كيف تجعل القرآن شاهدًا لك لا عليك.. تعرف على أشهر الوسائل
بقلم |
محمد جمال حليم |
الثلاثاء 12 نوفمبر 2024 - 10:34 ص
القرآن كلام الله وحبله المتين والنور المبين والهدى المستقيم أنزله الله سبحانه وتعالى هداية للخلق لإخراجهم من الظلمات إلى النور وهو المعجزة الباقية إل قيام الساعة الناطقة بوجوه الإعجاز والبيان.
ولقد دعانا الله تعالى على لسان رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم للتمسك بهذا الكتاب والمداومة على قراءته والعمل به؛ فعن أبي أُمَامَةَ الْبَاهِلِي رضي الله عنه قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لأَصْحَابِهِ... رواه مسلم، وبالنظر لهذا الحديث نجد فيه دليلا على فضل تلاوة القرآن، وعظيم ثوابه وأنه شفيع لأصحابه يوم القيامة في دخول الجنة.
القرآن يدافع عن أهله:
ومما ورد في ففضل العمل بالقرآن ما رواه وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: يُؤْتَى بِالْقُرْآنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَهْلِهِ الَّذِينَ كَانُوا يَعْمَلُونَ بِهِ تَقْدُمُهُ سُورَةُ الْبَقَرَةِ وَآلُ عِمْرَانَ وَضَرَبَ لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَةَ أَمْثَالٍ مَا نَسِيتُهُنَّ بَعْدُ قَالَ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَوْ ظُلَّتَانِ سَوْدَاوَانِ بَيْنَهُمَا شَرْقٌ أَوْ كَأَنَّهُمَا حِزْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ تُحَاجَّانِ عَنْ صَاحِبِهِمَا. رواه مسلم .
القرآن يشفع لأصحابه:
ومما ورد أيضا أن القرآن يتكلم يحاج ويشم لأهله الذين يقرأونه ويحافظون عليه فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَقُولُ الصِّيَامُ أَيْ رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ وَيَقُولُ الْقُرْآنُ مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ قَالَ فَيُشَفَّعَانِ رواه أحمد.
وإذا كان هذا هو شأن من يقرأ القرآن في جميع الأوقات فإن هذا الفضل والثواب يتأكد في شهر القرآن شهر رمضان الذي فيه نول القرآن ومن ثم ينبغي للصائم أن يكثر من تلاوة القرآن في هذه الأيام المباركة والليالي الشريفة، فإن لكثرة القراءة فيه مزية خاصة ليست لغيره من الشهور. وليغتنم شرف الزمان في هذا الشهر الذي أنزل الله فيه القرآن..
فضل قراءة القرآن في رمضان:
وقراءة القرآن في ليالي رمضان لها مزية، فإن الليل تنقطع فيه الشواغل وتجتمع الهمم ويتواطأ القلب واللسان على التدبر، والله المستعان، وقد ثبت أن جبريل ﷺ كان يَلقى النبي ﷺ كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، ولو كان الذكر أفضل من القرآن أو مساوياً له لفعلاه دائماً أو في بعض الأوقات مع تكرار اجتماعها، وقد أفادنا هذا الحديث استحباب دراسة القرآن في رمضان والاجتماع على ذلك وعرض القرآن على من هو أحفظ له.
حال السلف مع القرآن في رمضان:
وقد كان السلف الصالح من هذه الأمة يُكثرون من تلاوة القرآن في رمضان، وكانوا إذا صاموا جلسوا في المساجد، وقالوا نحفظ صومنا ولا نغتاب أحدا. كانوا يقرأون القرآن في الصلاة وغيرها، فهذا عثمان رضي الله عنه يختم القرآن كل يوم مرة. وكان بعض السلف يختمه في قيام رمضان في كل ثلاث ليال. وبعضهم في كل سبع. وبعضهم في كل عشر. وكان للشافعي في رمضان ستون ختمه يقرؤها في غير الصلاة. وكان الأسود يقرأ القرآن في كل ليلتين في رمضان. وكان قتادة يختم القرآن في كل سبع دائماً، وفي رمضان في كل ثلاث، وفي العشر الأواخر في كل ليلة، وأخبارهم في ذلك مشهورة.
آداب تلاوة القرآن:
إلا أنه ينبغي على المسلم أن يتادب مع القرآن كونه كلام الله تعالى وذلك بإخلاص النية لله تعالى، وأن يقرأ على طهارة، وأن يستاك، وأن يقرأ بتدبر ولا يهذه هذاً، بل يرتل القراءة، ويحرك بها القلب، ومن الآداب أيضا ألا يقطع القراءة لمحادثة أحد، فإن كثيراً من الناس إذا جلس يقرأ وبجانبه إنسان، أكثر قطع القراءة ومحادثة جاره وهذا لا ينبغي لأنه إعراض عن القراءة بلا داع.
