جميعنا يتمنى أن تكون بيوتنا يحبها الله، ولكن للأسف قد لا يدري كثير منا أن الطريق للوصول إلى هذا الهدف، يستدعي أولاً أن نفتح بيوتنا للخير، وبالتأكيد ليس هناك أخير وأفضل من استقبال الضيوف وحُسن ضيافتهم، ذلك أن البيت الذي يكثر فيه الضيوف هو بيت يحبه الله، بيت تتنزل فيه رحمات و بركات من السماء.
وقد قال رسول الله صل الله عليه وسلم : « الضيف إذا دخل بيت من دخلت معه ألف بركة و ألف رحمة »، وقال أيضًا صلى الله عليه وسلم: « إذا أراد الله بقوم خيرا أهدى لهم هدية ، قالوا : و ما تلك الهدية يا رسول الله؟ قال : الضيف ينزل برزقه ، و يرتحل بذنوب أهل البيت، فكل بيت لا يدخله الضيف لا تدخله الملائكة و هو دليل الجنة »، فأحسنوا استقبال ضيوفكم و أكرموهم يكرمكم الله.
اقرأ أيضا:
لا تدع الإيمان ينقص في قلبك وجدده بهذه الطريقةإكرام الضيف
ومما لاشك فيه أن إكرام الضيف من مكارم الأخلاق، وجميل الخصال التي تحلى بها الأنبياء، وحث عليها المرسلون، واتصف بها الأجواد كرام النفوس، فمَنْ عُرِف بالضيافة عُرِف بشرف المنزلة، وعلو المكانة، وانقاد له قومه، فما ساد أحد في الجاهلية ولا في الإسلام، إلا كان من كمال سُؤدده إطعام الطعام، وإكرام الضيف، وقد حثَّنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم على إكرام الضيف، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كان يؤمنُ بالله واليوم الآخر فليُكرم ضيفَه».
وعن أبي شُرَيحٍ خُويْلد بن عمرو رضي الله عنه قال: أبصرت عيناي رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمعتْهُ أذناي حين تكلم به، قال: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفَهُ جائزتَهُ»، قالوا: وما جائزتُه؟ قال: "يومٌ وليلةٌ، والضيافة ثلاثة أيام، وما كان بعد ذلك فهو صدَقةٌ عليه».
يعادل الجهاد
إكرام الضيف يمثل عند الله الجهاد في سبيله سبحانه وتعالى، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم تبوك فقال: «ما من الناس مثل رجل آخذ بعنان فرسه، فيجاهد في سبيل الله، ويجتنب شرور الناس، ومثل رجل في غنمه يقري ضيفَهُ ويؤدِّي حقه».
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني مجهود ( المجهود من أصابه الجهد والمشقة والحاجة والجوع)، فأرسل إلى بعض نسائه فقالت: والذي بعثك بالحق ما عندي إلا ماء، ثم أرسل إلى أخرى فقالت مثل ذلك، حتى قلن كلهن مثل ذلك: لا والذي بعثك بالحق، فقال: «من يُضيف هذا الليلة رَحمه الله» فقام رجل من الأنصار فقال: أنا يا رسول الله. فانطلق به إلى رحْلِهِ فقال لامرأته: هل عندك شيءٌ؟ قالت: لا إلا قُوتُ صِبياني. قال: فعلليهم بشيء، فإذا دخل ضيفنا فاطفئي السراج، وأريه أنا نأكل، فإذا أهوى ليأكل فقومي إلى السِّراج حتى تُطفئيه. قال: فقعدوا وأكل الضيف فلما أصبح غدا على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «قد عجب الله من صنيعكما بضيفكما الليلة».