هل القلوب تصدأ .. وما الفرق بين "الران" و" الطبع" على القلب؟
بقلم |
عامر عبدالحميد |
الاحد 24 نوفمبر 2024 - 02:22 م
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن هذه القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد.. قيل يا رسول الله فما جلاؤها قال تلاوة القرآن". فالله سبحانه وتعالى خلق القلوب مساكن للذكر فصارت مساكن للشهوات ولا يمحو الشهوات من القلوب إلا خوف مزعج أو شوق مقلق.
دواء القلب:
يقول العابد إبراهيم الخاص : دواء القلب خمسة أشياء: 1-قراءة القرآن بالتدبر 2- خلاء البطن 3- قيام الليل 4- والتضرع عند السحر 5- مجالسة الصالحين
الران على القلب:
1-يقول الصحابي أبو هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن المؤمن إذا أذنب كانت نكتة سوداء في قلبه فإن تاب ونزع واستغفر صقل قلبه وإن زاد زادت حتى تعلو قلبه فذلك الران الذي ذكر الله عز وجل في كتابه :" كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون". 2- وقال حذيفة إذا أذنب العبد نكت في قلبه نكتة سوداء فإذا أذنب نكت في قلبه نكتة سوداء حتى يصير قلبه كالشاة الربداء. 3- قال ابن جريج أخبرني عبد الله بن كثير أنه سمع مجاهدا يقول "الرين" أيسر من الطبع والطبع أيسر من الإقفال والأقفال أشد من ذلك. 4- عن الأعمش قال كنا عند مجاهد فقال: القلب هكذا وبسط كفه فإذا أذنب الرجل ذنبا قال هكذا فعقد واحدا ثم إذا أذنب قال هكذا وعقد اثنين ثم ثلاثا ثم أربعا ثم رد الإبهام على الأصابع في الذنب الخامس يطبع على قلبه قال مجاهد فأيكم يرى أنه لم يطبع على قلبه. 5- وقال يحيى بن معاذ : " سقم الجسد بالأوجاع وسقم القلوب بالذنوب".. فكما لا يجد الجسد لذة الطعام عند سقمه فكذلك القلب لا يجد حلاوة العبادة مع الذنوب. 6- كان بعض الحكماء يقول إذا لم يستعمل القلب فيما خلق له من الفكر في اجتلاب المصالح في الدين والدنيا واجتناب المفاسد تعطل فاستترت جوهريته فإذا أضيف إلى ذلك فعل ما يزيده ظلمة كشرب الخمر وطول النوم وكثرة الغفلة صار كالحديد يغشاه الصدأ فيفسده. 7- وقال رجل للحسن يا أبا سعيد أشكو إليك قسوة قلبي قال أذِبْه من الذكر . 8- وقد روي أن رجلا سأل عائشة ما دواء قسوة القلب فأمرته بعيادة المرضى وتشييع الجنائز وتوقع الموت. 9- وشكا ذلك رجل إلى مالك بن دينار فقال أدمن الصيام فإن وجدت قسوة فأطل القيام فإن وجدت قسوة فأقل الطعام. 10- وسئل ابن المبارك ما دواء القلب فقال قلة الملاقاة.