"حفظ القرآن".. من أعظم القربات إلى الله عز وجل، فالقرآن يرفع من يحفظه حتى يبلغ منزلة الملائكة الكرام، حيث صح من حديث السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، أنها ذكرت عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، أنه قال: «مَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَهُوَ حَافِظٌ لَهُ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ وَمَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ وَهُوَ يَتَعَاهَدُهُ وَهُوَ عَلَيْهِ شَدِيدٌ فَلَهُ أَجْرَانِ.
فضلاً عن أن أهل القرآن هم (أهل الله عز وجل)، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ للهِ أهلين من النَّاسِ قالوا من هم يا رسولَ اللهِ قال أهلُ القرآنِ هم أهلُ اللهِ وخاصَّتُه»، لكن حفظ القرآن يحتاج لبعض النصائح الهامة، حتى يسير الحافظ على الطريق الصحيح، فيصل في النهاية إلى الحفظ والتدبر، ثم العمل بما جاء به هذا الكتاب العظيم.
لحفظ أسرع
ولكي تحفظ القرآن سريعًا، عليك أن تحفظ أولاً بلا ترتيل لأنه أسرع، ثم رتل بعد أن تُتقنه تمامًا، وإياك أن تبدأ في حساب مرات التكرار حتى تحفظ المقدار وتسمعه على نفسك ثم ابدأ بعد ذلك بحساب عدد مرات التكرار، ولا تنتقل إلى حفظ جديد قبل أن تتقن ما قبله، واعلم أن من قال أريد أن أُراجِع فليس بحافظ، لابد أن تكون مستعدًا للتسميع في أي زمان ومكان، وإياك أن تمل من التكرار.
ولا تنظر في المصحف بمجرد أن تنسى الآية، بل حاول أن تستحضرها فإذا عجزت فانظر، وأعطِ القرآن ثلثي وقتك على الأقل حتى تختم ثم بعد الختمة اجعل له الثلث، وداوم على المراجعة لأنها أهم من الحفظ الجديد.. واعلم أنك إذا حافظ على هذا الأمر ستحفظ سريعًا، فإذا حفظت جيدًا فالجأ إلى المرحلة الثانية وهي الفهم والتدبر والترتيل، لكن بين ذاك وذاك احرص على أن تطبق كل ما فيه، فإن العمل بالقرآن هو ما خُلقنا لأجله.
اقرأ أيضا:
الامتحان الأصعب.. 3 أسئلة تحصل علمها في الدنيا لتجيب عنها في القبرالورد اليومي
أيضًا على حافظ القرآن أن يضع لنفسه وردًا يوميًا للحفظ، وداوم على الاستغفار فإنه يعين على الحفظ، ونظم وقتك جيدًا، واتق الله في السر والعلن يُعلمْك الله فهو القائل: «وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ» (البقرة:282)، واعلم يقينًا أنك إن عملت بما علمت من كتاب الله طبت وطاب ممشاك، ورفعك الله مقامًا عليًا.
عن سيدنا أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم قال: «المؤمن الذي يقرأ القرآن ويعمل به كالأترجة طعمها طيب، وريحها طيب، والمؤمن الذي لا يقرأ القرآن ويعمل به كالتمرة طعمها طيب، ولا ريح لها، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كالريحانة ريحها طيب وطعمها مر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كالحنظلة طعمها مر أو خبيث وريحها مر».