أظهرت دراسة حديثة، أن الوقوف المتكرر أثناء اليوم يحمي صحة القلب لدى النساء الأكبر سنًا.
وأفاد باحثون في مجلة " سيركوليشن"، أن النساء اللاتي بدأن في الوقوف من وضعية الجلوس بشكل متكرر أثناء اليوم لاحظن تحسنًا ملحوظًا في ضغط الدم بعد ثلاثة أشهر.
وقال الباحثون، إن أخذ هذه الاستراحات القصيرة الأمد بدا وكأنه يعزز صحة القلب على الرغم من أن النساء لم يزيدن من مستويات التمارين المكثفة بشكل عام.
قالت الباحثة الرئيسة شيري هارتمان، أستاذة الصحة العامة وعلم طول العمر البشري في جامعة كاليفورنيا في سان دييجو، في بيان صحفي: "تشير نتائجنا إلى أنه على الرغم من أن الجلوس بشكل أقل كان مفيدًا، فإن مقاطعة الجلوس بفترات وقوف قصيرة - حتى لو لم تجلس أقل - يمكن أن يدعم ضغط الدم الصحي ويحسن الصحة".
وشملت الدراسة أكثر من 400 امرأة في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث، يعانين من زيادة الوزن أو السمنة، وزعوهن الباحثون عشوائيًا على ثلاث مجموعات. بلغ متوسط أعمارهن حوالي 68 عامًا.
وطُلب من إحدى المجموعات تقليل وقت الجلوس، ومن أخرى زيادة عدد مرات النهوض من وضعية الجلوس، بينما طلب من الثالثة التصرف كالمعتاد. وتلقت المجموعات الثلاث جلسات تدريبية حول الشيخوخة الصحية.
التزمت النساء بالتوجيهات. وانتهى الأمر بمجموعة "الجلوس أقل" بتقليص وقت جلوسهن بمقدار 58 دقيقة يوميًا، وزادت مجموعة "الوقوف أكثر" من عدد مرات انتقالهن من الجلوس إلى الوقوف بمقدار 26 دقيقة يوميًا، مقارنةً بالمجموعة الضابطة.
وأظهرت النتائج أنه بعد ثلاثة أشهر شهدت المجموعة التي خضعت للتمارين الرياضية من خلال الجلوس والوقوف انخفاضًا في ضغط الدم الانقباضي والانبساطي، وفقًا لوكالة "يو بي آي".
ولم تكن الانخفاضات ذات دلالة إحصائية، لكن الباحثين يزعمون أن النتائج تظهر أن الوقوف بشكل متكرر يمكن أن يؤثر على ضغط الدم.
وأفاد الباحثون أن المجموعة التي لم تجلس كثيرًا لم تشهد أي تغيرات ملحوظة في ضغط الدم. ولم تشهد أي من المجموعتين تحسنًا في مستويات السكر في الدم.
قالت الباحثة أندريا لاكروا، أستاذة الصحة العامة وعلوم طول العمر البشري بجامعة كاليفورنيا في سان دييجو، في بيان صحفي: "أكثر ما يثير حماسي في هذه الدراسة هو أن النساء حددن أهدافهن الخاصة وأحدثن فرقًا ملموسًا في سلوكيات جلوسهن".
وأضافت: "مع القليل من التدريب، يمكننا تعليم أنفسنا الجلوس أقل، وهذا يُحدث فرقًا ملموسًا في صحتنا على المدى القريب والبعيد".
ويخطط الباحثون لإجراء دراسة متابعة تستغرق فترة أطول، نظرًا لأن التحسن الكبير في صحة القلب قد يستغرق أكثر من ثلاثة أشهر.
وقالت لاكروا: "إن تكييف التدخلات في العالم الحقيقي التي تكون سهلة وواقعية ومتوافقة مع أهدافنا الشخصية - مثل الوقوف من الجلوس 25 مرة إضافية يوميًا، مثل مرتين في الساعة على مدار 12 ساعة - قد يكون قابلاً للتنفيذ بالنسبة للعديد منا".