العبادة في وقت الغفلة ليست كالعبادة وقت انتباه الناس واجتماعهم، فإذا كان الناس منصرفين عن العبادة لظرف ما وأنت متلبس بالطاعة مصرٌ عليه فثوابك عند الله كبير.
فضل العبادة وقت الغفلة:
وقد وردت في هذا المعنى أحاديث عن النبي صل الله عليه وسلم منها من يذكر الله تعالى في السوق ذلكم المكان المليء بالصخب والضوضاء فينشغل الناس فيه عن الطاعة بالتجارة والبيع والشراء لذا من ذكر الله في السوق كان له ثواب مخصوص في الحديث [مَنْ دَخَلَ السُّوقَ فقال: لا إله إلاَّ الله وَحْدَه لا شَريكَ له، له المُلْكُ وله الحمْد، يُحْيِي ويُمِيت وهو حَيٌّ لا يَمُوتُ، بِيَدِه الخَيْرُ وهو على كلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ - كَتبَ الله له ألفَ ألْف حسنَةٍ، ومَحَا عنْه ألْفَ ألْف سيِّئةٍ، ورَفَعَ له ألْفَ ألْف درَجَة].
كذا من ذاكر الله وحده في الليل وقت نوم الناس وغفلتهم قال عليه الصلاة والسلام: [أقربُ ما يكون الربُّ من العبدِ في جوفِ الليلِ الآخرِ فإنِ استطعتَ أن تكون ممن يذكرُ اللهَ في تلكَ الساعةِ فكُنْ]، وروي بإسناد فيه ضعف: "ذاكرُ اللَّه في الغافِلينَ مثلُ الَّذي يقاتلُ عنِ الفارِّينَ وذاكرُ اللَّهِ في الغافلينَ كالمصباحِ في البيتِ المظلِمِ وذاكرُ اللَّهِ في الغافِلينَ كمثلِ الشَّجرةِ الخضراءِ في وسطِ الشَّجرِ الَّذي قد تحاتَّ وذاكرُ اللَّهِ في الغافِلينَ يعرَّفُ مقعدَهُ في الجنَّةِ وذاكرُ اللَّهِ في الغافلينَ يغفرُ اللَّه لهُ بعددِ كلِّ فصيحٍ وعجميٍّ"، وشعبان شهر يغفل عنه كثير من الناس حتى تمر أيامه ولياليه دون اهتمام من كثير من الناس ولهذا فهو مغفول عنه والعبادة فيه أجرها مضاعف ن أسامة بن زيد أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: "لم أرك تصوم في شهر ما تصوم في شعبان؟ قال: [ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين عز وجل، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم]. حسنه الألباني.
ما سبب كثرة صيام شعبان؟
وبهذا يتبين أن الرسول صلى الله عليه وسلم اهتم بالعابدة في هذا الشهر المغفول عن فضله ، كما أن أسباب تفضيل هذا الشهر عن غيره ان فيه ترفع الأعمال، وفي شعبان ترفع الأعمال إلى الله، وهذا هو الرفع السنوي كما أنها ترفع رفعا أسبوعيا في كل اثنين وخميس، فأحب رسول الله أن يكون وقت رفع عمله في طاعة لله.
وهذه دعوة من رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته لإتقان العمل في هذا الشهر.. فإذا كانت أعمالنا ترفع على الله في هذا الشهر وتعرض عليه لزمنا:
ـ أن نكثر من الطاعات والعبادات.. ونترك المعاصي والسيئات؛ حتى لا يرفع لنا إلى الله إلا ما يحب.
. أن نخلص في أعمالنا ونتقنها ونخلصها من كل شائبة تعيبها وتمنع من قبولها؛ لأن الناقد بصير.
. أن نلزم الطاعات ونداوم عليها؛ لعل الله يرانا على ما يحب فيقبل عملنا ويغفر زللنا.
. أن نكثر الدعاء إلى الله والتضرع إليه ليتقبل منا ويعفو عنا.