الذكر بين السجدتين من السنن المستحبة التي داوم على فعلها النبي صلى الله عليه وسلم التي يغفل عنها كثير من الناس.
عن حذيفة رضي الله عنه، أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، كان يقول بين السجدتين: «رب اغفر لي، رب اغفر لي»، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كانَ النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم يقول بين السجدتين: «اللهم اغفر لي، وارحمني، وعافني، واهدني، وارزقني، واجبرني، وارفعني».
وعن عطاء بن أبي رباح أَن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يقول بين السجدتين: «أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ، أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ»، وعن أم سلمة رضي الله عنها أنها كانت أنها كانت تقول بين السجدتين أو الركعتين: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَاهْدِ السَّبِيلَ الأَقْوَمَ».
ما الذي تقوله بين السجدتين؟
يجوز للمصلي أن يقول بين السجدتين رب اغفر لي، كما يشرع له أن يقول: اللهم اغفر لي، وارحمني، واجبرني وارفعني، واهدني، وعافني، وارزقني، وفي ذلك يؤكد عدد من العلماء أنه فيما يقال بين السجدتين.
فقد كان صلى الله عليه وسلم يقول في هذه الجلسة، يقول: «اللهم ـ وفي لفظ ـ رب اغفر لي، وارحمني، واجبرني، وارفعني، واهدني، وعافني، وارزقني ـ وتارة يقول: رب اغفر لي، رب اغفر لي، وكان يقولهما في صلاة الليل».
وقد وردت الروايات بتقديم بعض الألفاظ على بعض، وفي بعضها حذف بعض الألفاظ، ففي ابن ماجه عن ابن عباس: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يَقُولُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ فِي صَلَاةِ اللَّيْلِ: رَبِّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَاجْبُرْنِي، وَارْزُقْنِي وَارْفَعْنِي، وعند الترمذي عنه أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول بين السجدتين: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَاجْبُرْنِي، وَاهْدِنِي وَارْزُقْنِي».
اقرأ أيضا:
لا تدع الإيمان ينقص في قلبك وجدده بهذه الطريقةروايات صحيحة
إن كل الروايات الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حول ما يقوله بين السجدتين صحيحة، فتخير منها ما تريد، لكن التزم بها، ففي مسند أحمد من حديثه ـ رضي الله عنه ـ واصفا صلاة النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، قَالَ: فَكَانَ يَقُولُ فِيمَا بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ: رَبِّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَاجْبُرْنِي، وَارْفَعْنِي، وَارْزُقْنِي، وَاهْدِنِي، وفي سنن أبي داود عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي وَعَافِنِي، وَاهْدِنِي، وَارْزُقْنِي، ومن ثم فإن تقديم بعضها على بعض لا حرج فيه، والإتيان بهذا الذكر تارة وهذا تارة حسن، والجمع بينهما حسن أيضا لا حرج فيه.