كنت أُكثر من نطق كلمة: "يلعن شكلك"، ولم أكن أعرف سبب تحريمها، ثم عرفت أن سبب حرمتها هو أن الدعاء على الناس دعاء غير جيد، فهل تكون في رقبتي مظلمة لكل من قلت فيهم هذا الكلام، وأنا لم أعرف أنني أدعو عليهم بهذه الجملة؟
الجواب:
تبين لجنة الفتوى بإسلام ويب أن مقولة: (يلعن شكلك) كلمة إساءة، وعدوان، وجهلك بالوجه التفصيلي للنهي عنها؛ لا يعفيك، ولا يرفع عنك التبعة.
وتوضح أن الواجب عليك التوبة إلى الله منها، وذلك بالندم، والعزم على عدم العودة إليها.
وأما حقوق من لعنتهم: فمن تذكرته منهم، ولم يكن في استحلاله مفسدة؛ فاطلب منه الصفح، والعفو.
وتبين أن من نسيته منهم، أو خشيت مفسدة من استحلاله؛ فينبغي أن تدعو وتستغفر لهم، وأن تتضرع إلى الله بأن يرضيهم عنك.
وعن التوبة من اللعن ليعلم اولا أنه اللعن شأنه خطير، ويرتدّ على صاحبه، إن لم يكن الشخص الملعون أهلًا لذلك اللعن، ففي حديث أَبي الدرداء ــ رضي الله عنه ــ قَالَ: قَالَ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: إنَّ العَبْدَ إِذَا لَعَنَ شَيْئًا، صَعدَتِ اللَّعْنَةُ إِلَى السَّماءِ، فَتُغْلَقُ أبْوابُ السَّمَاءِ دُونَهَا، ثُمَّ تَهْبِطُ إِلَى الأرْضِ، فَتُغْلَقُ أبْوابُهَا دُونَها، ثُمَّ تَأخُذُ يَمينًا وَشِمالًا، فَإذا لَمْ تَجِدْ مَسَاغًا، رَجَعَتْ إِلَى الَّذِي لُعِنَ، فإنْ كَانَ أهْلًا لِذلِكَ، وإلاَّ رَجَعَتْ إِلَى قَائِلِهَا. رواه أَبُو داود.
والتوبة مما فعلت تكون بالندم، والعزم على عدم العودة.
وتضيف: ولا يلزمك أن تخبر أولئك الناس؛ لأن إخبارهم قد يترتب عليه مفاسد؛ كالبغض، والشقاق، والتدابر بينكم، ونرجو أن يكفيك أن تستغفر لهم، قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى: فَأَمَّا إذَا اغْتَابَهُ أَوْ قَذَفَهُ، وَلَمْ يَعْلَمْ بِذَلِكَ، فَقَدْ قِيلَ: مِنْ شَرْطِ تَوْبَتِهِ إعْلَامُهُ, وَقِيلَ: لَا يُشْتَرَطُ ذَلِكَ, وَهَذَا قَوْلُ الْأَكْثَرِينَ, وَهُمَا رِوَايَتَانِ عَنْ أَحْمَد, لَكِنَّ قَوْلَهُ في مِثْلَ هَذَا أَنْ يَفْعَلَ مَعَ الْمَظْلُومِ حَسَنَاتٍ، كَالدُّعَاءِ لَهُ, وَالِاسْتِغْفَارِ, وَعَمَلٍ صَالِحٍ يهدي إلَيْهِ يَقُومُ مَقَامَ اغْتِيَابِهِ، وَقَذْفِهِ.