مشروبات الطاقة تدمر أجسام الأطفال.. من أمراض القلب إلى الانتحار

بقلم | فريق التحرير: | الاثنين 08 سبتمبر 2025 - 09:39 ص

مع تزايد الإقبال عليها بين الشباب خصوصًا، برزت تحذيرات من مخاطر تناول مشروبات الطاقة لما تسببه من أمراض خطيرة، من ضعف الصحة العقلية إلى السكتة الدماغية.

والأطفال أكثر حساسية للتأثيرات المنشطة للكافيين، مثل زيادة معدل ضربات القلب والقلق ومشاكل النوم، في حين أن الإفراط في تناول السكر يزيد من خطر زيادة الوزن ومرض السكري ومشاكل الأسنان.

وصرحت ريبيكا ماكمانامون، أخصائية التغذية المعتمدة في الجمعية البريطانية للتغذية، لصحيفة "ذا صن": "لا توجد أي فائدة صحية من مشروبات الطاقة. تشير جميع الأدلة إلى خطر الإضرار بالشباب".

إذن ماذا يحدث بالضبط بعد شرب مشروب الطاقة؟

عشر دقائق

يبدأ الكافيين بالدخول إلى مجرى الدم، مما يؤدي إلى ارتفاع معدل ضربات القلب وضغط الدم.

توصي الإرشادات بعدم تناول أكثر من 400 ملجم من الكافيين يوميًا.

يقول الدكتور فيشال أجراوال، الطبيب العام في عيادات هيلثيوم ببريطانيا: "إن محتوى الكافيين في حد ذاته ليس غير عادي، ولكن الشكل وحجم السكر وعادات الشرب تجعل مشروبات الطاقة مصدرًا أكثر خطورة للكافيين".

وقال طبيب القلب، البروفيسور نافيد ستار من جامعة جلاسكو: "إن أفضل الدراسات (التجارب العشوائية) لا تظهر باستمرار ضررًا قصير المدى للقلب".

لكن الدراسات تشير إلى أن تناول مشروبات الطاقة بانتظام قد يسبب عدم انتظام ضربات القلب، وهو ما قد يهدد الحياة، وخاصة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب الوراثية.

وفحص باحثون في مستشفى مايو كلينيك بالولايات المتحدة، 144 مريضًا نجوا من السكتة القلبية ووجدوا أن سبعة منهم تناولوا مشروبات الطاقة قبل حدوث النوبة، بينما كان ثلاثة منهم يشربونها بانتظام.

من 15 دقيقة إلى ساعة واحدة

يرتفع مستوى السكر في الدم، كما تصل مستويات الكافيين إلى ذروتها، مما يجعلك تشعر باليقظة والنشاط. وتحتوي العلبة الواحدة على ما يصل إلى 55 جرامًا من السكر.

وتقول الدكتورة شارلوت إيكهاردت، عميدة كلية جراحة الأسنان في الكلية الملكية للجراحين في إنجلترا، "إن محتواها العالي من السكر وتركيبتها الحمضية تجعلها مساهمًا رئيسًا في تسوس الأسنان. إن الشرب المتكرر ضار بشكل خاص، لأنه يطيل فترة التلامس بين الأسنان والسائل الحمضي".

وتقول الدكتورة كوثر هاشم، من جامعة كوين ماري في لندن، إن المشروبات السكرية تزيد من السعرات الحرارية دون أن يدرك الناس ذلك.

وتكشف أن "هذا يعزز تخزين الدهون والسمنة، وتظهر دراسات متعددة وجود روابط قوية بين تناول المشروبات المحلاة بالسكر بشكل متكرر وارتفاع خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني".

ويضيف البروفيسور ستار: "مع تناول كميات كبيرة من السعرات الحرارية بمرور الوقت، فإن زيادة الوزن وكل آثارها الناتجة هي المخاوف الرئيسة، وكلها تؤدي إلى تسريع مخاطر القلب على المدى الطويل".

وتؤدي السمنة أيضًا إلى ارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين، مما يزيد من احتمالية الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية وأمراض القلب.

لكن الأمر لا يقتصر على السكر فقط، فقد ربطت الدراسات بين المحليات الصناعية وزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني والسكتة الدماغية، وحذر باحثون في البرازيل مؤخرًا من أنها قد تتسبب في شيخوخة الدماغ بشكل أسرع.

تشمل المحليات الصناعية الأسبارتام والسكرين والسكرالوز والإريثريتول.

خمس ساعات+

يقول الدكتور أجراوال: "يبلغ عمر النصف للكافيين حوالي خمس ساعات، لذا يستمر التحفيز حتى فترة ما بعد الظهر أو المساء". وهذا يمكن أن يكون ضارًا بالنوم.

وأضاف: "بعد التعرض لمرة واحدة، يكون التأثير الأساسي هو اضطراب النوم، والذي يمكن أن يستمر لمدة ليلة واحدة ولكن له تأثير متسلسل على مدار اليوم التالي، وبالتالي يؤثر على الليلة الثانية أيضًا".

ويقول البروفيسور ستار أيضًا: "يبدو أن معظم المخاوف قصيرة المدى القوية بشأن مشروبات الطاقة مرتبطة بسوء النوم والقلق والعصبية. قلة النوم تؤدي إلى تفاقم مشكلة التحكم في الشهية مما يؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام وزيادة الوزن".

يمكن أن تؤثر مشاكل النوم أيضًا على التركيز.

وتقول ريبيكا، المتحدثة باسم جمعية السكري البريطانية: "بالنسبة للشباب، فإن الاعتماد على مشروب الطاقة للبقاء في حالة تأهب ويقظة يمكن أن يكون له تأثير طويل المدى على الدماغ، الذي لا يزال في طور النمو، والحفاظ على نمط نوم صحي.

"ويمكن أن يؤثر هذا على العديد من مجالات الحياة - مثل الحضور المدرسي والعلاقات - وهناك ارتباطات بين مشروبات الطاقة والسلوكيات الخطرة لدى الشباب"، وفقًا لها.

وبعد فترة قصيرة، سوف تتوق إلى تناول مشروب ثان.

تقول الدكتور هاشم: "إن الارتفاع السريع في نسبة الجلوكوز في الدم يمنح دفعة سريعة من الطاقة، ولكنه عادة ما يتبعه "انهيار" حاد، مما يجعلك تشعر بالإرهاق والرغبة في تناول المزيد من السكر أو الكافيين".

24 ساعة+

يقول الدكتور أجراوال: "في المستخدمين المنتظمين الذين يتوقفون فجأة، يمكن أن تظهر أعراض الانسحاب مثل الصداع والتهيج والتعب في غضون 24 ساعة ولكنها عادة ما تختفي في غضون بضعة أيام".

بالإضافة إلى الوزن والسكري والأسنان والقلب، هناك أيضًا مخاوف طويلة الأمد تتعلق بالصحة العقلية والرفاهية.

وأظهرت مراجعة لـ 51 دراسة أجريت العام الماضي، ونشرت في مجلة الصحة العامة، أن الأطفال والمراهقين الذين يشربون مشروبات الطاقة كانوا أكثر عرضة للانخراط في سلوكيات محفوفة بالمخاطر مثل تعاطي المخدرات غير المشروعة، والعنف، والجنس غير الآمن.

وقالت البروفيسورة أميليا ليك، أستاذة التغذية الصحية العامة بجامعة تيسايد ونائبة مدير مركز فيوز، والتي قادت البحث: "لقد راجعنا الأدلة من جميع أنحاء العالم وأظهرنا أن هذه المشروبات ليس لها مكان في النظام الغذائي للأطفال".

ووجدت نفس الدراسة، التي أجريت على 1.2 مليون طفل، زيادة في خطر الإصابة بمشاكل الصحة العقلية، بما في ذلك القلق والتوتر والاكتئاب والأفكار الانتحارية.

وتضيف ريبيكا، المتحدثة باسم جمعية مكافحة المخدرات البريطانية: "لقد ساهم الاستهلاك طويل الأمد في انتحار بعض الشباب".