عزيزي المسلم، إياك والتسويف بأن تظل تردد (غدًا سأتوب)، فيمر الغد وبعد الغد، وتمر شهور وأيامًا وأنت مازلت على حالك، تب من فورك وارجع إلى الله عز وجل، واسأله التوبة والاستغفار، وحتى لو تنكست ووقعت في ذنب آخر، فارجع من فورك إلى ربك، واسأله التوبة، فإن الله لا يمل أبدًا من توبة العبد، مهما بلغت ذنوبه وكثرت.
عن أم المؤمنين عائشة رضي اللهُ عنها، أن النبي الأكرم صلى اللهُ عليه وسلم دخل عليها وعندها امرأة قال: «مَنْ هذه؟» قالت: هذه فُلانةٌ، تذْكرُ مِنْ صَلاتِها، قال: «مَهْ»، عليكم بِما تُطِيقونَ، فوَ اللهِ لا يَمَلُّ اللهُ حتَّى َتملُّوا»، وكانَ أجبُّ الدِّينِ إِليهِ ما دَاومَ صَاحبُه عليه»، إذن داوم على الاستغفار، ولا تيأس من روح الله، فإن الله يقبل التوبة عن عباده جميعًا مهما كانت.
جنود إبليس
في المقابل، فإن التسويف في التوبة، لهو أعظم جنود إبليس، فعن الإمام الحسن البصري رحمه الله، أنه قال: «إياك والتسويف؛ فإنك بيومك ولست بغدك، فإن يكن لك غد، فكن في غدٍ كما كنت في اليوم، وإن لم يكن لك غدٌ لم تندم على ما فرطت في اليوم»، وعن قتادة بن أبي الجلد قال: «قرَأتُ في بعض الكتب: إن (سوف) جند من جند إبليس»، وهو ما أكده الإمام الجوزي رحمه الله في قوله: «إياك والتسويف فإنه أكبر جنود إبليس».
وما ذلك إلا لأنه من أخطر أسباب سوء الخاتمة تسويف التوبة، فلا يزال العبد غارقًا في الشهوات والشبهات، وهو يؤجل التوبة يومًا بعد يوم، حتى يأتيه ملك الموت فجأة، فيصرخ هذا العبد ويندم على عمره الذي مضى في معصية الله، ويقول: «رَبِّ ارْجِعُونِ ♦لَعَلِّيأَعْمَلُصَالِحًافِيمَاتَرَكْتُ» (المؤمنون: 99، 100).
حيل إبليس
عليك أن تعرف أن من أكبر حيل إبليس، هي التسويف، فيقول لك: (غدًا تب إلى الله مازال أمامك العمر)، فتمر أعمارًا عديدة، ولا تصل لشيء إلا إلى نهاية موجعة ومفزعة.
وقد حذر الله في كتابِه عباده من ذلك، ليستعدوا للموت قبل نزوله بالتوبة والعمل الصالح، قال تعالى: «وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ ".
اقرأ أيضا:
أخي العاصي لا تمل وتيأس مهما بلغت ذنوبك وادخل إلى الله من هذا الباب.. التوبة