تغير أحوال العباد.. بين حكمة الابتلاء وسُنة التحول
بقلم |
فريق التحرير |
الثلاثاء 05 اغسطس 2025 - 06:43 م
تمرّ أحوال الناس بتغيّرات مستمرة، من رخاء إلى شدة، ومن صحة إلى مرض، ومن فرح إلى حزن. وقد يتساءل البعض: لماذا تتغيّر أحوالنا؟ وما الحكمة من تقلّب الأيام؟ إن هذا التغير سُنة من سنن الله في خلقه، وابتلاء يُظهر معادن الناس، ويقرّب العبد من ربه، ويذكّره بضعفه وحاجته إلى اللجوء إلى خالقه.
المحور الأول: سُنة التغير في حياة البشر
خلق الله الإنسان في دار ابتلاء واختبار، وجعل من خصائص هذه الدنيا أنها لا تثبت على حال، قال تعالى:﴿وَتِلْكَ ٱلْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ ٱلنَّاسِ﴾ [آل عمران: 140].
وفي ذلك تذكير دائم للعباد بعدم الركون إلى النعم، ولا اليأس من الشدائد، فكل حال إلى زوال، والعبد بين شكر وصبر.
المحور الثاني: الحكمة من تغير الأحوال
1. العودة إلى الله: كثيرًا ما تكون الشدة سببًا في رجوع الناس إلى ربهم، بعد غفلة أو بعد.
2. تمييز المؤمن من غيره: يظهر الصادق من المنافق، والثابت من المتزعزع في الأزمات.
3. تربية النفس على التوكل والصبر: الصعوبات تصقل النفوس، وتعلم الإنسان التواضع.
4. تحقيق التوازن بين الطموح والرضا: فكما نفرح بالنعم، يجب أن نرضى بالقضاء.
المحور الثالث: نماذج من الواقع
شخصٌ كان في رغد من العيش، ثم ابتُلي بالفقر أو المرض، فصبر ورضي، فكان جزاؤه العوض من الله.
آخر فُتح له باب رزق، فاستكبر وابتعد، فابتلاه الله ليعيده إلى الطريق.
مجتمعات بأكملها تتغير أحوالها بسبب الظلم أو الفساد أو الابتعاد عن منهج الله.
المحور الرابع: كيف نتعامل مع تغير الأحوال؟
1. الرضا بقضاء الله: فهو أعدل الحاكمين وأرحم الراحمين.
2. عدم الاغترار بالنعم: فالنعمة لا تدوم إن لم يُشكر المنعم.
3. الاستغفار والتوبة: فقد يكون تغير الحال ناتجًا عن ذنب خفي.
4. الدعاء واللجوء إلى الله: فهو مبدل الأحوال وميسر الأمور.
5. التفكر في حكمته سبحانه: فكل ما يحدث لنا هو لخيرٍ يعلمه الله.
إن تغير أحوال العباد هو أمر محتوم في هذه الحياة الدنيا، وما على الإنسان إلا أن يثبت في وجه التغير، وأن يستبصر الحكمة الإلهية من وراءه، وأن يظل قلبه معلقًا بالله، شاكرًا في الرخاء، صابرًا في البلاء، حتى ينال رضا الله ويكون من الفائزين في الدنيا والآخرة.