عقد علماء الأزهر الشريف الموفدين إلى محافظة شمال سيناء في إطار توجيهات فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، سلسة من الندوات الدعوية والثقافية لأهالي سيناء، وذلك بحضور اللواء دكتور محمد عبد الفضيل شوشة، محافظ شمال سيناء، والدكتور أسامة الحديدي، المدير التنفيذي لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، ولفيف من أهالي سيناء، شملت قرية الخروبة بالشيخ زويد، وجمعية حقوق المرأة السيناوية، ومركز شباب عاطف السادات بمدينة العريش، وبئر العبد، وسالم الهرش، والقاطية، وغيرها من مراكز وقرى شمال سيناء.
وخلال حديثهم بالندوات ناقش أعضاء مركز الأزهر العالمي للفتوى، أبرز القضايا والمشكلات المجتمعية التي تمس الواقع الحقيقي لأبناء المجتمع السيناوي، وطرق معالجتها بمفاهيم الدين الصحيحة، فضلًا عن توعية أهالي سيناء بأهمية التماسك المجتمعي ودوره الفعال في الحفاظ على الوطن واستقراره، وحثهم على العمل والإنتاج والنهوض بالمجتمع الذي يعيشون فيه، وتحذيرهم من مخاطر الأفكار المتطرفة، التي تمثل تحديًا كبيرا، يعرقل مسيرة التنمية ويزعزع أمن الأوطان واستقرارها.
وركز علماء مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، خلال حديثهم مع أهالي شيناء على بيان مسؤولية الإنسان، واستشعار المسؤولية نحو الأسرة والمجتمع والوطن، والتأكيد على أهمية بناء الشخصية التي تتحمل المسؤولية المجتمعية، وتدرك معاني حب الوطن الانتماء إليه، مؤكدين أن حب الوطن والانتماء إليه من القيم النبيلة التي رسخها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، عندما أمره المولى -عز وجل- بالهجرة من مكة إلى المدينة، حيث قال صلى الله عليه وسلم في حب وطنه: «واللَّهِ إنَّكِ لخيرُ أرضِ اللَّهِ، وأحبُّ أرضِ اللَّهِ إلى اللَّهِ، ولولا أنِّي أُخرِجتُ منكِ ما خرجتُ».
كما تناول علماء الأزهر خلال الندوات عددّا من المحاور المهمة التى تبين أهمية الأسرة وأسس الحفاظ عليها، وحمايتها من التفكك، والحد من أسباب الطلاق، موضحين أن الأسرة عامل أساسي في تربية الأبناء على المبادئ والقيم الأخلاقية السليمة، التي تسهم في بناء جيل قادر على تحمل المسئولية ومواجهة صعوبات الحياة، مؤكدين أهمية المشاركة الفعالة والحوار بين الزوج والزوجة لمواجهة المشكلات الأسرية، ووضع الحلول المناسبة لها، للحفاظ على كيان الأسرة واستقرارها، كونها أساس بناء المجتمعات.
يأتي ذلك في إطار متابعته الدائمة والمستمرة لجميع كليات جامعة الأزهر بالقاهرة والأقاليم؛ للاطمئنان على سير العمل وانتظام العملية التعليمية بها.
وكان في استقباله الدكتور جمال الهلفي، عميد الكلية، والدكتور محمد محمود الصفتي، وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب، وأحمد إبراهيم خير الله مدير الكلية.
وخلال الزيارة تفقد رئيس الجامعة المجالس العلمية والمحاضرات الدراسية؛ للاطمئنان على انتظام العملية التعليمية.
أعقب ذلك جلوسه مع أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة والاستماع إليهم، إضافة إلى الاستماع إلى الجهاز الإداري، كما تضمنت الزيارة الوقوف على التدريب العلمي لمادة الخطابة بمسجد الكلية، والوقوف على المسابقة التي تجريها الكلية في هذا المجال، وقام رئيس جامعة الأزهر بتوجيه كلمة نصح وإرشاد لأبنائه الطلاب، تضمنت ضرورة التركيز على القواعد السليمة والمنهج الوسطي في الدعوة، وأهمية حب الوطن، والابتعاد عن الشائعات.
اقرأ أيضا:
ما هو الفرق بين البيت العتيق والبيت المعمور؟ ومكان كل منهما؟ وكانت الزيارة حافزًا قويًّا لأسرة الكلية؛ حيث أجاب رئيس جامعة الأزهر عن كل الاستفسارات، وحث الجميع على إنجاز الأعمال وقضاء مصالح الطلاب، مع الالتزام باللوائح المنظمة للعمل، كما حث الجميع على مواكبة التطور والنقلة الحضارية في ظل ما تتمتع به الدولة من تقدم وتحول رقمي هو أساس العملية التعلمية، وإدخال النظم الحديثة في الشرح؛ تنفيذًا لتوجه الدولة المصرية نحو التحول الرقمي الشامل، وتحقيق رؤية مصر 2030م.