الصلاة عماد الدين، وعلى الرغم من أن الكثير من المسلمين يحرصون على أدائها، إلا أنه يغيب عنهم الكثير من المعلومات عنها، وهو أمر لا تعلمون عظيم.. فكيف بامريء مؤمن بالله عز وجل وعلى منهاج نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم، ألا يكون مُلمًا بكل تفاصيل ومعلومات وخبايا الصلاة، خصوصًا أنها قد تكون الحد الفاصل بين الإسلام وغيره!
فهل تدري عزيزي المسلم أن عدم ترتيب السور في الصلاة يسمىٰ بـ " التنكيس في الصلاة"، وهل أن تعلم أن هذا التنكيس أربعة أنواع (تنكيس الحروف ، تنكيس الكلمات، تنكيس السور ، تنكيس الآيات).. وأما النوع الأول، (تنكيس الآيات)، فمعناه (كمثال) أنك في الركعة الأولىٰ قرأت من نصف سورة النبأ قول الله تعالىٰ: «وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا (20) إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا (21) لِلطَّاغِينَ مَآبًا (22) لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا»، ثم في الركعة الثانية بدأت سورة النبأ من الأول، وهذا قال العلماء فيه بعدم جوازه لأن اسمه تنكيس الآيات.
بطلان الصلاة
عزيزي المسلم، لا تقلل أو تستخف من هذه المعلومات، لأنك إذا تعمدت ذلك بعد علمك بالحُرمانية بطلت صلاتك، وقال بعض العلماء يُكره ذلك، وقال البعض الآخر لا يُكره بل تُبطل صلاته، فيما قال الفقهاء: (يحرم تنكيس الآيات المتلاصقة في ركعة واحدة، وتبطل الصلاة)، ويقال إن الحُكم توقيفي أي ليس فيه رجوع ولا جواز نهائيًا.
لكن ماذا تفعل عزيزي المسلم؟.. عليك أن تكمل الآيات التي بدأت من عندها، حتى تجوز صلاتك وتقبل بإذن الله من رب العالمين.
أما النوع الثاني (تنكيس السور)، فمعناه أنك تقرأ في الركعة الأولىٰ سورة الفاتحة وسورة الفلق مثلًا، ثم تأتي في الركعة الثانية وتقرأ سورة الفاتحة وسورة المرسلات، وهذا اسمه (تنكيس السور)، والتنكيس بمعنىٰ " عدم القراءة كـ ترتيب المُصحف "، فالأفضل لك أن تقرأ في الركعة الآولىٰ مثلًا سورة الفاتحة وسورة الفلق، وفي الركعة الثانية سورة الفاتحة والسورة التي تلي السورة التي قرأتها في الركعة الأولىٰ وفي هذه الحالة تكون سورة الناس.
اقرأ أيضا:
أخي العاصي لا تمل وتيأس مهما بلغت ذنوبك وادخل إلى الله من هذا الباب.. التوبةأهمية الترتيب
عزيزي المسلم، يجب أن تعي تمامًا أن الترتيب هو الأفضل لأنه سُنة مؤكدة عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، ومنهج الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين، فالأفضل أن تُقدم ما قُدم في القرآن، وتُؤخر ما أُخر في الثانية، وهذا هو الأفضل، علىٰ ترتيب المصحف، كما رتبه الصحابةُ والرسول صلى الله عليه وسلم.. بل أن بعض الفقهاء قالوا يُحرم تمامًا تنكيس السور لأنه يخالف المصحف - هنا قالوا توقيفي -، والبعض أجاز عدم ترتيب السور، وقالوا إن هذا كان اجتهاد من الصحابة، ولكن الأحوط ، والسُنة ، والأكمل ، عدم المخالفة أي الترتيب.