ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية من امرأة تقول: عندي وسواس في الطهارة ولا أستطيع الاغتسال فهل يجوز لي الصيام؟
وأجاب الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، قائلاً:
صومي، لا مشكلة، فالطهارة مفروضة من أجل الصلاة، وليست من أجل الصيام، بينما الصيام هو الامتناع عن الأكل والشرب والعلاقة الزوجية من أول دخول الفجر إلى آذان المغرب.
الطهارة من أجل أن تصلي، تطهري حسب ظروفك والاستطاعة، وصلي الصلاة في وقتها، وإن شاء الله ليست هناك إشكالية حول ذلك.
كيفية التخلص من وسواس النجاسات والتعامل مع النجاسة الجافة؟
ورد سؤال إلى صفحة دار الإفتاء المصرية عبر موقع "فيس بوك"، يقول: "أعرف شخصًا يعاني من وسواس النجاسات، كيف يتخلص من هذا الوسواس، وكيفية التعامل مع النجاسة الجافة، ومثلاً لو قعدت على نجاسة جافة يمكن أن تصلي بملابسها، وهل لو شيء عليه نجاسة وقعت على الأرض يلزم المسح؟".
وأجاب الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى ومدير إدارة الفتاوى الشفوية لدار الإفتاء المصرية، قائلاً:
أنتم من تفعلون ذلك بأنفسكم، الموسوس هو الذي يصل بنفسه إلى تلك الحالة، كيف؟، أول ما يحصل له شيء، يسارع إلى فتح "الشيخ جوجل"، كـأن "جوجل" شيخ يفتي الناس، ويدخل على موقع دون أن يعرف من الذي يفتيه فيما يسأل عنه، ومن هنا يحدث التشويش، يقرأ في الطلاق، يقرأ في الطهارة، يقرأ في النجاسة، ومن ثم يأتي لسؤالنا بعد أن تكون دماغه خربت، وصل إلى حالة كبيرة من الاكتئاب، لأن الوسوسة تؤدي إلى الاكتئاب، لأنه بيقرأ بنفسه دون معرفة المصادر التي يستقي منها.
الموسوس رجاء يتخفف من الوسوسة، لو قعد على نجاسة جافة، لا شيء عليه، لأن التحري وراء ذلك، سيجعل الإنسان يصاب بالوسوسة، وقد مر عمر بن الخطاب رضي الله عنه يومًا، فسقط عليه شيء من ميزاب، ومعه صاحب له. فقال: "يا صاحب الميزاب ماؤك طاهر أو نجس؟، فقال عمر رضي الله عنه: يا صاحب الميزاب لا تخبرنا, ومضى".
الأصل في الأشياء الطهارة، ما لم تظهر أمامي نجاسة، لماذا أشغل نفسي بذلك، والوسوسة انتشرت نتيجة القراءة من مصادر ومواقع مختلفة، وعند الأحناف الشمس والريح تجفف النجاسة، فلو وضعت ثوبًا في الشمس وجف أصبح طاهرًا.
وسواس الاغتسال والطهارة
ورد سؤال إلى صفحة دار الإفتاء المصرية من سائلة تقول: "عندى وسواس فى الاغتسال والوضوء وأطيل فى الحمام ولا أعرف ماذا أفعل؟".
وأجاب الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، قائلاً:
إن حلك فى أمرين، أولهما: أن تكونى قوية الإرادة، فتقضى حاجتك وتستنجى فى 5 دقايق، ولا تجلسى وقتا طويلا فى الحمام، فهو ليس مكانا للسرحان، وعندما ندخل بيت الخلاء نقول "اللهم إنى أعوذ بك من الخبث والخبائث" فليس من المعقول أن تعيدى وتكررى الاستنجاء.. هى مرة واحدة وتتأكدين فيها من إزالة الحدث.
الصحابة كانوا يستنجون بالأحجار، مع العلم إن هذا الحجر لن يزيل عين النجاسة تماما وسيتبقى بعض الأثر، ولكن معفى عنهم، فالشرع سهل ونحن من نصعبه على أنفسنا.
يجب أن تتحدى نفسك فعقب الاستنجاء اخرجى من الحمام وقاومى نفسك، وتوضأى مرة واحدة وصلى بعدها، لو فعلتى ذلك واستطعتى أن تتحكمى فى نفسك شهرا واحدا سيذهب عنك هذا الوسواس وهذا عن تجربة أشخاص آخرين.
الحل الثانى إذا لم تقدرى على مقاومة هذا الوسواس وتمكن منك، فيجب أن تذهبى إلى طبيب نفسي، والطب النفسى ليس معناه أن الإنسان لديه خلل فى عقله، لكن هناك حالات معينة يستطيع الطبيب أن يعالجها.
بعض الصالحين كانوا يرددون لصرف هذا الوسواس اسم الله "يا مقصد" ألف مرة، وقالوا جربناها ووجدناها صحيحة.
الوسواس في الصلاة
قال الدكتور محمد عبدالسميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الوسواس في الصلاة دليل على رضا الله سبحانه وتعالى عن العبد.
الصحابة ذهبوا إلى النبي وقالوا: يا رسول الله إنا نجد في نفوسنا أمورا لا يمكننا أن نبوح بها، فسألهم الرسول: أوجدتم ذلك؟ قالوا نعم، قال إنه صريح الإيمان.
الناس في هذه الحالة صنفين، واحد منهم يمكنه الخروج من هذه الحالة بقراءة القرآن والدعاء، والآخر يستوجب الذهاب للطبيب وتلقي العلاج.