تقول إحداهن: (أحيانًا أكن في حالة من الضيق من زوجي، إلا أنه يطلبني للجماع، ومن ثمّ أرفض.. فهل هذا حرام ؟).
طاعة الزوجة لزوجها في أمر الجماع واجبة، إلا أنه على الرجل أن يكون (إنسانًا)، فلو علم أن زوجته بها ما يضايقها فلا يقربها ترحمًا ولطفًا بها، والإسلام يقدم (الإنسانيات) واستبيان المواقف على كثير من الأمور التي أحلها، فصحيح أن الجماع بالزوجة حلال وحق للزوج، لكن أيضًا راحتها وملاطفتها ومعاملتها بالحسنى حق للزوجة، ويجب أن يعي الزوج ذلك تمامًا.
مشاعر رقيقة
المشهور عن النساء، أنهن ذات مشاعر رقيقة، وبالتالي لديهن سرعة غضب أو فرح، ومن ثمّ لو ربطنا الواجبات بعواطفها حولنا زوجها لعبد وهي أصبحت سيدة القرار، وتتحول العلاقة بينهما لأداة ضغط تستطيع من خلالها أن تنفذ طلباتها ورغباتها كيفما شاءت ووقتما شاءت، وبالتالي فإن كان سبب الضيق (وقتيًا) أو في أمور بين الزوجين، فعلى الزوجة تخطيها سريعًا، وما أفسده طول اليوم، يصلحه الجماع في الفراش، لأنه بالتأكيد لا يمكن لرجل أن يجامع زوجته ثم يغضبها، بالتأكيد سيلاطفها ويدللها.
ولكن على الرجل أن يكون لينًا مع زوجته، وأن يحصن معاشرتها، ففي ذلك أمر إلهي، قال تعالى: «نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ ۖ وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُم مُّلَاقُوهُ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ» (البقرة 223)، والتقديم هنا يعني الملاطفة والدلال وحُسن المعاشرة.
اقرأ أيضا:
يكتب بيت الزوجية باسم زوجته .. ويجبرها على التنازل عن مؤخر الصداق.. فما الحكمأم سليم
كان في صدر الإسلام امرأة تدعى أم سليم، رزقها الله بولد، فمات صغيرًا، فلما حضر زوجها (أبي طلحة)، تزينت له وتهيأت له في الفراش، ثم لما انتهت من ذلك، أخبرت زوجها فموت وليدهما، فلما ذهب زوجها يروي ما حدث لرسول الله صلى الله عليه وسلم، قال له النبي الأكرم عليه الصلاة والسلام: (بارك الله لكما في ليلتكما)، فكان أن رزقها الله بتسعة من الولد جميعهم يحفظ القرآن الكريم، فهكذا هي عطايا الله عز وجل، وبالتأكيد ليس هناك ما يؤرق المرأة أعظم من موت ابنها، ومع ذلك، لما فعلت ما فعلت، بارك الله لها في ليلتهما، كما دعا لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكانت النتيجة خيرًا لا مثيل له.. فلتكن المرأة المسلمة محتسبة ضيقها عند الله عز وجل، ولتجعل من فراشها مآل إلى المتعة والتنعم، بعيدًا عن أي كدر أو ضيق.