كيف تعرف أن الله تقبل حجك.. الزم هذه الأشياء يغفر ذنبك وتمحا خطيئتك
بقلم |
التحرير |
الاثنين 03 يوليو 2023 - 06:00 م
الحج عبادة روحية وجسدية تنقي العبد من أدران الدنيا وترتقي بروحه إلى السماء فقد ترك أهله وماله وعياله ودياره وتوجه لله يقصد طاعته ينصب ويتعب من أجل الله فكان فضلا من الله عليه أن يتقبله يتقبل سعيه ووقوفه يتقبل ما أنفقه ويخلف عليه يتقبل كل طاعته ويرده بلا خطيئة كيوم ولدته أمه. ما على الحاج بعد رجوعه:
ومن كان حاله التضرع والخشوع والدعاء في الحج والتلبية عليه أن يلزم الطاعة بعد رجوعه ولا وأن يشكر الله أن وفقه وأعانه وليفرح بقضاء الطاعة ، كما قال ربنا سبحانه ( قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مّمَّا يَجْمَعُونَ ) يونس:58، كما أن عليه أن يظن بربه خيرا أن تقبل حجه وطوافه وسعيه فقد جاء في الحديث القدسي : عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ” قال الله تعالى : أنا عند ظنِّ عبدي بي” أخرجه الشيخان . وقال صلى الله عليه وسلم : ” مَنْ حجَّ البيتَ فلم يرفث ولم يَفْسق ، رجعَ من ذنوبه كيومِ ولدته أمه ” متفق عليه. وإذ ظن العبد بربه خيرا وجد خيرًا ومن علم أنه غفر له فعليه ألا يعرض نفسه للمعاصي ثانية فغن زلت قدمه بادر بالتوبة والأوبة وعاهد ربه من جديد ويكون هذا حاله يحذر كل الحذر من العودة إلى فعل السيئات ، وارتكاب المحرمات ، فيهدم ما بنيت ، وتُبعثر ما جمعت ، وتنقض ما أحكمت ، قال سبحانه ناهياً { وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِى نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَـاثًا } النحل:92. وليعلم أنه بحجه فتح صفحة جديدة مع الله فلا يلوثها بالمعاصي .كما أن عليه أن يحسن اختيار أفعاله وأقواله ويتحسب مما لا فائدة منه فحاله الان ليست كالتي قبل الحج .
علامة قبول الحج:
وليعلم أن لحجه المقبول أمارة فقد سُئل الحسن البصري رحمه الله تعالى: ما الحج المبرور ؟ قال : أنْ تعودَ زاهدًا في الدنيا ، راغبًا في الآخرة . وقال بعض السلف : إن من ثواب الحسنة ، الحسنة بعدها . وهذه الأمارات تعني أنه علم من نفسه الوفاء بوعد اله وأنه رجع خلقا جديدا ومن رجع خلقا جديدا يتحسس المشي والقول فهو لن يقول إلا خيرًا ولن يفعل إلا خيرا؛ فالدنيا كلها لا تسوي عنده شيئا أمام رضا الله تعالى عنه كما انه كانت معه دنياه فانفق ماله وترك عياله وذهب تراك دنياه لله فكيف له ان يحث عنها ثانية .. له أن يجتهد في الطاعة ويتخير أصدقاءه ويأخذ من دنياه ما يتزود به للآخرة .. هذا هو حال الحاج بعد حجه أو ما ينبغي أن يكون عليه الحاج بعد الرجوع من حجه.