دعا الإسلام لتكامل أفراد المجتمع وتكافلهم لاسيما بين الأقرباء منهم فصلة الرحمة فضيلة عالية حث عليها الإسلام.
قطع الأرحام:
وإذا كان لصلة الأرحام أهمية كبرى فإن قطيعة الأرحام صفة ذميمة وخلق ذميم توعد الله من يقع فيه بالعقاب، قال تعالى: {وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ}(الرعد:25).
فقاطع الرحم مذموم ومكروه من الله ومن الصالحين ومن الناس خاصة أقرباءه الذين لا خير له فيهم ولا يصلهم بل يتعمد تجاهلهم والبعد عنهم وقطع صلتهم.
قاطع الرحم تعجل له العقوبة:
ومما يدل على سوء قطيعة الرحم أن قاطعها تعجل له العقوبة في الدنيا؛ فعن أبي بكر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم". (رواه ابو داود والترمذي وابن ماجه).
عقوبة قاطع الرحم:
وقد جاء في قطع ارحم عقوبة شديدة ووعيد شديد، ومن أعظم العقوبات التي يعاقب بها قاطع الرحم أن يحرم من دخول الجنة ، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : "لا يدخل الجنة قاطع". (رواه البخاري ومسلم). يعني قاطع رحم.
ومعنى عدم دخول الجنة كما قال النووي رحمه الله في شرح مسلم: ( "لا يدخل الجنة قاطع" هذا الحديث يتأول تأويلين سبقا في نظائره في كتاب الإيمان أحدهما: حمله على من يستحل القطيعة بلا سبب ولا شبهة مع علمه بتحريمها فهذا كافر يخلد في النار ولا يدخل الجنة أبداً، والثاني: معناه ولا يدخلها في أول الأمر مع السابقين بل يعاقب بتأخره القدر الذي يريده الله تعالى).
استعاذة النبي من قاطع الرحم:
ومقام قطع الرحم مرذول ذميم استعاذ منه سيد الخلق وحبيب الحق محمد صلى الله عليه وسلم؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله تعالى خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت : هذا مقام العائذ بك من القطيعة : قال نعم أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك ؟ قالت : بلى ، قال : فذلك لك " . رواه البخاري.
قطع الرحم سبب في عدم قبول الأعمال:
ولأهمية صلة الرحم فإنه لا تقبل أعمال من يقطع رحمه؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إن أعمال بني آدم تعرض على الله تبارك وتعالى عشية كل خميس ليلة الجمعة فلا يقبل عمل قاطع رحم".(رواه أحمد).
ولا ينبغي أن تكون الصلة لمن يصلك بمعنى أنك تزور من يزورك وتقطع من يقطعك؛ فهذا في الحقيقة ليس وصلا بل مكافأة بأنك ترد عليه بمثل عمله لكن حقيقة صلة الرحم أن تصل من يقطعك قد قال صلى الله عليه وسلم "ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها". (رواه البخاري).