أخبار

"وجاهدوا في الله حق جهاده".. ماذا عن "جهاد النفس" العدو الأكبر؟

"روشتة نبوية" أطعمة وأشربة نهى عنها النبي

ما صور الإفساد التي نهى الله عن ارتكابها في الأرض؟ (الشعراوي يجيب)

الامتحان الأصعب.. 3 أسئلة تحصل علمها في الدنيا لتجيب عنها في القبر

موسى والخضر.. قصة أجابت على أصعب سؤال في الوجود.. كيف يعمل القدر ؟

من أكثر الناس قربًا له قبل الإسلام.. كيف أصبح أشد أعداء النبي سيد فتيان أهل الجنة؟

من هم الْأَعْرَاب ولماذا وصفهم الله بأنهم "أشد كفرًا ونفاقًا"؟

فضوح الدنيا أيسر من فضوح الآخرة..لا تتنافس على الشر واكتشف سترك الحقيقي

أكثر تطوع النبي والصحابة.. "خير دينكم أيسره"

أسهل عبادة.. أجرها عظيم وأفضل من الجهاد وبها تطمئن القلوب وترتفع الدرجات

الغيرة على العرض من الإيمان.. حتى لا تقع ابنتك في المحظور وأنت تراها صغيرة؟

بقلم | أنس محمد | الاربعاء 03 يوليو 2024 - 07:50 ص

ربما لا تصدق وأنت أب لبنت، أن هذه الطفلة التي مازالت صغيرة في نظرك، قد كبرت وبدت مفاتنها، بعد أن شب عودها وبرزت تفاصيلها الأنثوية، فبعض الأباء يتغافل هذه الحقيقة ويتعامل مع ابنته على هذا النحو، الذي يصل به لتركها تلبس ماتحب من الملابس، التي تكشف أكثر ما تستر، فيكون عرضة للانتقاد، واستفزاز كلام الناس ونميمتهم عليه، ليس إلا بسبب ما يتغافل عنه هو، ويدقق فيه الناس من أن ابنته لا يجب التعامل معها على انها طفلة صغيرة، بعد أن كبرت.

فربما نتحدث كثيرًا عن أصحاب الأمراض النفسية والشهوانيين من الرجال والشباب الذين يتعرضون بالتحرش والاذى لبناتنا في الطرقات، ونطالب بإعدامهم والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه أن يتعرض للمرأة، وهذا هو ما نص عليه الشرع بالفعل.

ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم قاطع شابًا جاء لمبايعته على الإسلام ورفض أن يبايعه، لمجرد أنه كان يتحرش بالنساء.

لكن لماذا نؤجل مانص عليه الشرع أيضًا من وجوب سترة المرأة لجسدها، والحفاظ عليها من هؤلاء المرضى، بألا نستفزهم ونعطيهم الدافع للتعرض لبناتنا، فالمسألة ليست حرية على المطلق في أن ترتدي البنت ماتشاء من ملابس ضيقة أو مثيرة ومستفزة كالملابس المقطعة والساقطة التي تكشف مؤخرات وأجسام البنات، ولكن هناك حرية منضبطة هي أن تحفظ البنت عورتها، وألا تكون مصدر فتنة للناس في الطرقات.

الغيرة على الأعراض

وقد نهى الإسلام عن أخلاق الدياسة، وهي عدم الغيرة على الأعراض، فبعض الناس لا يبالي بما تفعله امرأته، من ملابس أو تحدث مع الرجال، حيث يعدُ ذلك من قبل الحرية الشخصية، ووقتها يفتح الباب لأصحاب القلوب المريضة في التعرض لنسائه، والتعدي عليهن.

فقد ورد ان النبي صلى الله عليه وسلم منع مخنثا أن يدخل على النساء حينما وجد أحدهم يكشف سر النساء اللائي يجلس بينهن، باعتبار أنه مخنث، لا يؤذي وذلك كان معتادَا عليه في الجاهلية كما اعتدنا عليه نحن الآن، إلا أن النبي منع ذلك بشدة.

فحينما يكون المجتمع صارمًا في نظام أخلاقه وضوابط سلوكه، غيورًا على كرامة فرده وأمته، مؤثرًا رضا الله على نوازع شهواته حينئذٍ يستقيم مساره في طريق الحق والصلاح والرفعة والإصلاح.

وروى أحمد عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ثلاثة قد حرم الله تبارك وتعالى عليهم الجنة: مدمن الخمر، والعاق، والديوث الذي يقر في أهله الخبث».

وروى الطبراني عن عمار بن ياسر رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ثلاثة لا يدخلون الجنة أبدًا: الديوث، والرجُلَة من النساء، والمدمن الخمر، قالوا: يا رسول الله: أما المدمن الخمر فقد عرفناه، فما الديوث؟ قال: الذي لا يبالي من دخل على أهله، قلنا: فما الرجُلَة؟ قال: التي تتشبه بالرجال».

و عن مالك بن أحيمر رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:  «لا يقبل الله من الصقور يوم القيامة صرفًا ولا عدلاً، قلنا: يا رسول الله: وما الصقور؟ قال: الذي يدخل على أهله الرجال».

فالديوث  كلمة تطلق على كل من أقر الخبث في كل من له ولاية عليه؛ من زوجته وبنته وأخته ونحو ذلك، سواء كان الخبث زنًا أو وسائل إلى الزنا، من كشف عورة أمام أجنبي وخلوة به، وتطيب عند الخروج ونحو ذلك مما يثير الفتنة، ويغري بالفاحشة.

اقرأ أيضا:

الامتحان الأصعب.. 3 أسئلة تحصل علمها في الدنيا لتجيب عنها في القبر

غيرة الصحابة

فسكوت الإنسان عن المنكر محرم، سواء كان في أهله أم في غيرهم، إلا أن سكوته عن إنكاره فيمن ولاه الله أمرهم أشد نكرًا، وأعظم إثمًا؛ لكونه ولي أمرهم الخاص، سواء سمي ذلك السكوت دياثة أم لم يسم بذلك، فهو منكر على كل حال؛ للآيات والأحاديث العامة الدالة على ذلك.

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: " كلكم راع وكل مسئول عن رعيته".

والإنسان كريم العرض ليبذل الغالي والنفيس للدفاع عن شرفه، وإن ذا المروءة الشهم يقدم ثروته ليسد أفواهًا تتطاول عليه بألسنتها أو تناله ببذيء ألفاظها. نعم إنه ليصون العرض بالمال، فلا بارك الله بمال لا يصون عرضًا.

وصاحب الغيرة ليخاطر بحياته ويبذل مهجته، ويعرض نفسه لسهام المنايا عندما يرجم بشتيمة تلوث كرامته. يهون على الكرام أن تصان الأجسام لتسلم العقول والأعراض. وقد بلغ دينكم في ذلك الغاية حين أعلن نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم: "من قتل دون أهله فهو شهيد".

وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من أشد الناس غيرة على أعراضهم، روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال يومًا لأصحابه: "إن دخل أحدكم على أهله ووجد ما يريبه أَشْهَدَ أربعًا. فقام سعد بن معاذ متأثرًا فقال يا رسول الله: أأدخل على أهلي فأجد ما يريبني انتظر حتى أشهد أربعًا؟! لا والذي بعثك بالحق!! إن رأيت ما يريبني في أهلي لأطيحنَّ بالرأس عن الجسد ولأضربنَّ بالسيف غير مصفح وليفعل الله بي بعد ذلك ما يشاء. فقال عليه الصلاة والسلام: أتعجبون من غيرة سعد؟؟ والله لأنا أغير منه، والله أغير مني؛ ومن أجل غيرة الله حرَّم الفواحش ما ظهر منها وما بطن" .

فطريق السلامة لمن يريد السلامة ـ بعد الإيمان بالله ورحمته وعصمته ـ ينبع من البيت والبيئة. فهناك بيئات تنبت الذل، وأخرى تنبت العز، وثمت بيوتات تظلها العفة والحشمة، وأخرى ملؤها الفحشاء والمنكر.

و لا تحفظ المروءة ولا يسلم العرض إلا حين يعيش الفتى وتعيش الفتاة في بيت محتشم محفوظ بتعاليم الإسلام وآداب القرآن، ملتزم بالستر والحياء، تختفي فيه المثيرات وآلات اللهو المنكر، يتطهر من الاختلاط المحرم.

يقول الله تعالى : (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُواْ فِى الأَرْضِ وَتُقَطّعُواْ أَرْحَامَكُمْ أَوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَـارَهُمْ أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْءانَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) [محمد:22-24].

اقرأ أيضا:

فضوح الدنيا أيسر من فضوح الآخرة..لا تتنافس على الشر واكتشف سترك الحقيقي

الكلمات المفتاحية

الغيرة غيرة الصحابة الغيرة على الاعراض تربية البنات الغيرة على الزوجات

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled ربما لا تصدق وأنت أب لبنت، أن هذه الطفلة التي مازالت صغيرة في نظرك، قد كبرت وبدت مفاتنها، بعد أن شب عودها وبرزت تفاصيلها الأنثوية، فبعض الأباء يتغافل