حسن الخاتمة هو غاية كل مسلم ليفوز برضا الرحمن ويكون من أهل الجنة في الآخرة، وهو نعمة عظيمة لا يمنحها الله إلا لمن اتقاه وخاف لقائه أملًا في الوصول إلى رضاه، وقد أوضح لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعض العلامات التي تقع على الميت قبل موته تدل على حسن خاتمته، وأسأل الله أن يحسن خواتيمنا جميعًا.
وهنالك العديد من العلامات التي تدل على حسن خاتمة العبد المؤمن ومنها:
1-النطق بالشهادتين عند الموت
نطق العبد بالشهادتين عند موته، من أكثر العلامات التي تدل على صلاحه، وعلى حب الله له، فليس سهلًا أن يتذكر العبد ربه في وقت يقبض ملك الموت فيه روحه، فسبحان من يذكره ويثبته في سكرات الموت.
الدليل على أن من نطق بالشهادتين دخل الجنة وحسنت خاتمته، قول النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديث معاذ بن جبل (مَن كانَ آخرُ كلامِه لا إلَه إلَّا اللَّهُ، دخلَ الجنَّةَ) حديث صحيح، مصدره الجامع الصغير.
2-الموت برشح الجبين
المقصود برشح الجبين هو عرق الجبين، وقال العلماء في ذلك أن سكرة الموت تشتد على العبد حتى يعرق جبينه لرفع درجته في الجنة، أو ليمحو الله بها سيئاته، والدليل على ذلك قول النبي -صلى الله عليه وسلم- (المُؤْمِنَ يموتُ بعَرَقِ الجبينِ) حديث صحيح، رواه بريدة بن الحصيب الأسلمي، مصدره بلغ المرام.
3- الموت ليلة الجمعة أو نهاره
من بشريات حسن الخاتمة الموت في يوم الجمعة سواء كان بالليل أو بالنهار، فينجي الله عبده من فتنة القبر، حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما مِن مسلمٍ يموتُ يومَ الجمعةِ أو ليلةَ الجمعةِ إلَّا وقاهُ اللَّهُ فِتنةَ القبرِ) حديث حسن، رواه عبد الله بن عمرو، مصدره صحيح الترمذي.
4-الاستشهاد في ساحة القتال
من جاهد في سبيل الله -عز وجل- لإعلاء كلمته فهو شهيد عند الله، ومقام الشهداء عند لله عظيم، وروى أبو مسى الأشعري قال: (قالَ أَعْرَابِيٌّ للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: الرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِلْمَغْنَمِ، والرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِيُذْكَرَ، ويُقَاتِلُ لِيُرَى مَكَانُهُ، مَن في سَبيلِ اللَّهِ؟ فَقالَ: مَن قَاتَلَ، لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هي العُلْيَا، فَهو في سَبيلِ اللَّهِ) حديث صحيح، مصدره صحيح البخاري.
كما أن الله قد ذكر الشهداء الذين يموتون في سبيله بأنهم منعمون عند ربهم ويرزقهم مما يشاءون، قال الله -سبحانه وتعالى-: (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) (سورة آل عمران:169).
5-الموت بالطاعون وداء البطن
من مات بمرض الطاعون فهو شهيد عند الله -جل وعلا- وكذلك من مات بداء البطن، ومن مات غرقًا، ومن مات بسبب هدم عليه، ومن مات محروقًا، ومن مات بسبب مرض السل، والمرأة عند نفاسها، كل من مات على شيء من ذلك فهو بإذن الله شهيد عند الله جل وعلا.
روى جابر بن عتيك قال: (أنَّ النَّبِيَّ صلَّى اللَّه عليه وسلم جاءَ يعودُ عبدَ اللَّهِ بنَ ثابتٍ، فوجدَهُ قد غُلِبَ عليْهِ فصاحَ بِهِ، فلم يجبْهُ، فاسترجعَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليه وسلم وقالَ: قد غُلِبنا عليْكَ أبا الرَّبيعِ فصِحنَ النِّساءُ وبَكينَ فجعلَ ابنُ عَتيكٍ يسَكِّتُهنَّ فقالَ رسولُ اللَّهِ دعْهنَّ فإذا وجبَ فلاَ تبْكينَّ باكيةٌ…
…قالوا وما الوجوبُ يا رسولَ اللَّهِ قالَ: الموتُ. قالتِ ابنتُهُ إن كنتُ لأرجو أن تَكونَ شَهيدًا قد كنتَ قضيتَ جِهازَك. قالَ رسولُ اللَّهِ: فإنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ قد أوقعَ أجرَهُ عليْهِ على قدرِ نيَّتِهِ وما تعدُّونَ الشَّهادةَ. قالوا: القتلُ في سبيلِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ…
… قالَ رسولُ اللَّهِ: الشَّهادةُ سبعٌ سوى القتلِ في سبيلِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ المطعونُ شَهيدٌ والمبطونُ شَهيدٌ والغريقُ شَهيدٌ وصاحبُ الْهدمِ شَهيدٌ وصاحبُ ذاتِ الجنبِ شَهيدٌ وصاحبُ الحرقِ شَهيدٌ والمرأةُ تموتُ بجمعٍ شَهيدةٌ) حديث صحيح، مصدره صحيح النسائي.
المقصود في الحديث بذا الجنب أي صاحب السل، والمرأة التي تموت بجمع ولدها، أي هي المرأة الحامل، وقال بعضهم إنها البكر، وتموت من النفاس سواء أنجبت، أو مات في بطنها.
6- الموت في سبيل الدفاع عن المال والعرض
من مات وهو يدافع عن ماله من السرقة، أو عن عرضه من الخدش فهو شهيد عند الله تعالى والدليل على ذلك حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (من قاتل دون مالِه، فقُتل فهو شهيدٌ، ومن قاتل دونَ دمِه، فهو شهيدٌ، ومن قاتل دونَ أهلِه، فهو شهيدٌ) حديث صحيح، رواه سعد بن زيد، مصدره صحيح النسائي.
7- الموت مرابطا في سبيل الله
من مات مرابطًا في سبيل الله فهو شهيد، والمقصود بالمرابط في سبيل الله، هو الذي يلازم مكانه لحماية المسلمين من الأعداء، ومن الكفار، فإن مات فهو شهيد، حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من مات مرابطًا في سبيلِ اللهِ أجرى عليه أجرَ عملِه الصالحِ الذي كان يعمل، وأجرى عليه رزقَه، وأَمِنَ من الفَتَّانِ، وبعثه اللهُ يومَ القيامةِ آمنًا من الفزعِ الأكبرِ) حديث صحيح، رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- مصدره صحيح الترغيب.
8- الموت على عمل صالح
من علامات حسن الخاتمة الواضحة، هو الموت على عمل صالح، فمن مات على عمل صالح فهو في الجنة بإذن الله -تعالى- وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
(إنَّ صاحبَ الجنَّةِ يُختَمُ لَه بعملِ أهلِ الجنَّةِ وإن عمِلَ أيَّ عملٍ وإنَّ صاحبَ النَّارِ يُختَمُ لَه بعملِ أهلِ النَّارِ وإن عمِلَ أيَّ عملٍ. ثمَّ قالَ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وعلَى آلِه وسلَّمَ- بيدِهِ فنبذَهُما ثمَّ قالَ فرغَ ربُّكم منَ العبادِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ) .
اقرأ أيضا:
الإيثار.. إحساس بالآخرين وعطاء بلا حدوداقرأ أيضا:
كيف تصير عبدًا ربانيًا.. وتجعل الآخرة همك.. هذه أهم الوسائل