ليأكلوا.
فأول من ضرب بيده إليها الحسن فجذبت فاطمة يده وبكت، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: فداك أبوك! ما شأنك لم تبكين؟
قالت: يا رسول الله رأيت في منامي البارحة كأنه أهدي إليك هذه العناق وكأنك جمعتنا، فأول من ضرب بيده إليها الحسن فأكل فمات.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، كفوا، ثم قال: يا رؤيا، فأجابه شيء: لبيك يا رسول الله، قال: هل أريت حبيبتي شيئا؟ قال: لا والذي بعثك بالحق.
فقال: يا أضغاث، قال شيء: لبيك يا رسول الله، قال: هل أريت حبيبتي شيئا قال: لا والذي بعثك بالحق.
قال: يا حديث النفس! فأجابه شيء: لبيك يا رسول الله، قال: هل أريت حبيبتي شيئا؟ قال: لا والذي بعثك بالحق.
قال: يا شيطان الأحلام، أجابه شيء: لبيك يا رسول الله، قال: هل أريت حبيبتي شيئا؟ قال: نعم، أريتها كذا وكذا، قال: ما حملك على ذلك؟ قال: العبث، فقال: لا تعد إليها، ثم تفل عن يساره ثلاثا، وقال: أعوذ بالله من شر ما رأيت، ثم قال: كلوا بسم الله.
اقرأ أيضا:
رأيت نفسي داخل الكعبة وأعطوني التمر.. ما تفسير الرؤيا؟شجرة "خير" في الجنة:
روى عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن في الجنة شجرة يقال لها خيرا، أصلها في منزل رجل من قريش لا أسميه لكم، وفرعها في سائر الجنة، فإذا قال الرجل لأخيه: جزاك الله خيرا، فإنما يعني به تلك الشجرة ".
المأمون وغلامه:
دخل المأمون ديوان الخراج فمرّ بغلام جميل على أذنه قلم فأعجبه ما رأى من حسنه، فقال: من أنت يا غلام؟
قال: الناشىء في دولتك وخريج أدبك يا أمير المؤمنين المتقلب في نعمتك، والمؤمل لخدمتك الحسن بن رجاء.
فقال له المأمون: يا غلام بالإحسان في البديهة تفاضلت العقول، ثم أمر أن يرفع عن مرتبته في الديوان، وأمر له بمائة ألف درهم.