بعضها قد يستمر لسنوات.. كيف تقاوم بشرتك حروق الشمس؟

بقلم | فريق التحرير: | الاربعاء 13 اغسطس 2025 - 02:24 م

تحدث حروق الشمس نتيجة التعرض المفرط لأشعة الشمس؛ حيث يتسبب في حرق الجلد، والاحمرار، والألم، التورم، وأحيانًا ظهور بثور صغيرة ممتلئة بالسوائل.

وعلى الرغم من أنها قد تبدو مجرد حادثة صيفية عابرة، لكن آثارها تمتد إلى ما بعد الموسم، كما تقول صحيفة "إكسبريس". لذا ينصح الخبراء باستخدام واقي الشمس بشكل روتيني للوقاية من حروق الشمس.

ماذا يحدث بعد التعرض لحروق الشمس؟

بعد 15 دقيقة

قد لا تشعر به بعد، لكن الضرر قد بدأ بالفعل. في غضون 15 دقيقة فقط من التعرض لأشعة الشمس دون حماية، تخترق الأشعة فوق البنفسجية الطبقات الخارجية من البشرة وتبدأ بالتسبب في ضرر.

يقول الدكتور سومرلاد: "تبدأ الأشعة فوق البنفسجية بإتلاف الحمض النووي".

يتعرف الجهاز المناعي في الجسم على هذا الضرر ويُثير استجابة التهابية. تتمدد الأوعية الدموية، ولذلك قد يبدو الجلد أحمر اللون ودافئًا وحساسًا لدى ذوي البشرة الفاتحة الصبغة. هذه الاستجابة هي محاولة من الجسم لجلب الخلايا المناعية إلى المنطقة لإصلاح الضرر.

أما لدى ذوي البشرة الداكنة الصبغة، فقد يكون الاحمرار أقل وضوحًا، ولكن بدلًا من ذلك قد يكون الجلد دافئًا وحساسًا.

بعد ساعتين

يمكن أن تتزايد السخونة والألم والتورم مع تسارع الاستجابة المناعية، وفقًا للدكتور سومرلاد. "قد تظهر بثور في الحالات الشديدة جدًا، وهي علامة مقلقة على أن خلايا الجلد الميتة فقدت قدرتها على التماسك".

يزداد الألم سوءًا مع تنشيط الالتهاب الناتج عن تلف الأشعة فوق البنفسجية للخلايا العصبية. في الحالات الشديدة جدًا، قد تظهر أعراض تشبه أعراض الإنفلونزا، مثل القشعريرة والألم والغثيان، نتيجة دخول مواد كيميائية التهابية إلى مجرى الدم بعد التعرض المكثف للأشعة فوق البنفسجية.

بعد 48 ساعة

يبدأ التقشير عندما يتخلص الجسم من خلايا الجلد التالفة، في محاولة للتخلص من الخلايا التي تضرر حمضها النووي بشدة بحيث يتعذر إصلاحه.

تقول الدكتورة سومرلاد: "قد يبقى الجلد أحمر أو أغمق من لونه الأصلي. تحدث حكة الجلد مع بدء التئام الجروح في المناطق المصابة بحروق الشمس".

وتضيف أن عملية التئام الجلد يمكن أن تُطلق مواد كيميائية فيه تزيد من الشعور بالحكة، كما هو الحال عند وجود قشرة حكة.

بعد 72 ساعة

مع تلاشي الألم الحاد والتورم، قد يبدأ ظهور تصبغات غير منتظمة. ينتج هذا عن زيادة إفراز اليوميلانين بعد التعرض للأشعة فوق البنفسجية، وغالبًا ما يظهر على شكل نمش وبقع شمسية تُعرف باسم النمش الشمسي.

يوضح الدكتور سومرلاد: "غالبًا ما تكون هذه البقع دائمة، ولكنها قد تتلاشى في الأشهر الأقل شمسًا لتعاود الظهور في الطقس الأكثر إشراقًا. وبعضها الآخر لا يتلاشى حتى في أشهر الشتاء".

بعد سنة واحدة

حتى بعد زوال السمرة، قد تبقى آثارها طويلة الأمد. قد يظهر فرط التصبغ على شكل بقع تصبغية، ونمش، وبقع شمسية، تُسمى أحيانًا بقع الكبد أو بقع الشيخوخة، كما يقول الدكتور سومرلاد. "كما يمكن ملاحظة ظهور خطوط دقيقة وفقدان للتماسك".

وتُوصف هذه التغيرات عمومًا بأنها تلف ناتج عن التعرض لأشعة الشمس، وتُعطي البشرة مظهرًا مُبكرًا للشيخوخة. كما يُمكن أن يُؤثر التعرض للأشعة فوق البنفسجية على العينين، حيث يرتبط الضرر بتكوين إعتام عدسة العين المُبكر ونمو أورام على سطح العين، مثل الظفرة، والتي قد تُضعف الرؤية. تُقدر منظمة الصحة العالمية أن ما يصل إلى 20 بالمائة من حالات إعتام عدسة العين عالميًا ناتجة عن التعرض المُفرط للأشعة فوق البنفسجية.

بعد عقد من الزمن

مع مرور الوقت، تتراكم حروق الشمس المتكررة. يقول الدكتور سومرلاد إن تلف الحمض النووي التراكمي قد يُرهق أنظمة إصلاح الجلد، مما يُسبب طفرات في الجينات التي تتحكم في نمو الخلايا، وقد يؤدي إلى تغيرات سرطانية وما قبل سرطانية.

نعلم أن الأورام الميلانينية تنشأ من تفاعل معقد بين الخلايا الميلانينية - الخلايا المنتجة للصبغة - التي تدخل في نمو وانقسام غير منضبط. تقول: "من الصعب تحديد متى ولماذا تتكون الأورام الميلانينية بدقة. نعلم أن بعض الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بها".

هل واقي الشمس يحمي من الحروق؟

وفقًا لمؤسسة "ميلانوما فوكس"، يُمكن الوقاية من ما يصل إلى 86 بالمائة من حالات سرطان الجلد (الميلانوما) إذا حميتِ البشرة من الشمس باستخدام واقي الشمس والملابس الواقية.

يُشير مصطلح "SPF" إلى عامل الحماية من الشمس، وهو يقيس حماية المنتج من الأشعة فوق البنفسجية؛ فإذا كانت بشرتكِ ستحترق خلال 10 دقائق، فإن عامل الحماية من الشمس 30 سيوفر لكِ حمايةً أطول بثلاثين مرة، أي حوالي 300 دقيقة.