سؤال قد يردده من الكثير من الناس الذين يتنفسون الكذب واعتادوا عليه، فهم يلزمونه آناء الليل وأطراف النهار، في جدهم وهزلهم.. في عملهم ولهوهم، حتى أصبح الواحد منهم قرين الكذب لا ينفك عنه إلا بالموت.
ما الدافع وراء كذب الإنسان، سواء كان هذا الكذب بسبب أو من غير سبب، خاصة وأن الجميع يعلم بحرمته، كما أن الكذب خصلة سيئة جدا، لأن من خلالها يقدم الشخص نفسه لك على أنه إنسان آخر، بالتالي لا تجد أمامك إنسانا حقيقيا، في أفعاله وتصرفاته ولا أقواله، بل إنسانا “مزيفا”، مثلما يكذب عليك فإنه يكذب على غيرك.
كيف تكلم القرآن والسنة عن الكذب؟
يقول الله تعالى: ﴿إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب﴾ [ سورة غافر: 28] ويقول في سورة الحج:30 (وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ)، وقال تعالى ﴿ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ ﴾ [الزمر: 32].
والكذب هو أبغض الأخلاق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعن عائشة بنت أبي بكر “ما كان خلق أبغض إلى النبي صلى الله عليه وسلم من الكذب ولقد كان الرجل يحدث عند النبي بالكذبة فما يزال في نفسه حتى يعلم أنه قد أحدث منها توبة”.
والكذب هو من خصال المنافق كما يقول النبي صلى الله عليه وسلم “أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خلة منهم كانت فيه خلة من النفاق حتى يدعها: إذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر”.
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ” إن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار”.
و روى مالك في موطئه من حديث صفوان بن سليم: أنه قيل للرسول عليه الصلاة والسلام: “أيكون المؤمن جبانًا؟ قال: نعم. فقيل له: أيكون بخيلاً؟ فقال: نعم. فقيل له: أيكون المؤمن كذَّابًا؟ فقال: لا”.
ويقول رسول الله صلي الله عليه وسلم : “عليكم بالصِّدق، فإنَّ الصِّدق يهدي إلى البرِّ، وإنَّ البرَّ يهدي إلى الجنَّة، وما يزال الرَّجل يصدق، ويتحرَّى الصِّدق حتى يُكْتَب عند الله صدِّيقًا. وإيَّاكم والكذب، فإنَّ الكذب يهدي إلى الفُجُور، وإنَّ الفُجُور يهدي إلى النَّار، وما يزال الرَّجل يكذب، ويتحرَّى الكذب حتى يُكْتَب عند الله كذَّابًا ” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .
اقرأ أيضا:
لا تدع الإيمان ينقص في قلبك وجدده بهذه الطريقة أعظم أنواع الكذب
يعتبر أعظم أنواع الكذب في الإسلام هو الكذب على الله وعلى رسوله، ويكون الكذب على الله بتحليل حرام وتحريم حلال، يقول تعالى: (وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ) [الزمر-60].
ويقول النبي عليه الصلاة السلام :”ومن كذب علي متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار”.
أسباب الكذب
-الكذب لإرضاء الناس
الكذب لتجنب الإحراج: ليس هناك مشكلة في إخبار أصدقائي المقربين أنك تفضل البقاء في المنزل في ملابس النوم بدلاً من الخروج معهم فلماذا تعدهم بالنزول إليهم ثم تكذب عليهم؟.
-الكذب للتأثير على الآخرين فقد يكذب البائع لبيع بضاعته.
-الكذب لتجنب نتيجة سلبية وتحقيق نتيجة إيجابية، مثل الكذب في تعديد المهارات الشخصية التي يزعمها شخص ما للحصول على الوظيفة.
-الكذب للحفاظ على كذبة سابقة