احتلت الأمثال الشعبية مكانة كبيرة عند الناس حتى إن هذه الأمثال أصبحت مرجعية لدى الكثيرين وأصبح بمثابة قوانين اجتماعية مثل اسأل مجرب ومتسألش طبيب والتجربة خير دليل.
ومن الأمثال الشعبية والحكم المتداولة قولهم: لا تهون العشرة إلا على ولاد الحرام وهذه الكلمة لاقت رواجا كبيرا كونها تعكس اتجاها اجتماعيا منبوذا وهو ان من لا يحرم العشر بمثابة الشخص غير المرغوب فيه إذ إن ولد الحرام هنا يراد بها المعنى الحقيقي لكن كل ما هو مكروه.
ومن يتأمل تعاليم الإسلام يجدها تحث على المعاشرة بالمعروف بين الأطراف المتعاونة الأصدقاء والزملاء والجيران وكذا بين الزوجين فقد أمرنا الله بحسن معاشرة الأزواج حين قال وعاشروهن بالمعروف.
هذا ليس من المعاشرة بالمعروف:
ولا يخفى أن المعاشرة بالمعروف تعني التلطف والتودد واحترام الطرف الآخر ومعرفة رغباته وميوله والسعي في تحقيقها بحب دون تأفف أو تضجر وهذا يتنافى مع ما يفعله بعض الأزواج من سب وشتم ومعايرة بقلة المال كل هذا حرام لا يجوز، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سباب المسلم فسوق. متفق عليه، وقد عد بعض العلماء إيذاء الزوجة من كبائر الذنوب، جاء في كتاب الزواجر عن اقتراف الكبائر: الكبيرة الحادية والخمسون: الاستطالة على الضعيف والمملوك والجارية والزوجة، لأن الله تعالى قد أمر بالإحسان إليهم بقوله تعالى: {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا.{النساء:36}.
ماذا أفعل مع من لا يحسن العشرة:
ومن ابتلي ببسوء العشرة عليه أولا بالتوبة إلى الله جل وعلا والإنابة إليه، فإن ما يصيب المرء من هموم وغموم ومصائب غالبا ما يكون بسبب ذنوبه وتقصيره في حق ربه وتصديق ذلك قوله تعالى: وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ، كما أن على الزوجة التي لا يحسن زوجها عشرتها أن تنصح لزوجها فيما يقع فيه من مخالفة أمر الله جل وعلا وتعاطي الخمر، فإن شرب الخمر من كبائر وتذكره أيضا بحقوقك عليه وأن الله سبحانه أوجب على الزوج معاشرة زوجته بالمعروف فقال سبحانه: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ، قال الجصاص: أمر للأزواج بعشرة نسائهم بالمعروف، ومن المعروف أن يوفيها حقها من المهر والنفقة والقسم، وترك أذاها بالكلام الغليظ والإعراض عنها، والميل إلى غيرها وترك العبوس والقطوب في وجهها بغير ذنب، وما جرى مجرى ذلك، وهو نظير قوله تعالى: (فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان).
أسباب سوء العشرة: فإن استجاب لك فاحمدي الله جلا وعلا على نعمة الهداية، وإن لم يستجب لك فأنت بالخيار بين أن تصبري عليه مع إدامة نصحه ووعظه وبين أن تطلبي منه الطلاق.. لكن عل كل حال ينبغي أن يعلم لان سوء العشرة مرده لسوء التربية وجفاء الطبع وهذا والإسراف في الذنوب وكل هذا يحتاج لتغيير حتي يسهل انقياد ويعم الخير وتقل الخلافات,.