بقلم |
فريق التحرير |
الخميس 14 اغسطس 2025 - 06:31 ص
إدخال السرور على الغير خلق عظيم من أخلاق الإسلام، وعمل جليل حثّت عليه الشريعة، لما فيه من بثّ روح الألفة والمودة بين الناس، وتقوية روابط المجتمع. فقد جاء في الحديث الشريف عن النبي ﷺ أنه قال: "أحبُّ الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم"، مما يدل على عِظم أجر هذه البادرة الطيبة.
ويأخذ إدخال السرور صورًا متعددة، فقد يكون بكلمة طيبة تُبهج القلب، أو مساعدة مادية ترفع عن المحتاج همّه، أو زيارة صديق لتفقد أحواله، أو حتى بابتسامة صادقة تزيح عن النفس شعور الوحدة أو الحزن. هذه الأعمال وإن بدت صغيرة في نظر البعض، إلا أن أثرها النفسي والاجتماعي كبير، فهي تزرع المحبة وتشيع روح الإخاء.
وفي زمن تزداد فيه ضغوط الحياة، يصبح إدخال السرور على الآخرين صدقة معنوية يحتاجها الجميع. فالمجتمع الذي يتبادل أفراده البِشر والدعم، هو مجتمع متماسك قادر على مواجهة التحديات. لذلك، فإن نشر ثقافة الفرح والبسمة بين الناس ليس مجرّد عمل تطوعي، بل هو عبادة نتقرّب بها إلى الله، ونحصد أثرها الطيب في الدنيا والآخرة.
من الأمثلة المشرقة، قصة أحد الشباب الذي لاحظ جارته المسنّة تعيش بمفردها وتعاني من صعوبة الحركة، فكان يحرص على شراء حاجياتها أسبوعيًا، ويجلس معها بضع دقائق يبادلها الحديث، فصار وجوده مصدر بهجة في حياتها.
وفي موقف آخر، قرر فريق من المتطوعين زيارة مستشفى للأطفال المرضى، حاملين الهدايا والبالونات، فارتسمت الابتسامة على وجوه الصغار، وتحوّل يومهم من الكآبة إلى الفرح. لم يكن العلاج الطبي وحده ما ساعدهم، بل تلك اللحظات التي شعروا فيها بالحب والاهتمام.
حتى المواقف البسيطة كترك مقعدك في الحافلة لكبير في السن، أو مساعدة شخص على عبور الطريق، أو إرسال رسالة تشجيع لصديق مهموم، قد تترك أثرًا لا يُمحى.
إن إدخال السرور على الغير لا يتطلّب ثراءً أو نفوذًا، بل قلبًا نقيًا وإرادة لنشر الخير. وكلما اعتاد الإنسان هذا الخلق، أصبح جزءًا من شخصيته، وتحوّل إلى مصدر طاقة إيجابية لمن حوله.
فليكن شعارنا في الحياة: "ابتسم، وأدخل السرور… فأنت لا تعلم كم حياة قد تغيّرها بابتسامة صادقة".