أخبار

دراسة: فوائد طويلة الأمد للعلاقة بين الطفل والمعلم

التعرض للبرد الشديد لمدة 5 دقائق يوميًا يحسن النوم والمزاج

قصة النار التي أخبر النبي بظهورها

الحسن بن علي هكذا تصرف سبط النبي عندما قطع معاوية عطاءه .. أعظم صور اليقين بالله .. تعرف علي القصة

يتعامل النبي مع المخطئين بطريقة رائعة.. تعرف على جانب مضيء من دعوته بالرفق واللبين

هل القلوب تصدأ .. وما الفرق بين "الران" و" الطبع" على القلب؟

"وكان أبوهما صالحًا".. قصة رؤيا عجيبة لوالد "الشيخ الحصري" قبل مولده.. كيف تحققت؟

كلما رأيت الخير.. أسرع الخطى إليه

لماذا لا نشعر ببركة الوقت وتمر أعمارنا سريعًا؟

كيف تواجه الشيطان وحزبه وتثبت على طريق الحق والإيمان؟ (الشعراوي يجيب)

لماذا لا نشعر ببركة الوقت وتمر أعمارنا سريعًا؟

بقلم | أنس محمد | الاحد 24 نوفمبر 2024 - 02:11 م

لا يشعر الكثير من الناس بالوقت، ودائما ما يعرب عن دهشته من مروره سريعا، دون أن يدري أو أن ينجز عملا يشعره بقيمة ما مر عليه دون أن يستفيد منه، فلماذا لا نشعر ببركة الوقت، ولماذا نشعر أن أعمارنا خطفت منا، حتى أننا نجزم بأن عشرات السنين التي مرت علينا ماهي في الذاكرة إلا ساعات معدودة، أو أيام على وجه المبالغة.

العمر نِصابَهُ الزمن وهوَ مَناطُ المُحاسَبَةِ والمسألةِ يومَ القيامة، وأشد ما يمحق البركة هي المعاصي، وقد فصّل الإمام ابن القيم في ذلك، وعدد فعل المعاصي في محق البركة من كل شيء على كافة المستويات وأهمها محق بركة الوقت، التي من أسباب زوال بركتها عدم معرفة أهميته، لأن الإنسان إذا عرف قيمة شيء حافظ عليه، فاستجلب بذلك بركة الله له.

يقول ابن الجوزي -رحمه الله- في ذلك: (ينبغي للإنسان أن يعرف شرف زمانه وقدر وقته، فلا يضيع منه لحظة في غير قربة، ويقدم فيه الأفضل فالأفضل من القول والعمل، ولتكن نيته في الخير قائمة من غير فتور بما لا يعجز عنه البدن من العمل).

سبب الإحساس بقلة البركة في العمر


والإحساس بقلة البركة في العمر يرجع سببه لشيئين:

أحدهما: شعور الإنسان برغبته في الاستزادة من الخير والعمل الصالح حتى يكن له زخرا إلى يوم القيامة، وقد شعر بهذا الأنبياء والصالحين، فقد سئل سيدنا نوح عليه السلام عن عمره الذي قضى فيه أكثر من ألف سنة، فقال: " شعرت بأني دخلت الدنيا من باب وخرجت من باب أخر.

فقد روى ابن عساكر عن أبان بن أبي عياش العبدي عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لما بعث الله نوحا إلى قومه بعثه وهو ابن خمسين ومائتي سنة، فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما وبقي بعد الطوفان خمسين ومائتين سنة، فلما أتاه ملك الموت قال: يا نوح يا أكبر الأنبياء ويا طويل العمر ويا مجاب الدعوة، كيف رأيت الدنيا؟ قال: مثل رجل بني له بيت له بابان فدخل من واحد وخرج من الآخر.

فالإنسان الصالح يعرف أن الدنيا فانية والعمر فيها قصير مهما طال، وأن مآله في النهاية إلى الله تعالى، ولا تمثل له الدنيا إلا دار يستزيد فيه من الخير حتى يتهيأ للأخرة.

ثانيا: إحساس الإنسان بقلة البركة في الوقت نظرا لضياع الوقت من بين يديه دون أن ينجز شيئا في حياته.

فأغلب البشر لا يشعرون بأهمية الوقت، فكم من إنسان ينام طوال الليل وحتى الظهيرة وربما يمتد نومه للعصر، دون أن يقوم بإنجاز أي عمل في حياته، وبالتالي لا تمثل الدنيا له أي قيمة، ولا يشعر بمرور الوقت من حوله، نظرا لأنه لم يترك أي أثر في عمره أو وقته الذي يحيا فيه، فيمر عليه الليل والنهار واليوم والشهر والسنة، دون أن ينجح في شيئ أو ينجز شيئا، أو يستزيد من الخير والعبادة والعمل الصالح، فيمحق الله البركة من عمره.

لذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم : "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيم أفناه؟ وعن علمه فيم فعل فيه؟ وعن ماله من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟ وعن جسمه فيم أبلاه؟".


احذر التسويف


عني القرآن والسنة بالوقت من نواحٍ شتى، وبصور عديدة، فقد أقسم الله به في مطالع سور عديدة بأجزاء منه مثل الليل، والنهار، والفجر، والضحى، والعصر، كما في قوله تعالى: {واللَّيْلِ إِذَا يَغْشى والنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى}، {وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ}، {وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ ..} {وَالْعَصْرِ إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِيْ خُسْر}. ومعروف أن الله إذا أقسم بشيء من خلقه دلَّ ذلك على أهميته وعظمته، وليلفت الأنظار إليه وينبه على جليل منفعته.

 وجاءت السنة لتؤكد على أهمية الوقت وقيمة الزمن، وتقرر أن الإنسان مسؤول عنه يوم القيامة، فعن معاذ بن جبل أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع خصال: عن عمره فيم أفناه، وعن شبابه فيم أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن علمه ماذا عمل فيه) [ رواه الترمذي وحسنه الألباني ]. وأخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن الوقت نعمة من نعم الله على خلقه، ولا بد للعبد من شكر النعمة وإلا سُلبت وذهبت. وشكر نعمة الوقت يكون باستعمالها في الطاعات، واستثمارها في الباقيات الصالحات، يقول عليه الصلاة والسلام: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ).


ومن الأسباب الجالبة للبركة في العمر:


1- التخلص من الآثار الماضية.

2- تقوى الله عز وجل قال تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}.

وأما كيفية الثبات على ذلك فيكمن فيما يلي:

1- القراءة المتأنية لسير السلف الصالح وهمتهم في الاستفادة من الأوقات.

2- الصحبة الصالحة.

3- كثرة شكر الله عز وجل؛ لأن الشكر يقيد النعم قال تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}.

يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "اغتَنِم خمسًا قبل خمسٍ: حياتَك قبل موتك، وصحَّتك قبل سقَمِك، وفَراغك قبل شُغلك، وشَبابك قبل هَرَمِك، وغِناك قبل فَقرِك".

وفي وصية رجل عاقل من رجالات عبد القيس عندما قالوا له أوصنا.. قال: احذروا سوف. وهي نفس وصية ثمامة بن بجاد السلمي قومه، حين قال لهم: أي قوم، "أنذرتكم سوف"!! سوف أعمل، سوف أصلي، سوف أصوم. وهي من أعظم الوصايا التي يوصى بها إنسان، ترك التسويف والمماطلة وتأجيل الأمور وتأخيرها عن وقتها.

فالتسويف من شر الأدواء التي تخالط القلب، لأنه جند من جنود الشيطان وإيحاء مضل مِنْ إيحاءات إبلس، يغر به الإنسان ويمنيه حتى يجنح به إلى الشر.

الكلمات المفتاحية

الأسباب الجالبة للبركة في العمر سبب الإحساس بقلة البركة في العمر لماذا لا نشعر ببركة الوقت وتمر أعمارنا سريعًا؟

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled لا يشعر الكثير من الناس بالوقت، ودائما ما يعرب عن دهشته من مروره سريعا، دون أن يدري أو أن ينجز عملا يشعره بقيمة ما مر عليه دون أن يستفيد منه، فلماذا ل