كان الخليفة عمر بن عبد العزيز يلقب بصاحب النفس التواقة، وكان يقول عن نفسه : " أيها الناس إن لي نفس تواقة لم تطلب شيئا إلا نالته وقد طلبت الخلافة ، ولم بق إلا الجنة فأعينوني عليها يرحكم الله.
آداب ومواعظ:
1-يقول " دكين الشاعر": أتيت عمر بن عبد العزيز بعد ما استخلف أستنجز منه وعدا كان وعدنيه وهو والي المدينة. فقال لي: يا دكين، إن لي نفسا تواقة، لم تزل تتوق إلى الإمارة، فلما نلتها تاقت إلى الخلافة، فلما نلتها تاقت إلى الجنة.
وما رزأت من أموال المسلمين شيئا، وما عندي إلا ألفا درهم، فاختر أيهما شئت، وهو يضحك.
فقلت: يا أمير المؤمنين، قليلك خير من كثير غيرك، ويقال قليلك خير من كبير غيرك، فاختر لي أنت، فدفع إلي ألفا وقال: خذها بارك الله لك فيها، فابتعت بها إبلا وسقتها إلى البادية، فرمى الله في أذنابها بالبركة بدعوته حتى رزقني الله ما ترون.
اقرأ أيضا:
هل القلوب تصدأ .. وما الفرق بين "الران" و" الطبع" على القلب؟2- قال معاوية لعمرو بن العاص حين نظر معسكر علي عليه السلام: من طلب عظيما خاطر بعظيمته. وكان عمرو يقول: عليكم بكل أمر مزلقة مهلكة- أي عليكم بجسام الأمور.
3- من جميل شعر كعب بن زهير:
وليس لمن لم يركب الهول بغية .. وليس لرحل حطه الله حامل
إذا أنت لم تقصر عن الجهل والخنا .. أصبت حليما أو أصابك جاهل
4- وفي كتاب للهند: ثلاثة أشياء لا تنال إلا بارتفاع همة وعظيم خطر: (عمل السلطان، وتجارة البحر، ومناجزة العدو).
5- وجاء فيه أيضا: لا ينبغي أن يكون الفاضل من الرجال إلا مع الملوك مكرما أو مع النساك متبتلا، كالفيل لا يحسن أن يرى إلا في موضعين: في البرية وحشيا أو للملوك مركبا.
6- وفيه أيضا: ذو الهمة إن حط فنفسه تأبى إلا علوا كالشعلة من النار يصوبها صاحبها وتأبى إلا ارتفاعا.
7- وكان يقال: من سره أن يعيش مسرورا فليقنع، ومن أراد الذكر فليجهد.
8- قيل للعتابي: فلان بعيد الهمة، قال: إذن لا يكون له غاية دون الجنة.
9- وقيل لبعض الحكماء: من أسوأ الناس حالا؟ قال: من اتسعت معرفته وضاقت مقدرته وبعدت همته.
10- قال رجل لآخر: أبوك الذي جهل قدره وتعدى طوره فشق العصا وفرّق الجماعة، لا جرم لقد هزم ثم أسر ثم قتل ثم صلب.. قال الآخر: دعني من ذكر هزيمة أبي ومن صلبه، أبوك ما حدث نفسه بشيء من هذا قط.