أخبار

مشيمة الماعز تمنع تساقط الشعر الناتج عن العلاج الكيميائي

عصير يساعد على اختفاء دهون البطن خلال أسبوع

لا تدع الإيمان ينقص في قلبك وجدده بهذه الطريقة

تتبع خطوات الشيطان بمواقع التواصل حتى الوقوع في فاحشة الزنا.. كيف تتجنبه وتتوب منه؟

إذا أردت أن تكون من أطول الناس أعناقًا يوم القيامة.. سارع إلى أداء الأذان

دعاء لجبر خاطر المحزون والمهموم

مصاحبة الأبناء.. ضرورة اجتماعية تحميهم من المخاطر.. هذه وسائلها

عقوبة مجتمعية لدفع أذى الجار.. هذا ما فعله النبي

نوادر البخلاء .. أغرب وأعجب الحكايات عن فعل "الديك مع الدجاجة"

البكاء من خشية الله يزيل صدأ القلوب ويرققها.. هذه فضائله

لهذه الغايات خلق الله الإنسان

بقلم | محمد جمال | الخميس 12 سبتمبر 2024 - 10:53 ص
لهذه الغايات خلق الله الإنسان
لم يخلق الله وعباده عبثا لكنه خلقهم لغايات كريمة ومقاصد نبيلة وقد لخص هذا في قوله تعالى وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون..

وعبادة الله كلمة جامعة لكل ما شرعه الله من الطاعات التي جاء بها القرآن والسنة النبوية المطهرة.
ومقاصد العبادة التى هي الغاية من خلق الله للإنسان أن يحقق ثلاث غايات، وهي: (التوحيد لله- التزكية للنفس- التعمير للأرض).
وحتَّى تتحقق تلك المقاصِد أرسل الله الرسل، وأنزل الكُتب وشرع الشرائع وحدّ الحدود؛ فالناس بلا وحي أو رسالة في فوضى عقائدية واقتصادية وأخلاقية واجتماعية وسياسية، ومهمّة الأنبياء تتمثّل في انتشال النّاس من تلك المهازل بتنوعها، وتقوم دعواتهم على إصلاح ما أفسده الناس..
ولذا؛ كانت بعثة الأنبياء سبيلاً لعُمْران الأرضِ وإصلاحِها.. والصّلاح نقيض الفساد، والإصلاح عكس الإفساد, ودعوات الأنبياء -عليهم السلام- إنما كانت لإرساء دعائم الإصلاح في الأرض، وإنهاء كل ما فيه إفساد لها؛ تحقيقًا لمقصد مهم من مقاصد خلق البشرية، وهو تعمير الأرض وإصلاحها، وقد جعل اللهُ -تعالى- الأرض مؤهلة للإصلاح، فقال ناهيًا عن الإفساد فيها: {وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [الأعراف: 85].

الإصلاح غاية نبيلة:
اعتبر الإسلام الإصلاح غاية نبيلة لأسباب منها:
1.لأنّه الغاية من خلق البشر وإيجادِهم، قال تعالى: {هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا} [هود: 61] أي: طلب منكم تعميرها وإصلاحها. وهو موجز الدعوة الإسلامية التي تقوم على التعمير والإصلاح في الأرض، ولو كانت الدنيا إلى زوال؛ ففي الحديث -عند أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح على شرط مسلم-: «إِنْ قَامَتْ عَلَى أَحَدِكُمُ الْقِيَامَةُ، وَفِي يَدِهِ فَسِيلَةٌ فَلْيَغْرِسْهَا»..
2.هو أفضل عمل ونجوى وقربى يقدّمها العبد في حياته بنصّ القرآن الكريم: {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء: 114].
3.لأنه سبب للنجاة من الهلاك والإهلاك من الجبّار القهّار، قال تعالى: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ} [هود: 117] لم يقل: «وأهلها صالحون» وإنما قال: «مصلِحُون»؛ فقيمتك ليست في صلاحِك الذاتي؛ وإنما في إصلاحك في الأرض وثمرتك في الحياة.
4.لأنه رفيق الإيمان، ودلالة بارزة على صدق إيمان العبد، {فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [الأنعام: 48]، كما أنه شاهد على صدق التوبة؛ فلم تكن التوبة يومًا كلاما يترنّم به العبد باللسان؛ وإنما هي عمل وفعل وتغيير، قال سبحانه: {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [آل عمران: 89]، ويقول أيضًا مبشرًا التائب المصلِح: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} [طه: 82]، وهي أعظم آية على تقوى العبد؛ لذا كانت التقوى رفيقة للإصلاح، قال تعالى: {فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [الأعراف: 35].
5.كما أنّه النور الذي يبدّد الظلمات، والعصمة التي تمنع من الفتنة، والحكمة التي تمنع من الطيش، والرحمة التي تمنع من القسوة والظلم.
6.لأنّ الإصلاح هو عنوان الأمة الأساسي وشرفها -القائم على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر-، قال تعالى: «كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ»...
7.لاهتمام القرآن بشأنه؛ فقد كُرِّر لفظ الإصلاح والصلح ومشتقاته قرابة 170 مرة في كتاب الله تعالى، وتلك دلالة واضحة على أهميته وعلوّ قيمته وضرورة القيام به على أكمل وجه.
8.لأنه درجة أعلى من الصلاح الذاتي؛ فليس قيمتك في أن تكون صالحًا في نفسك، ولكن قيمتك الأرقى والأنقى والأعظم في أن تكون مصلحًا في الأرض، ومعمّرًا لها..
9.لأنه وصية النبي القائد لخليفته ووريثه؛ فقد أمر موسى هارون وقت استخلافه بالإصلاح، وعدم إتباع سبيل المفسدين، فقال تعالى: «وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ».
10.نتحدث عن الإصلاح لتكالب أعداء الأمّة على أمتنا وأوطاننا، واستهدافهم نشر فسادهم المتنوّع -في كل مجال- في أرجاء مجتمعاتنا..
11.نتحدّث عن الإصلاح لأنه واجب الوقت، وهو الواجب الشرعي والفريضة الغائبة، ولا صلاح لنا ولا تغيير بدونها، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ} [الرعد:11].
ثانيًا: الإصلاح فريضة شرعية وضرورة بشريّة:
فلمّا كان الإصلاح مرتبطًا بغايةٍ ربانيّةٍ  من خلق البشر، فقد افترض الله على عباده الإصلاح في الأرض، ويجب شرعًا القيام به لتستقيم حياة الأفراد والمجتمعات، وأعلن -سبحانه- محبَّته للمصلحين، وبغضه للفساد والمفسدين، قال سبحانه: {وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ} [البقرة: 205]، ويقول عزّ مِن قائلٍ: {وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} [المائدة: 64]، وقال أيضًا في نفس المعنى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} [القصص: 77]، وتوعّد -سبحانه- بأنه لا يصلح عمل المفسد ولا يوفقه لما يريد، فقال عزّ وجلّ: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ} [يونس: 81]، كما أنّه جلّ في عُلاه أعلنها صريحةً مدويّة بأنّه لا يضيع ثواب المصلح دنيا وأخرى، فقال: {وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ} [الأعراف: 170]..
كما أنّ الإصلاح ضرورة بشرية وحياتيّة:
والإصلاح ضرورة بشريّة وحياتيّة؛ فإذا لم تقُم الأمّة بهذا الواجب استشْرَى الفساد, وضاعت القيم الإنسانية الرفيعة، والسعي في الإفساد سعي في تخريب الفطرة النقية التي خلق الله الأرض والبشر عليها، فالبشر مفطورون على الإصلاح؛ قال تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [الروم: 30]. كما أنّ الإصلاح شرط لعدم التعرّض للإهلاك، قال تعالى: «وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ القُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ»..
ثالثًا: ملامح الإصلاح في دعوة الأنبياء والمرسلين:
لقد كانت رسالات الأنبياء وسيلة للإصلاح الدنيوي والأخروي على السواء، وقد تنوّعت نواحي الإصلاح في دعوات الأنبياء؛ وما ذاك إلا للجاهلية التي واجهها الأنبياء في المجتمعات التي بُعثوا إليها، وجاءوا بالرسالات نجاة لها، وقد كان لإصلاحهم أربعة منطلقات أساسية، وهي: «المنطلق الإيماني، والضوابط الشرعية، واعتبار المصلَحة، والنظرة الشمولية». ومن أهم نواحي الإصلاح الذي مارسه الأنبياء -كما صوّره القرآن الكريم- ما يأتي:
أولا: الإصلاح العقائدي: وقد اجتمعت كلمة كل الأنبياء والمرسلين على أنّ مقدمة الإصلاح تكون بعبودية الله وحده وعدم الشرك به. ولذا وجدنا كل الأنبياء -كما وصفهم القرآن الكريم- ينادون أقوامهم إلى التوحيد؛ لأنه لا إصلاح لمجال غيره بدون التوحيد الخالص، والعبودية النقية لرب العالمين، ففي خطاب الله لنبيه -بأسلوب الحصر والقصر- يقول: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 25]. وهذا أعظم بيان أن الأنبياء أجمعوا على ضرورة الإصلاح العقائدي، ثم يأتي بعده كل إصلاح وتغيير.. كما أن كل نبي -على حدة- دعا قومه إلى الإصلاح العقائدي، فنوح وهود وصالح ولوط وشعيب، وغيرهم، نجد قوله تعالى مثلاً: {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ} [الأعراف: 65]، ويقول: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} [الأعراف: 59]، ويقول سبحانه: {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} [هود: 61]..
ثانيًا: الإصلاح السياسي: فأحيانا يشرد البعض من البشر عن الغاية الحقيقية للملك والإدارة والقيادة، فيصدر عنهم الظلم والاستعباد للغير، فتكون مهمّة الأنبياء ردع أمثال هؤلاء ومواجهتهم، وردِّهم إلى الحق والعدل، وهذا ما فعله نبي الله موسى -عليه السلام- حين ذهب إلى فرعون الطاغية، داعيًا إياه بالقول اللين -كما أمره ربه بقوله: {اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} [طه: 43، 44]- فدعوته إصلاحية سياسية مع فرعون، يقول تعالى: {إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى} [طه: 47]..
ثالثًا: الإصلاح الاقتصادي: ولا شكّ أن بعض النفوس البشرية تطغي ماديًّا وتريد الاستيلاء على كل ما فيه مصلحته الذاتية، فتأتي دعوة نبي لتصحيح المسار، وتوضيح الحقائق حول المال وأنه وسيلة لا غاية، وأن المال الصالح هو من يستخدمه صاحبه في خدمة الخلق لا في الإضرار بهم، وهذا ما بيّنه النبي الكليم (موسى) حين وفد إلى قارون -رجل أعمال أساء استخدام ماله، وتكبّر على الخلق- فنصحه بإصلاح نفسه، مرشدًا إياه بقوله: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} [القصص: 77]. وقد كانت دعوة نبي الله شعيب -عليه السلام- نموذجًا حيًّا على إصلاح الأنبياء اقتصاديا لقوامهم، فقومه يُطَفِّفُون المكاييل والموازين، قال تعالى: {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [الأعراف: 85].

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled لهذه الغايات خلق الله الإنسان لم يخلق الله وعباده عبثا لكنه خلقهم لغايات كريمة ومقاصد نبيلة وقد لخص هذا في قوله تعالى وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون