انتكاس الفطرة هوة سحيقة.. احذر أن تقع فيها بهذه الأفعال

بقلم | محمد جمال حليم | الاحد 13 اكتوبر 2024 - 01:46 م

الإسلام دين الفطرة الذي لو ترك الناس أسوياء لقالوا بقلبهم وجوارحهم لا إلا الا الله ولعبدوه واستدلوا على وجوده بما يلمسوه من آثار نعمه وقدرته.

لكن إن دخل على الإنسان ما يعكر فطرته التي فطره الله عليها لوثت أموره وصار في مهب الريح ليس معنى انتكاس الفطرة وفي الحدث: "كلُّ مولودٍ يولَدُ على الفطرةِ فأبواه يُهوِّدانِه أو يُنصِّرانِه أو يُمجِّسانِه ".

معنى الفطرة:

أصل الفطرة، في اللغة بمعنى الخلق، وقال أبو البقاء: الفطرة: هي الصفة التي يتصف بها كل موجود في أول زمان خلقته.

“والفطرة: ما فُطِر– أي خُلق – عليه الإنسان ظاهراً وباطناً، أي جسدًا وعقلاً. فسَيْرُ الإنسان على رجليه فطرة جسدية، ومحاولة مشيه على اليدين خلافُ الفطرة. وعمل الإنسان بيديه فطرة جسدية، ومحاولة عمله برجليه خلافُ الفطرة. واستنتاج المسبَّبات من أسبابها والنتائجِ من مقدماتها فطرةٌ عقلية. ومحاولةُ استنتاج الشيء من غير سببه.

وقد يراد بالفطرة جانب معين منها، وهو فطرية التدين، قال الفيروز آبادي: كلّ مولود يولدَ على الفِطْرة: أَي على الجبلَّة القابلة لدين الحقِّ. وعلى هذا يقول ابن حجر عن الطيبي، قال: والمراد تمكُّن الناس من الهدى في أصل الجبلة والتهيؤ لقبول الدين، فلو ترك المرء عليها لاستمر على لزومها ولم يفارقها إلى غيرها، لأن حسن هذا الدين ثابت في النفوس، وإنما يعدل عنه لآفة من الآفات البشرية كالتقليد.

كثرة القتل من انتكاس الفطرة:

وانتكاس الفطرة يعني الانحراف عن أصل الجبلة وحلاة التهيؤ المجبول عليها الإنسان لأشياء اخرى تضره وتجعله بمنأى عن الصواب بقدر انحراف عن المنهج.

ومن صور انتكاس الفطرة أن يكثر القتل كما هو شائع الآن وهذا دليل على قرب قيام الساعة ففي الحديث: "إنَّ بين يَدَيْ السَّاعَةِ الهَرْجَ : القَتْلُ ، ما هو قتلُ الكفارِ ، ولكنْ قتلَ الأمةِ بعضُها بعضًا ، حتى أنَّ الرجلَ يلقاهُ أخوهُ فيقتلُهُ ، ينتزعُ عقولَ أهلِ ذلكَ الزمانِ ويخلفُ لها هَباءٌ مِنَ الناسِ ، يحسبُ أكثرُهُمْ أنَّهُمْ على شيءٍ ولَيْسُوا على شيءٍ".

الزنا بالمحارم من انتكاس الفطرة:

ومن صور انتكاس الفطرة كثرة الزنا لا سيما زنا المحارم؛ فإذا كان الزنا محرماً بين عموم الناس فإن حرمته أشد إذا وقع على المحارم. وقال ابن حجر الهيتمي في الزواجر: وأعظم الزنا على الإطلاق الزنا بالمحارم، وذلك لأن المحرم مطلوب منه الحفاظ على عرض محارمه والذود عنه، لا أن يكون هو أول الهاتكين له المضيعين لأركانه.

فإذا كان الزنا بحليلة الجار محرما فكيف بمن وقع فيه مع محارمه فعن ابن مسعودٍ - رضِي الله عنْه - قال: سألتُ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: أيُّ الذنب أعظم؟ قال: «أن تَجعل له ندًّا وهو خلقك»، قلتُ: ثمَّ أي؟ قال: «أن تقتُل ولدك خشية أن يطعم معك»، قلت: ثمَّ أي؟ قال: «أن تزْنِيَ بِحليلة جارك».

عمل أهل لوط وانتكاس الفطرة:

ومن صور انتكاس الفطرة اللوط، فقد روى الإمام أحمد وأبو داود والترمذي عن ابن عباس قال صلى الله عليه وسلم: (من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به).

ومن صور انتكاس الفطرة ترك الصلاة وشيوع التبرج والسفور ومبارزة الله بالمعاصي والسخرية من يلتزم بدينه كما في قوله : فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّىٰ أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ" كان الأولى والموافق للفطرة أن تعظموهم وتطيعوهم .

التناقضات من انتكاس الفطرة:

أيضا من صور انتكاس الفطرة التناقضات الدخيلة على المجتمع المسلم أن ترى الرجل عاطلا وامرأته تسعى عليه بلا عذر له .. أو أن تراه متدينا فيما يترك أولاده وزوجته لا يعرفون لله حقا .. وغير ذلك من الأمور التي تجعل الحليم حيرانا..

والصواب في هذا كله الرجوع للفطرة والصواب وأن نعود إلى حسن الأخلاق ففيها النجاة.