أخبار

أكثر شئ تقيس به تقواك فى كل حياتك مهما كنت متدين؟.. د. عمرو خالد يجيب

"اللهم اجعلني من القليل".. كيف تكون منهم؟ (الشعراوي يجيب)

من صفات نبي الله يحيى.. وكيف قتلته المرأة البغي؟

"اللهم إني أشكو إليك ظهور البغي والفساد في الأرض".. بماذا رد على أبي جعفر المنصور؟

الكذب بغيض كله .. وهذه أبشع صوره

عريس لقطة لكنه متشدد.. ما العمل؟

أشك في خيانة زوجتي فهل من حقي الاستعانة بالوسائل العلمية لإثبات جريمة الزنا؟

قصة الصمود والثبات.. "وقال رجل مؤمن من آل فرعون".. ماذا تعرف عن صاحبها؟

لماذا يبتلينا الله بالمعاصي.. تعرف على الحكمة

انتبه: الإفراط في تناول الطعام يؤدي إلى إتلاف دماغك

ثلاثة أشياء تحفظ كرامتك مع المقربين منك

بقلم | أنس محمد | الاثنين 08 فبراير 2021 - 01:15 م

يفشل الكثير من الناس في الحفاظ على كرامتهم وعزة نفسهم لأسباب ربما تكون بسيطة، ولكنها جليلة في الفهم، لمن أراد أن يظل شامخًا عزيز النفس، دون أن يفتري عليه أحد، أو يهينه أحد، أو يتعرض لما يحرجه أمام الغير، ولا تختلف أفهام الناس وكرامتهم بحسب لحيتهم أو مستوى تدينهم، ولكن بحسب عقولهم وما يعز عليهم من كرامتهم، فربما يكون مسلما بلحيته الطويلة ومظهره الشرقي وهو يقيم الصلاة ويرفع الآذان، وهو يظن انه بهذا يظهر عزة المسلم، ورب أشعث أغبر لو أقسم على الله لأبره بحسب ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم.

فالعزة أساسها الشعور بالحرية والكرامة الإنسانية والعدل والمساواة وممارستها واقعا وتطبيقا، ومن دون هذا كله فهي عزة منقوصة وشعور خادع، وليس التدين البعيد عن جوهر الإسلام أو ما بُني في عقول هؤلاء من الصور الشكلية  في أذهانهم.

فانظر لمشهد الصحابي ربعي بن عامر رضي الله عنه حينما دخل على رستم ببغلته وثيابه الرثة ولم يزل غبار الجهاد على ثيابه وعناء السفر في وجهه وكيف تحدث ربعي مع رستم بشموخ وإباء، لكنهم نسوا أو جهلوا قبل كل هذا كيف عاش ربعي وغيره من الصحابة في بيئة تمارس مفاهيم العزة والكرامة.

اقرأ أيضا:

عين السرو.. تمتلئ حينما تقترب منها وتجف عندما تبتعد.. فما تفسير ذلك؟

فكيف تبقى للمسلم عزته؟

أولا: حافظ على المسافة التي بينك وبين الناس من حسن الخلق

لا تسمح لنفسك بالهزل مع غيرك بما يهينك، حينما تفتح الباب على مصراعيه من خلال الهزل بسب غيرك على سبيل المزاح فيسبك ويسب أمك.

فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ أَنْ يَلْعَنَ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ». قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ يَلْعَنُ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ قَالَ: «يَسُبُّ الرَّجُلُ أَبَا الرَّجُلِ، فَيَسُبُّ أَبَاهُ، وَيَسُبُّ أَمَّهُ».

وعن جُرْمُوز الْهُجَيْمِيَّ رضي الله عنه قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوْصِنِي قَالَ: «أُوصِيكَ أَنْ لَا تَكُونَ لَعَّانًا».

فالشخصان اللذان يسبان بعضهما البعض يحرص كل واحد منهما على إلصاق النقيصة بالآخر ولو كان ذلك عن طريق البهتان والكذب، فيفعل كل واحد منها فعل الشيطان من زرع العداوة والبغضاء في قلب الآخر؛ لأنهما يَتقاوَلانِ ويَتَقابَحانِ فِي الْقَوْلِ؛ فعَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ رضي الله عنه قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، الرَّجُلُ يَسُبُّنِي؟ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «المُسْتَبَّان شَيطانَانِ يَتَهاتَران ويَتكاذَبَان».

وهذا مما يهدر كرامتك أمام الناس ويظهرك بمظهر قبيح، قد تجد نفسك معه مهانا طوال الوقت أمام الصغير والكبير، لمجرد أنك أردت المزاح مع صاحبك، ووقتها لا تلم صديقك أو تعاتبه على سبه لك أو إهانتك أمام الناس لأنك أنت من فتحت الباب لإهدار كرامتك.

 

ثانيا: الدين هم بالليل ومذلة بالنهار

دائما ما يلجأ بعضنا للاقتراض من الغير، سواء بسبب أو دون سبب، لمجرد بعض الرفاهيات غير المؤثرة أو المفيدة، غير أن شخصا يستسهل مد يده، فيفقد كرامته، خاصة وأن ماورد في الأثر يقول عن الديون بأنها هم بالليل ومذلة بالنهار، فقد تمد يدك اليوم وتأخذ، ثم لا تفي، فتجد من يهينك ويهدر كامتك حينما يطالب بحقه، ولا تجد ما تسد به.

ويرفع الاقتصاد الإسلامي دائما شعار "الإنفاق على قدر الكسب"، فمن لا يملك المال الوفير لا يجوز له الاستدانة من أجل شراء سلعة تفوق إمكاناته، وبالتالي يعيش المسلم بعيداً عن الديون التي تثقل كاهله وتلحق به الأذى المادي والنفسي . فالدين كما يقول المثل الشائع "هم بالليل وذل في النهار" .

والدين خطر في ذاته، حتى إنه ليحول دون براءة الشهيد، كما ورد في الحديث الصحيح، حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "يغفر للشهيد كل ذنب إلا الدين"، كما يحول دون شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم . فقد رفض رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة على ميت عليه دين، وقال لمن دعاه للصلاة عليه "صلوا على صاحبكم"، وعندما قال له أبو قتادة: صل عليه يا رسول الله وعليّ دينه قام الرسول وصلى عليه .

اقرأ أيضا:

قالوا عن النساء.. ماذا عن الزوجة الأولى والثانية؟

لذلك وضعت الشريعة الإسلامية جملة من الضوابط لمن يظن الفرج في الدين، وذلك تأمينا للمتداينين "المدين والدائن" من خطر الدين ومغبته أهمها:

- أن يكون التوجه إلى الاستدانة على سبيل الاستثناء وليس على سبيل الاعتياد، لأن العادة محكمة كما نص على ذلك الفقهاء من جملة قواعدهم وما تقتضيه العادات هو إشباع الحوائج بالكسب المشروع والسعي المشكور، قال تعالى: "فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله"، وقال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم" .

- أن يكون التوجه إلى الاستدانة عند الحاجة وليس في حال السعة لمجرد إمكانها، لأن الاستدانة نوع مسألة والمسألة لا تجوز إلا لأصحاب الحوائج، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "المسألة لا تحل إلا لأحد ثلاثة: رجل تحمل حمالة فحلت له المسألة حتى يصيبها ثم يمسك، ورجل أصابته جائحة اجتاحت ماله فحلت له المسألة حتى يصيب قواماً من عيش، ورجل أصابته فاقة حتى يقوم ثلاثة من ذوي الحجى من قومه: لقد أصابت فلاناً فاقة فحلت له المسألة حتى يصيب قواماً من عيش أو سداداً من عيش فما سواهن من المسألة يا قبيصة سحت يأكلها صاحبها سحتاً" .

- أن يتم توثيق الدين منعاً من النزاع في المستقبل، وهذا التوثيق على سبيل الاستحباب عند الجمهور وعلى سبيل الوجوب عند بعض الفقهاء، استدلالاً بعموم قوله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه وليكتب بينكم كاتب بالعدل" .

- أن يكون المدين كريما في الوفاء، ويكون الكرم بعدم المماطلة، كما يكون بالإحسان في القضاء، قال تعالى "وأداء إليه بإحسان"، وجاء في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "مطل الغني ظلم"، وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استلف من رجل بكراً (الفتي من الإبل) فقدمت عليه إبل من إبل الصدقة . فأمر أبا رافع بأن يقضي الرجل بكره . فرجع أبو رافع فقال: لم أجد فيها إلا خياراً بعيراً رباعياً (ما بلغ ست سنين ودخل في السابعة حين طلعت رباعيته)، فقال صلى الله عليه وسلم "أعطه إياه إن خير الناس أحسنهم قضاء"، وإلى هذا ذهب جمهور الفقهاء، خلافاً لما ذهب إليه بعض المالكية ورواية للحنابلة، كون الزيادة من الربا أو شبهة الربا .

 

ثالثا: الإخلاص

قد تحرف نيّة المسلم بعض الشّوائب والعيوب الّتي تُحدث خللاً فيها، ممّا يؤدّي إلى حدوث النّقص في عمله أو قوله، وبالتّالي عدم قبولهما عند الله تعالى، ومن هذه الشّوائب: الرّياء؛ والّذي بدوره يؤدي إلى حب الإنسان لإنجاز الأفعال، أو قول القول أمام النّاس، طالباً بذلك أن يصبح له مكان عندهم، وأن يشتهر بينهم بما يفعل، والرّياء يعدّ من صفات المنافقين، فقد قال تعالى: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّـهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّـهَ إِلَّا قَلِيلًا).

والشّائب الآخر هو رغبات نفس الإنسان، وهي قيامه بالفعل بهدف مدح النّاس له، وحبّه، والقرب منه، والابتعاد عن ذمّه، وكلا هذين الشّائبين فيه خطورة تؤدّي إلى عدم قبول العمل عند الله تعالى، فهنا يأتي دور الإخلاص لله تعالى في القول والعمل لتصفية النّية وتنقيتها من هذه الشّوائب التي تهين صاحبها أمام الله ثم أمام الناس، فالنفاق دائماما يظهر صاحبه، ويخلق بينه وبين الناس جفاءا كبيرا.

اقرأ أيضا:

النظافة من الإيمان.. والتعطر من أهم أسسها (ماذا عن المرأة؟)



الكلمات المفتاحية

حفظ الكرامة العزة علو الشأن

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled يفشل الكثير من الناس في الحفاظ على كرامتهم وعزة نفسهم لأسباب ربما تكون بسيطة، ولكنها جليلة في الفهم، لمن أراد أن يظل شامخًا عزيز النفس، دون أن يفتري ع