أخبار

التسامح.. خُلق العظماء وجسر السلام بين القلوب.. كيف نتخلق به

متى تتوقف عن الجدال مع أهل المعصية ومتى نعتزلهم؟

علامة في الكاحل تشير إلى ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم

الفضل الذي بشر به النبي.. انتظر الفرج مع انتظار الصلاة

لا تتكبر على ابتلاءات غيرك.. من منا بلا خطيئة؟!

أدعية التوكل على الله.. كنوز تمنحك العون والتوفيق من الله طوال يومك

زراعة الأرض صدقة جارية تجلب لك الخير طوال حياتك وبعد مماتك .. تعرف على فضائلها

دراسة تحذر: امتلاك الأطفال للهواتف في هذه السن يؤثر على صحتهم العقلية

هل من يموت في حوادث الطريق شهيد؟

الشعراوي يرد على مزاعم المستشرقين عن وجود "تضارب" في خلق السموات والأرض

التسامح.. خُلق العظماء وجسر السلام بين القلوب.. كيف نتخلق به

بقلم | فريق التحرير | الاربعاء 23 يوليو 2025 - 05:43 م

في زمن تتسارع فيه الأحداث وتتشابك المصالح وتكثر النزاعات، يبرز خلق التسامح كأحد أهم القيم الإنسانية التي يحتاجها العالم اليوم. إنه ليس مجرد تصرف عابر أو قرار لحظي، بل هو أسلوب حياة، يدل على نبل النفس وسمو الأخلاق. فالتسامح هو البلسم الذي يداوي الجراح، والجسر الذي يربط بين القلوب المتنافرة، ويعيد للحياة شيئًا من صفائها.

ما هو التسامح؟

التسامح هو العفو عن الآخرين، وقبول الاختلاف، والتغاضي عن الزلات، وعدم رد الإساءة بالإساءة. وهو لا يعني الضعف أو التنازل عن الحقوق، بل يدل على القوة الداخلية والقدرة على السيطرة على الغضب والانتصار على الأحقاد. وهو خُلق دعا إليه الإسلام والديانات السماوية كافة، واعتبره العلماء من علامات الرقي والتحضر.

فضل التسامح في الإسلام:

التسامح من القيم الأساسية في الشريعة الإسلامية. قال الله تعالى في كتابه الكريم:
"وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ" [النور: 22]،
وفي موضع آخر: "فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ" [الحجر: 85].

وقد جسّد النبي محمد صلى الله عليه وسلم هذا الخلق في أسمى صوره، فعفا عن أهل مكة الذين آذوه وطردوه وحاربوه، وقال لهم يوم الفتح: "اذهبوا فأنتم الطلقاء"، فكانت تلك اللحظة درسًا خالدًا في قوة التسامح والانتصار على الكراهية.

أثر التسامح على الفرد والمجتمع:

  1. على الفرد:

    • يريح القلب ويزيل الهموم.

    • يزيد من قوة الشخصية ونضجها.

    • يزرع الطمأنينة والسلام الداخلي.

    • يقي الإنسان من أمراض الغل والحسد والكراهية.

  2. على المجتمع:

    • يحقق التماسك الاجتماعي.

    • يحدّ من النزاعات والصراعات.

    • يعزز روح المحبة والتعاون.

    • يسهم في بناء بيئة صحية وآمنة.

التسامح في الواقع المعاصر:

في ظل التوترات السياسية والطائفية والاجتماعية، يظهر التسامح كضرورة إنسانية، لا ترفًا أخلاقيًا. فالعالم بحاجة إلى خطاب يُعلي من شأن الإنسان كإنسان، ويُقدّر التنوع والاختلاف بدلًا من تأجيج الصراعات. وقد بدأت كثير من الدول والمؤسسات الدولية تدرك أهمية التسامح، فأقرت برامج تعليمية لتعزيزه، واحتفلت به الأمم المتحدة بجعله يومًا عالميًا في 16 نوفمبر من كل عام.

نماذج ملهمة في التسامح:

من أعظم الشخصيات التي جسّدت التسامح في العصر الحديث نيلسون مانديلا، الذي خرج من السجن بعد 27 عامًا ليقود بلاده نحو المصالحة والسلام، رافضًا الانتقام. وفي التاريخ الإسلامي، نجد أمثلة كثيرة كالخليفة عمر بن الخطاب عندما قابل خصومه برحمة وعدل، وعلي بن أبي طالب الذي قال: "إذا قدرت على عدوك فاجعل العفو عنه شكرًا للقدرة عليه."


موضوعات ذات صلة

amrkhaled

amrkhaled في زمن تتسارع فيه الأحداث وتتشابك المصالح وتكثر النزاعات، يبرز خلق التسامح كأحد أهم القيم الإنسانية التي يحتاجها العالم اليوم. إنه ليس مجرد تصرف عابر