بقلم |
عاصم إسماعيل |
الخميس 04 يناير 2024 - 07:06 ص
ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية يقول: "أخي يكاد يتعدى علي زوجتي وأنا نائم، هل أقطع الرحم؟".
وأجاب الدكتور عبدالله العجمي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، قائلاً:
نحن أمام مشكلة أنت تدافع فيها عن نفسك وعن زوجتك، وفي نفس الوقت لا ننصحك بقطيعة أخيك، عالج المشكلة، وخذ حق امرأتك، إن استطعت أن تاخذ الحق بالأدب.
لكن لابد في نفس الوقت من التوازن في العلاقة، إذ لربما أدى التواصل الزائد إلى مثل هذه التصرفات غير المسؤولة، ولذلك في مثل هذه الأمور على الإنسان أن يكون حكيمًا.
في الحديث الذي رواه أنس إنه سـأل النبي صلى الله النبي عليه وسلم: "إن أمي تطلبني بطلاق امرأتي، فقال لها الرسول صلى الله عليه وسلم أطع أمك، ولا تطلق زوجتك".
كن حكيمًا، سيد موقفك، لا يصل الأمر إلى أن تسمح لأخيك بمثل هذا، وفي نفس الوقت هو أخوك ابن أمك وأبيك.
هل يجوز الابتعاد عن الأقارب بسبب الأذية؟
ورد سؤال إلى دار الإفتاء يقول: "هل يجوز الابتعاد عن الأقارب بسبب أذيتهم؟".
وأجاب الدكتور أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، قائلاً:
الله جعل الثواب أعظم عند صلة الأقارب مع الضرر، لما رواه أبو هريرة - رضى الله عنه- أن رجلًا قال: " يا رسول الله، إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلُم عنهم ويجهلون عليّ، فقال: لئن كنت كما قلت فكأنما تُسِفُّهم المَل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك"..
لكي يأخد المسلم الثواب لابد أن يجاهد نفسه كما علمنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أن مجاهدة النفس هواها، ومن لم يقدر على تحمل الأذي وفاقت طاقته؛ لا مانع له شرعًا من تجنب التعامل معهم وعدم الإندماج الزائد، بالاقتصار على محادثهم هاتفيًا والتواصل معهم بين الحين والآخر، وتهنئتهم في الأعياد، لكن بغير نية القطيعة والخصام فهو حرام، وإنما بنية تجنب الأذي.
هل يجوز قطع صلة الرحم إذا سببت ضررًا؟
ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية يقول: "ما هي درجات صلة الرحم؟، وهل يجوز الابتعاد عنهم في حالة وجود الضرر النفسي أو عصبي؟".
وأجاب الدكتور عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء، قائلاً:
صلة الرحم لا يجوز قطعها على أي حال من الأحوال، حيث أن بعض الأشخاص يستسهلون للغاية قطع الرحم لأتفه الأسباب، وهذا أمر منتشر في هذه الأيام كأن كل شخص يستغنى بما عنده من الأشخاص بعكس الماضي، لكن الأمر يتعلق بما أمر به الله تعالى من صلة الأقارب.
النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بالرحم، حيث جعل صلة الأرحام سببا للرزق والبركة في العمر، ولا يوجد أي إجماع من الأمة على قطع الرحم مهما اختلفت الأسباب، لكن يجوز أن يقلل من صلة الرحم في حالة التضرر.
وما معنى التعب النفسي أو العصبي من رؤية العم أو الخالة، هذا ليس بمبرر لقطع الرحم، لأن أمرها شديد وعسير وقطعها كبيرة من الكبائر، وصلة الرحم واجبة حتى ولو عن طريق الهاتف أو الرسائل.
هل تجنب بعض الأقارب لسوء سلوكهم حرام؟
ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية يقول: " هل تجنب بعض الأقارب لسوء سلوكهم حرام وقطيعة للرحم؟".
وأجاب الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء، قائلاً:
قطيعة الرحم حرام شرعًا، ولكن ف الحالة الورادة لا يوجد قطيعة رحم وإنما هو تجنب ووضع حدود فى التعامل واللقاءات.
لا بأس فى تجنب الأقارب وقلة التواصل معهم عند وجود ضرر مترتب على صلتهم بشكل كامل، مع ضرورة الحرص على التواصل معهم فى المناسبات حتى لا تكون قطيعة للرحم الذى عظم الله من صلته.
هل أحاسب على قطع صلة رحمي بمن يصرون على قطعها؟
ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية، يقول: "هل يحاسب المرء على قطع صلة رحمه الذين يصرون على قطعها؛ فقد ذهبت إلى وصل أرحامي وطلبوا مني أن أقطعها؛ فهل سأحاسب على قطعها؟".
وأجاب الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، قائلاً:
صلة الرحم واجبة شرعًا ولا يجوز للمسلم قطعها تحت أي مبررٍ أيًا كان. ومن الواجب على المسلم وصل أرحامه ولو بالحد الأدنى، وعدم اللجوء إلى قطعها أبدًا.
ووصل الأرحام ليس بالضروري أن يكون بالتزاور وكثرة السؤال، ولكن يمكن للواصل فى هذه الحالة أن يكفى بإرسال رسالة عبر الهاتف للتهنئة فى الأعياد والمناسبات.