أخبار

سبه بأمه فقال له النبي: فيك جاهلية.. فماذا عن جاهليتنا؟

عبادتان وثلاث أدعية لأولي الألباب يدخلون بها الجنة.. فماهي؟

لهذه الفضائل.. احرص أن تكون من الصابرين

في عز ضعفك.. أصدقاء سيهربون منك وآخرون لا تعرفهم سيهون الله بهم عليك

الإسلام لا يتربص بأتباعه ولا يتصيد أخطاءهم.. وهذا هو الدليل

سورة الإستجابة ..فيها مفاتيح إجابة الدعاء ونزول رحمات الله

استقيموا يرحمكم الله.. المؤمن ليس بالسباب ولا باللعان

النبي هو الوحيد الذي أقسم الله به في القرآن.. ما سر هذا التكريم؟ (الشعراوي)

شيء وحيد ادع ربك أن يضيق عليك فيه

"اكتئاب النساء".. الهرمونات ليست المتهم الوحيد

الإسلام لا يتربص بأتباعه ولا يتصيد أخطاءهم.. وهذا هو الدليل

بقلم | محمد جمال حليم | الاربعاء 16 اكتوبر 2024 - 09:11 ص
لا يمكن اعتبار الإسلام في كل مراحله سيفًا مسلطًا على رقاب محبيه أنابعه.. فهو وإن كان لا ينتش بالقروة والعنف فهو كذلك لا يجبر محبيه ولا يتعنت معهم بتشريعات كما لا يتصيد أخطاءهم.

الإسلام يدعم مبدأ التثبت؟
كثير من التشريعات الوضعية لا يهتم بنية الجاني وكل ما يريده هو فقط أن تثبت الجريمة على صاحبها ومن ثم تثبت العقوبة، وبهذا صارت هذه القوانين مجردة تماما من التهذيب والتربية .. لكن الإسلام الحنيف بتشريعاته الحكيمة جاء هاديا مشردا لأصحابه فهو لا يتربص بأتباعه وكل همه تهذيب أصحابه وتعديل سلوكياته أيا كانت الوسيلة وقد جاءت تشريعاته تؤكد هذا المعنى وتوضحه.
ومن أبرز الأمثلة التي تظهر هذا المعنى الجانب العملي في تنفيذ الحدود التي يعتبرها البعض أقصى عقوبة؛ فمن يتأمل رؤية الإسلام في هذا الجانب يدرك جيدا أن الحدود شرعت زواجر روادع .. وهذه الحدود تدرأ بالشبهات فمتى وجدت شبهة سقط الحد على المتهم بالجناية ولا تثبت الجناية بطريق سهل لكنها تحتاج لشهادة تتناسب مع قدر الجرم ففي الزنا مثلا تحتاج لأربعة شهداء شاهدوا الواقعة رؤيا العين وهذا الأمر يصعب جدا تنفيذه .. كما أن الإقرار الذي هو سيد الأدلة يدفع بالشبهات انظر مثلا لحديث ماعز والغامدية قد كان ماعِزُ بنُ مالِكٍ أحَدَ المرجُومِين على عَهْدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في حدِّ الزِّنا.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ رضِيَ اللهُ عنهما: "أنَّ ماعزَ بنَ مالكٍ أتى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ"، أي: جاء إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِيَعرِضَ عليه ما فعَلَه مِن الفاحشةِ، طالِبًا التَّوبةَ، فقال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "لعلَّكَ قبَّلْتَ أو لَمَسْتَ أو غمَزْتَ"، وهذا تثبُّتٌ مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وإرشادٌ لماعزٍ؛ لِيَدرَأَ عنه الحَدَّ؛ إذ لَفظُ الزِّنا يقَعُ على نظَرِ العينِ وفِعلِ الجوارحِ؛ لأنَّ مِن سُنَّتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ دَرْءَ الحُدودِ بالشُّبهاتِ، قال ماعزٌ رضِيَ اللهُ عنه: "لا"، أي: لم أفعَلْ هذه الأفعالَ؛ مِن التَّقبيلِ، واللَّمسِ، والغَمْزِ، ومُرادُه أنَّه وقَعَ في الزِّنا حَقيقةً لا مُقدِّماتِه، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "فعلْتَ كذا وكذا؟ لا يَكْنِي"، أي: سأَلَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سُؤالًا صريحًا عن وُقوعِه على المرأةِ والزِّنا بها، وهذا يدُلُّ على أنَّ الحُدودَ لا تُقامُ إلَّا بالإفصاحِ دونَ الكِناياتِ، قال ماعزٌ: "نعمْ"، وهنا أقرَّ إقرارًا مُؤكِّدًا أنَّه وقَعَ في الفاحِشةِ والزِّنا على حَقيقتِه، "فأمَرَ برَجْمِه"، أي: أمَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أصحابَه، فرَجَموه بالحِجارةِ؛ لأنَّه كان مُحصَنًا؛ فالزِّنا مِن أعظَمِ الآثامِ الَّتي يرْتكِبُها الإنْسانُ، وهو مِن كَبائرِ الذُّنوبِ في الإسْلامِ؛ حيثُ شدَّدَ اللهُ عُقوبَتَها في الدُّنيا والآخِرَةِ.

الإسلام لا يتربص بأتباعه:
ومما يذكر في حرص الإسلام على أتباعه ما وقع من الصحابي الجليل حاطب بن أبي بلتعة الذي بعث برسالة إلى قريش يخبرهم فيها بأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قادم لفتح مكة هو حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه وأرضاه، كما ثبت ذلك في الحديث المتفق عليه. وفيه: من حاطب بن أبي بلتعة إلى أناس من المشركين من أهل مكة يخبرهم ببعض أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا حاطب: ما هذا؟ قال: يا رسول الله: لا تعجل علي، إني كنت امرأ ملصقا في قريش ولم أكن من أنفسها، وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات بمكة يحمون بها أهليهم وأموالهم، فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم أن أتخذ عندهم يدا يحمون بها قرابتي، وما فعلته كفرا ولا ارتدادا ولا رضا بالكفر بعد الإسلام. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد صدقكم. قال عمر: يا رسول الله: دعني أضرب عنق هذا المنافق، قال: إنه قد شهد بدرا، وما يدريك لعل الله أن يكون قد اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم، فأنزل الله عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ  {الممتحنة: 1}.

الإسلام لا ينسى لأهل الفضل فضله:
وفي الصحيحين عن علي رضي الله عنه قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا والزبير والمقداد فقال: ائتوا روضة خاخ فإن بها ظعينة معها كتاب فخذوه منها. فانطلقنا تعادى بنا خيلنا فإذا نحن بالمرأة فقلنا: أخرجي الكتاب، فقالت: ما معي كتاب، فقلنا: لتخرجن الكتاب أو لنلقين الثياب فأخرجته من عقاصها، فأتينا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا فيه: من حاطب بن أبي بلتعة إلى ناس من المشركين من أهل مكة يخبرهم ببعض أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله: يا حاطب ما هذا؟... إلى آخر الحديث.
ففي هذه القصة التي ذكرتها كتب السير يتضح بجلاء كيف حافظ على هذا الصحابي  ل يعجل بعقوبته بل إن الرسول  هب سيئاته لحسناته في موقف فريد جميل ورائع حين قال: "وما يدريك لعل الله أن يكون قد اطلع على أهل بدر فقال: "اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم...".

الكلمات المفتاحية

الإسلام لا ينسى لأهل الفضل فضله الإسلام لا يتربص بأتباعه الإسلام يدعم مبدأ التثبت؟

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled لا يمكن اعتبار الإسلام في كل مراحله سيفًا مسلطًا على رقاب محبيه أنابعه.. فهو وإن كان لا ينتش بالقروة والعنف فهو كذلك لا يجبر محبيه ولا يتعنت معهم بتشر