خلال فصل الشتاء، تزداد شراهتنا في تناول الطعام أكثر من أي وقت آخر طوال العام، الأمر الذي تثبته الدراسات العلمية التي أظهرت أن الناس يتناولون سعرات حرارية أكثر خلال أشهر الشتاء مقارنةً بغيرها من فصول السنة.
ووفقًا للدكتورة كريستال ويلي من زافا كلينيك لندن، فإن هناك تفسيرات علمية لهذه الزيادة الموسمية في الشهية.
وأوضحت: "عندما تنخفض درجة الحرارة، تسعى أجسامنا غريزيًا إلى الحصول على المزيد من الطاقة للحفاظ على درجة حرارتها الأساسية. وغالبًا ما يتجلى ذلك في اشتهاء أقوى للأطعمة المريحة الغنية بالسعرات الحرارية، مثل المكرونة بالجبن، والشوربات الكريمية، والشوكولاتة الساخنة- وجميعها عادةً ما تكون مليئة بالسكر والدهون التي يمكن للجسم تحويلها بسرعة إلى دفء وطاقة".
ويؤدي قلة التعرض لأشعة الشمس أيضًا إلى انخفاض مستويات السيروتونين والدوبامين، وهما ناقلان عصبيان ينظمان المزاج، مما يجعلنا أكثر عرضة للتعب والانفعال والاضطراب العاطفي الموسمي. تعزز الكربوهيدرات مستويات السيروتونين، ولهذا السبب نلجأ إلى الخبز والمكرونة والشوكولاتة عندما يحل الظلام.
ليس الجوع فقط، بل هي طريقة دماغك للتعويض عن انخفاض مزاجك ومستويات الإضاءة، مما قد يؤدي بسهولة إلى الإفراط في تناول الطعام.
تلعب الهرمونات دورًا أيضًا، حيث يرتفع مستوى هرمون الجريلين، الذي يُحفّز الجوع، بينما قد ينخفض مستوى هرمون الليبتين، الذي يُشير إلى الشبع، بسبب اضطرابات النوم أو قلة النشاط. هذه التغيرات مجتمعةً تُشعرنا بانخفاض مستوى الشبع بعد تناول الطعام، لذا من المهمّ إدراك هذه العوامل المُحفّزة وإدارتها بوعي.
قدمت الدكتورة ويلي، 7 نصائح لكبح جماح الرغبة الشديدة في تناول الطعام خلال فصل الشتاء وتقليل استهلاك السعرات الحرارية، وفقًا لصحيفة "ميرور".
أضف التوابل إلى الطعام
إضافة توابل مثل الفلفل الحار، والفلفل الأسود، والفلفل الحار، أو الزنجبيل إلى الوجبات الغذائية يُساعد على كبح الشهية وزيادة الشعور بالشبع. ومن المعروف أن المادة الفعالة في الفلفل الحار، الكابسيسين، تُعزز عملية الأيض بشكل طفيف وتُقلل الجوع من خلال تحفيز عملية إنتاج الحرارة في الجسم.
ابدأ بالأطعمة الغنية بالألياف ومنخفضة السعرات الحرارية
تساعد الألياف على إبطاء عملية الهضم، واستقرار مستويات السكر في الدم، وإطالة الشعور بالشبع. أطعمة مثل الشوفان والعدس والحمص والبروكلي والتفاح وبذور الشيا تتمدد في المعدة، مما يُرسل إشارات إلى الدماغ بالشبع.
البدء بوجبة مقبلات غنية بالألياف مثل شوربة الخضار أو إضافة الفاصوليا إلى السلطة قبل الطبق الرئيس يمكن أن يساعد بشكل طبيعي على تناول كمية أقل من الطعام بشكل عام.
الشوكولاتة الداكنة
تُحفز المركبات المُرّة الموجودة في الشوكولاتة الداكنة (70 بالمائة كاكاو أو أكثر) الجسم على تقليل تناول الطعام، بينما يُبطئ حمض الستياريك الموجود في زبدة الكاكاو عملية الهضم، مما يُطيل الشعور بالشبع. ومن المثير للاهتمام أن حتى رائحة الشوكولاتة الداكنة (85 بالمائة كاكاو) تُحفز هرمونات الشبع.
وجبة إفطار غنية بالبروتين
تناول وجبة فطور غنية بالبروتين، مثل البيض أو الزبادي اليوناني أو الجبن القريش أو سمك السلمون المدخن على خبز محمص من الحبوب الكاملة، يُساعد على كبح الشهية طوال اليوم. كما يُساعد على استقرار مستويات السكر في الدم ومنع انخفاض الطاقة بعد الوجبات.
يرجع ذلك إلى أن البروتين يستغرق وقتًا أطول للهضم مقارنة بالكربوهيدرات، مما يجعلك تشعر بالشبع لفترة أطول.
دهون أوميجا 3
الدهون الصحية الموجودة في أطعمة مثل السلمون والماكريل وبذور الكتان وبذور الشيا والجوز ضرورية للتحكم في الشهية، فهي تُحسّن التواصل بين الأمعاء والدماغ.
ثبت أن أحماض أوميجا 3 الدهنية تعمل على تعزيز حساسية اللبتين - الهرمون الذي يشير إلى شعورك بالجوع أو الشبع - مما يعني أن الجسم يصبح أكثر قدرة على التعرف على الوقت الذي حصل فيه على ما يكفي.
أطباق أصغر حجمًا
يمكن للإشارات البصرية أن تؤثر بشكل مفاجئ على كمية الطعام التي نستهلكها. فاستخدام أطباق أصغر حجمًا قد يجعل الوجبات تبدو أكبر، مما يخدع الدماغ ويدفعه للشعور بالشبع بكمية طعام أقل، ويشجع على تناول الطعام بوعي.
الإكثار من شرب الماء
شرب الماء أو شاي الأعشاب قبل وأثناء الوجبات يُساعد على كبح الشهية ويمنعك من الخلط بين العطش والجوع. وقد ثبت أن شرب الماء قبل الوجبات يُقلل من استهلاك السعرات الحرارية ويُعزز الشعور بالشبع.
اكتشفت إحدى الدراسات أن شرب حوالي 500 مل من الماء قبل نصف ساعة من الوجبات الرئيسة يمكن أن يساعد البالغين الذين يعانون من زيادة الوزن على فقدان الوزن عن طريق تقليل تناولهم للطعام بشكل طبيعي.
ماذا لو كنت تتناول أدوية إنقاص الوزن؟
قدمت الدكتورة ويلي بعض النصائح المهمة لمن يستخدمون أدوية إنقاص الوزن.
وأوضحت قائلةً: "تعمل أدوية إنقاص الوزن الموصوفة طبيًا، مثل موجارو وويجوفي، عن طريق محاكاة تأثيرات هرمون طبيعي في الجسم يُسمى ببتيد الجلوكاجون-1 (GLP-1)، والذي يساعد على تنظيم الشهية. يمكن لهذه الأدوية أن تُقلل الجوع بفعالية عن طريق إبطاء عملية الهضم، مما يُشعرك بالشبع لفترة أطول".
عادةً، يُنصح باستخدام مثبطات الشهية الموصوفة طبيًا للأشخاص الذين يبلغ مؤشر كتلة جسمهم 30 أو أكثر، أو 27 أو أكثر إذا كانوا يُعانون من حالة صحية مرتبطة بالوزن، مثل السكري من النوع الثاني أو ارتفاع ضغط الدم.
قد يكون إساءة استخدام هذه الأدوية محفوفًا بالمخاطر، فهي مصممة خصيصًا للأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة ويجدون صعوبة في إنقاص وزنهم باتباع نظام غذائي وممارسة الرياضة فقط.
قد يؤدي تخطي الجرعات أو إساءة استخدامها إلى آثار جانبية خطيرة، لأن حقن إنقاص الوزن مثل موجارو ونيفولات وويجوفي تتبع جدول جرعات تدريجي لمساعدة الجسم على التكيف.
من المهم معرفة أن مثبطات الشهية ليست سوى جزء واحد من استراتيجية إنقاص الوزن. ينبغي دمجها مع ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، واتباع نظام غذائي صحي، وتغييرات مستدامة في نمط الحياة لتحقيق أفضل النتائج.