أخبار

ظهور هذه الأعراض في الصباح مؤشر على الإصابة بالسرطان

تحذير لكل من تجاوز الخمسين ويعاني من هذا الصداع

تدريب سهل ومؤثر سيزيد يقينك في الله.. جربه وشوف النتيجة

لو عندك مشكلة مع الإنتظام في صلاة الفجر .. اتبع هذه الطريقة

موقف رائع للفاروق عمر بن الخطاب.. يظهر دقة فهمه للدين

كيف تستعد ارمضان من الآن؟.. تعرف على أهم الطرق والوسائل

شرف المؤمن.. جوائز وثواب قيام الليل

"فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصره به".. جوائز وبشريات ربانية

لماذا يحبون الإلحاد.. وكيف نواجهه.. تعرف على أبسط الوسائل

كيف تكون من المخلصين.. هذه أهم الوسائل

إيمانك هو شرفك فارتفع به.. هذا الإحساس يورث الجنة

بقلم | عمر نبيل | الاربعاء 08 نوفمبر 2023 - 05:42 ص


هناك بعض المشاعر التي جعلها الله سبحانه وتعالى سببًا من أسباب الجنة، ألا وأهمها هو فرح العبد بإيمانه واعتزازه به، وإحساسه بما أنعم الله تعالى عليه من الهداية، فرب مؤمن لم يأخذ من إيمانه شيء، ورب مؤمن أخر عرف معنى إيمانه وقدر النعمة التي بين يديه، وقدر هداية الله له بأن نجاه من أهل الكفر والضلال وجعله من أهل الرشاد الذين يطمعون في رحمة الله عز وجل.

يقوةل الله تعالى في سورة "الأعراف": " وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ ۖ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ۖ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ ۖ وَنُودُوا أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (43)".

فنعمة الإيمان حق للمؤمن أن يفرح بها وأن يعتز ويتعالى بها، وأن يقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم التي سألته عائشة رضي الله عنها حينما رأته يصلي طوال الليل حتى تتورم قدماه فقال لها: " أفلا أكون عبدا شكورا".

الإيمان شرف المؤمن


فالإيمان هو شرف المؤمن وعزه، وبالإيمان يعلو المؤمن حتى يصير الأعلى بين البشر بإيمانه وشكره لله، فهو الأعلى ضميرا وشعورا وخلقا وسلوكا، هو الأعلى شريعة ومنهاجا، لذلك أمر الله عز وجل في كتابه العزيز المؤمنين، بألا يهنوا ولا يحزنوا لأنهم الأعلون، قال تعالى: (وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْـلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) [آل عمران: 139].

آية أنزلها الله على عبــاده المؤمنين يوم أحد سلوانا لما أصابهم، تخفيفا لما أصابهم من قتل وهزيمة في الظاهر: (وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتم مُّؤْمِنِينَ).

 والوهن لم يكن متواجدا في المعارك فقط، ولكنه ربما يكون في كمل ميادين الحياة من أول رحلة البحث عن لقمة العيش والسعي على الرزق، وحتى التعامل مع الغير من الناس في العمل وفي الشارع وفي البيت، وفي وسائل المواصلات، فأمر الله عز وجل بألا يصيبكم الوهن في أبدانكم، ولا الحزن في قلوبكــم؛ ولا يشعر أحد بالدنية في دينه، لأنكم الأعلون بإيمانكم؛ لأنكم الأعلون بتوحيدكم، لأنكم الأعلون بعقيدتكم.

 فالاستعلاء بالإيمان ليس ضد التواضع، بل إنه من كمال التواضع، لأنك تستعلي بالحق الذي جعله الله في قلبك، فعرفت أنك عبدا لله عز وجل فحق لك أن تفرح وأن تشكر وأن تعتز بهذه الحقيقة التي ملأت قلبك، فلا دنية من الإيمان ولا الدين الذي تؤمن به، ولا إحساس بالعجز أما الناس لأنك تعرف أن الله هو من يرزقكك وهو من يصرف عنك الأذى وهو من ينصرك وهو من يكتب عليك الخير حتى ولو اجتمع الإنس والجن على أن يصيبوك بالأذى.

وانظر إلى الصحابي خبيب بن عدي حينما سمع: (وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)، فصاغها موقفا يذكر إلى يوم القيامة، أسره المشركون وجعلوه على خشبة ليصلبوه، فقال: دعوني أركع ركعتين، فلما سلم، قال: والله لولا أن تقولوا أني أصلي جزعا من الموت لزدت منها، فقال له أحدهم: أيسرك أن محمدا عندنا تضرب عنقه وأنك في أهلك؟ فقال: لا، والله ما يسرني أني في أهلي، وأن محمدا في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه.

 فقال رضي الله عنه مستعليا بإيمانه:

وما بي حذار الموت إنـــي لميت *** وإني إلى ربي إيابي ومرجعي

ولست أبالي حين أقتل مسلما *** على أي شق كان في الله مضجعي

وذلك في ذات الإله وإن يشـأ *** يبارك على أوصال شلو ممـــزع

فلست بمبد للعدو تخشعـــا *** ولا جزعا إني إلى الله مرجعـي

فلم يبد خبيب أو يظهر أي جزع أو تخشع، كل ذلك استعلاء بإيمانه ـرضي الله عنه: (وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) [آل عمران: 139].

 ونزلت هذه الآية يوم الأحد على الصحابة وهم في وهن وحزن مما جرى بهم، ومع ذلك يأمر الله -سبحانه- بعدم الوهن والحزن لأنهم الأعلون بأيمانهم.

 فلا تحزن أيها المؤمن مما جرت عليه المقادير في أيامنا الحالية من ظلم وطاغوت ضد بعض المسلمين في العالم الإسلامي، ولا تحزن على فوات الرزق، ولا تحزن على الألم الذي نتألم به كل يوم، فكل هذا لا يدعو إلى العجز بل الثقة في نصر الله، (وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ).

وليس عليك إلا أن تكون وليا لله فقط لكي ترى النصر بعينك، قال تعالى: (اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) [البقرة: 257].

اقرأ أيضا:

كيف تستعد ارمضان من الآن؟.. تعرف على أهم الطرق والوسائل

سلوك الفرد المؤمن 


فالمؤمن هو الأعلى ضميرًا وشعورًا، وخلقًا وسلوكًا؛ لأن إيمانه بالله -سبحانه وتعالى- جعله متنزها عن الخسة والرذيلة، مرتفعًا عن الصفات والأخلاق المشينة: "ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش، ولا البذيء"، كما قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-، أن المؤمن هو الأعلى شعورًا وضميرًا؛ لأن إيمانه يجعله محبًا الخير للناس، مريدًا نفعهم في دينهم ودنياهم: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"[رواه البخاري ومسلم].

 فالمؤمن هو الأعلى شريعة ومنهاجا؛ لأن مورده الذي يرد منه، موردا صافيا، ليس فيه شوب أو نقص، ألا وهو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله علي وسلم: "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا: كتاب الله وسنتي"، كما أن المؤمن يجد رسوخا ويقينا في قلبه بكمال شريعته، واكتمال منهجه، ومن أجل ذلك إذا قاس شرائع الناس وقوانينهم وأعرافهم إلى شريعته وجدانها أمام شريعته الناضجة، ومنهجه الكامل كمحاولات الأطفال، وخبط العميان: (وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) [آل عمران: 139].

واقتد بالصحابة ومنهم سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه حينما أرسل ربعي بن عامر رضي الله عنه إلى رستم قائد الجيوش الفارسية، فدخل عليه قد زينوا مجلسه بالوسائد والبسط والحرير، فدخل ومعه سلاحه وبيضته على رأسه راكبا على فرس قصيرة فجعل يمشي وهو يخرق الوسائد بحربته حتى جاء أمام رستم وربط الفرس بإحدى الوسائد، فقال له رستم: ما جاء بكم؟.

فقال: الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده ومن ضيقة الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام.

قال تعالى: (لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِلاَدِ*مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ) [آل عمران: 196- 197].

وقال تعالى : (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ)[النحل: 97].

 فمهما استهزأ المستهزئون، وسخر الساخرون، كان المؤمن على يقين أن نهايته ونهايتهم متمثلة في قول رب العالمين: (إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ * وَإِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمُ انقَلَبُواْ فَكِهِينَ * وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاء لَضَالُّونَ * وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ * فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ * عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ * هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) [المطففين:29- 36].

 لذلك المؤمن الصادق لا يفارقه شعور بأنه الأعلى ومهما تبدلت الأحوال، وتغيرت الظروف، فلا يفارقه الشعور بأنه الأعلى، مهما كانت الغلبة للباطل فلا يفارقه الشعور بأنه الأعلى، مهما ضج الباطل وصخب، وارتفع صوته، وأن غلبة الباطل فترة وجيزة وتمضي.


الكلمات المفتاحية

الإيمان شرف المؤمن وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ سلوك المؤمن

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled هناك بعض المشاعر التي جعلها الله سبحانه وتعالى سببًا من أسباب الجنة، ألا وأهمها هو فرح العبد بإيمانه واعتزازه به، وإحساسه بما أنعم الله تعالى عليه من