قد تجد بعض الناس في زماننا هذا، يحمل في قلبه ضغينة لهذا أو ذاك، وربما تجد أحدهم يكره فلانا لا لسبب، إلا لأنه (غني) أو يمتلك بيتًا، أو سيارة، على الرغم من أن اليقين كل اليقين أن الرازق الله، وليس أحد آخر، فاعلم عزيزي صاحب الضغينة، أنك ستفضح يومًا أمام الناس جميعًا، وإلا أسرع ونظف قلبك، فالأمر جلل.
يقول تعالى: «أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ» (سورة محمد:29-31)، أي، هل يعتقد المنافقون أن الله لا يكشف أمرهم لعباده المؤمنين؟.. والإجابة بالتأكيد أنه سيأتي يوم ويوضح فيه الله أمرهم ويجليه ويفضحهم جميعًا أمام الجميع.
مرض النفاق
الضغينة تعني النفاق، فترى للأسف بعضهم يضحك في وجهك، وهو يحمل لك كل كره وحقد وحسد، وهم من قال الله عز وجل فيهم: «فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً» (سورة البقرة:10)، وصعوبة أمر المنافق تكمن في سره الذي لا يعلمه إلا الله وحده لا شريك له.
وقد أعلم نبيه صلى الله عليه وسلم بعضهم، حيث قال جل وعلا: « وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ » (محمد: 30)، وأخطر ما يكمن في المنافق أنه لا يقبل بحكم الله عز وجل، لأن شهواته تغلبه.
وقد قال تعالى في حقه: « وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ * وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ * وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ » (النور: 47 - 49).
اقرأ أيضا:
لا تدع الإيمان ينقص في قلبك وجدده بهذه الطريقةتحذير الله منهم
الشخص الذي يحمل في قلبه الضغينة، هو يدور مع مصالحه فقط، فإذا اتفقت مصلحته مثلا مع الشرع، صار مع الشرع، وإذا اتفقت مع القانون، صار مع القانون، قال تعالى: « وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ » (البقرة: 14)، وهؤلاء لا يعيشون إلا على الإفساد في الأرض.
لذلك حذر الله منهم صراحة في أكثر من موضع، ومن ذلك قوله تعالى: «وقال تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا » (النساء: 141)، وقال أيضًا: «وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ » (البقرة: 11، 12).