الوفاء بالعهد قيمة إنسانية تعزز الثقة بين الناس.. انظر كيف حث الإسلام عليها
بقلم |
فريق التحرير |
الثلاثاء 19 اغسطس 2025 - 04:29 م
يُعدّ الوفاء بالعهد خُلقًا رفيعًا من الأخلاق التي جاء بها الإسلام، وهو قيمة إنسانية سامية تُعزز الثقة بين الناس، وتُقوي روابط المجتمع، وتُرسّخ معاني الصدق والأمانة. وقد أولى الإسلام أهمية كبرى لهذا الخُلق، حتى جعله من صفات المؤمنين المخلصين.
فالوفاء بالعهد يعني الالتزام بالوعد، سواء كان مع الله تعالى أو مع الناس، قال الله تعالى: ﴿وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ ۖ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا﴾ [الإسراء: 34]، وهذه الآية تؤكد أن الوفاء بالعهد ليس خيارًا ثانويًا، بل مسؤولية يحاسب عليها الإنسان أمام الله.
وقد شدّد النبي ﷺ على هذا الخلق العظيم فقال: "آية المنافق ثلاث: إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان"، مما يدل على أن إخلاف العهد من علامات النفاق العملي.
ومن الناحية الاجتماعية، يُسهم الوفاء بالعهد في بناء الثقة المتبادلة بين الأفراد، ويُرسّخ روح التعاون والعدل، ويُبعد المجتمع عن الغش والخيانة، بينما يؤدي الإخلال بالعهود إلى فقدان المصداقية وانتشار الفوضى والظلم.
أما على مستوى العلاقات الدولية، فقد أمر الإسلام بالوفاء بالعهود والمواثيق حتى مع غير المسلمين، قال تعالى: ﴿فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ﴾ [التوبة: 7]، مما يبرز عدالة الإسلام وحرصه على حفظ الحقوق ونبذ الغدر والخيانة.
ويؤكد علماء الدين أن الوفاء بالعهد لا يقتصر على العلاقة بين المسلم وربه، بل يمتد ليشمل تعاملاته مع الناس، أفرادًا وجماعات، بل وحتى مع غير المسلمين، التزامًا بمبدأ العدالة والصدق الذي دعا إليه الإسلام.
ومن الناحية الاجتماعية، يسهم الوفاء بالعهد في تعزيز الثقة بين أفراد المجتمع، ويقوي أواصر التعاون، ويمنع الغش والخيانة، بينما يؤدي الإخلال به إلى فقدان المصداقية وزعزعة الاستقرار.
كما شدد الخبراء على أن التزام الدول والهيئات بالعهود والمواثيق يعكس صورة حضارية عن الأمة الإسلامية، التي تدعو دائمًا إلى السلام واحترام القوانين والمواثيق الدولية.
ويخلص المراقبون إلى أن الوفاء بالعهد ليس مجرد خُلق فردي، بل هو أساس من أسس بناء المجتمع، وسر من أسرار نجاحه وتقدمه، وهو مقياس حقيقي لصدق الإيمان واستقامة السلوك.
وفي الختام يمكننا التأكيد أن الوفاء بالعهد في الإسلام ليس مجرد خُلق فردي، بل هو نظام حياة يُبنى عليه المجتمع المسلم، ويُقاس به صدق الإيمان وقوة الالتزام. فالوفاء بالعهد أمانة، ومن ضيّع الأمانة فقد خسر احترام الناس وثقة الله عز وجل.