المحافظة علي الصلاة في وقتها من أحب الأعمال إلى الله تعالى حيث تعد من الأعمال التي ينال المسلم بها محبة الله -تعالى-، إذ إنّ الصلاة على وقتها من أحب الأعمال إلى الله -تعالى-، وقيام المسلم بما يحبه الله سبب لمحبة الله -تعالى- له.
وقد روي عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: "سَأَلْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أيُّ العَمَلِ أحَبُّ إلى اللَّهِ؟ قالَ: الصَّلاةُ علَى وقْتِها، قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: ثُمَّ برُّ الوالِدَيْنِ، قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: الجِهادُ في سَبيلِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثَني بهِنَّ، ولَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزادَنِي)
ويجمع العلم والفقهاء علي أن الصلاة علي وقتها سبب لمضاعفة الأجر ثبت في الشرع الإسلامي بأن المحافظة على أداء الصلوات في وقتها سبب في مضاعفة حسنات الفرد المسلم؛ وفيما ورد في هذا الباب أنّ صلاة العبد في أول الوقت تصعد إلى السماء حتى تنتهي إلى عرش الرحمن وتستغفر لصاحبها.
هذا الحديث الشريف الذي رواه ابن مسعود استدل على أفضلية أداء الصلاة في وقتها؛وكذلك روي عن الصحابي الجليل رافع بن خديج -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أصبِحوا بالصُّبحِ فإنَّهُ أعظمُ لأجورِك"
كما تعد الصلاة في وقتها تطبيقا لأمر الله تعالى إنّ تعجيل أداء الصلاة في أول وقتها يكون امتثال أمر الله -تعالى-، قال -تعالى-: "أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ "فالله تعالى أمر عباده بأداء الصلوات في وقتها. وفي آية قرآنية أخرى، قال -تعالى-: "حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلَّهِ قَانِتِينَ"
وقد أجمع العلماء في ذلك بأن إقامة الصلاة في أول وقتها أدعى لأن يحافظ المسلم على صلاته ويحافظ على إقامتها في وقتها.باعتبار ذلك تطبيقا لسنة النبي فيما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأنه لم يقم في حياته بتأخير صلاته عن وقتها؛ فكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حريصًا على أن يؤدي الصلوات المفروضة في أول الوقت، فهنا يظهر المسلم اقتدائه برسول الله، بالحرص على أن لا يفوت أداء صلاته في أول وقتها.
ومن فضائل الصلاة في توقيتها انها تعد قارب النجاة من عقوبة تأخير الصلاة أمر الله -تعالى- عباده بأداء صلاتهم على وقتها، وآثم هو كل من فاتته أداء صلاته دون عذر شرعي مقبول، وعليه في هذه الحاله قضاء ما فاته من الصلوات والمسارعة في توبته.
وأشار نفر من الفقهاء إلي أن من الأعذار المقبولة شرعاً لقوات الصلاة أو لتأخيرها عن وقتها؛ الخوف من العدو، أو خوف القابلة من وفاة الجنين، وإنّ فضل أداء الصلاة في وقتها يكون بنجاة المسلم من العقوبة في الحياة الآخرة، عوضًا عن الفوز برضا الله -تعالى-.]
ومن الثابت أن كل طاعة يتقرب بها العبد إلى الله ثمرة ينتفع منها ويسعد بها في الدنيا والآخرة، فهي في الدنيا سبب لرضى الله وفتح المغاليق وتيسير الأمور وفي الآخرة سبب في الاقتراب من الجنة والبعد عن النار، وإليكِ فيما يأتي ثمرات المحافظة على الصلاة
اقرأ أيضا:
معصية تحبط العمل وتكب الناس في نار جهنم.. تعرف عليها لتحذرهاوليس هناك أدني شك هنا أن الصلاة أحب الأعمال إلى الله عز وجل إذ إنها أفضل القُربات إليه بعد الشهادتين؛ لقوله تعالى في الحديث القدسي: (وما تقرب إلي عبدي بأحب إلي مما افترضه عليه فضلا عن أنها من الأعمال المكفرة للذنوب؛ لقوله تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِين"
كما تعد الصلاة سببًا من أسباب الرزق والذرية؛ قال تعالى: "كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا ۖ قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا ۖ قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ ۖ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَاب" "سورة آل عمران: 37"، وقال تعالى: {فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَىٰ مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ" "سورة آل عمران: 39
ومن فضائل الصلاة علي وقتها أيضا أنها ترفع درجات المسلم عند الله وتعد سببًا من أسباب مرافقة النبي؛ قال صلى الله عليه وسلم: "فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة"