قد لا تشتري الثروة السعادة، لكنها قد تكون مفتاحًا للعيش عمرًا أطول، كما توصل الباحثون في دراسة نشرها منتدى "جاما" الصحي.
ووفقًا للدراسة، فإنه من خلال المقارنة بين شخصين من عائلة واحدة في أواخر الأربعينيات من العمر، اختلفت ثروتهما الصافية بمقدار 139 ألف دولار، من المرجح أن يعيش صاحب الثروة الأعلى 24عامًا أكثر من قريبه صاحب الثروة الأقل.
بالإضافة إلى ذلك، أظهرت الدراسة أنه في مقابل كل 50 ألف دولار من صافي الثروة المتراكمة في منتصف العمر - أواخر الأربعينيات لأغراض الدراسة - يمكن للشخص تحسين احتمالات بقائه على قيد الحياة لمدة 24 عامًا أخرى بنحو 5 في المائة، كما قال الباحثون.
علاوة على ذلك، فإن الأشقاء أو التوائم الذين لديهم ثروة أكبر يميلون إلى العيش لفترة أطول من أشقائهم أو توأمهم الذين لديهم ثروة أقل منهم.
يشير هذا إلى أن الأثرياء قد يعيشون لفترة أطول بسبب ثرواتهم الشخصية، وليس فقط بسبب الجينات، وفقًا للباحثين.
على الرغم من أن هذه أخبار جيدة للأشخاص ذوي الدخل والمدخرات الكبيرة، إلا أنها تشير أيضًا إلى أن عدم المساواة في الدخل قد يؤدي إلى عدم المساواة الصحية، كما نقلت وكالة "يو بي آي" عن الباحثين.
اظهار أخبار متعلقة
خطر الإصابة بالأمراض المزمنة
ووجد الباحثون أن أولئك الذين لديهم ثروة شخصية أقل من المحتمل أن يكون لديهم أيضًا إمكانية أقل للحصول على رعاية صحية جيدة، وزيادة خطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل أمراض القلب والسكري التي تحد من قدرتهم على كسب المال وتقصير متوسط العمر المتوقع.
وقال المؤلف المشارك للدراسة جريج ميللر، أستاذ علم النفس في معهد أبحاث السياسة بجامعة "نورث وسترن" الأمريكية: "تشير نتائجنا إلى أن بناء الثروة مهم للصحة على المستوى الفردي، حتى بعد حساب أين يبدأ المرء في الحياة".
خلال الدراسة، قام الباحثون بتحليل القيمة الصافية للثروة خلال منتصف العمر ومعدلات وفياتهم بعد 24 عامًا، باستخدام بيانات من مشروع منتصف العمر في الولايات المتحدة، وهو تحليل مستمر للشيخوخة على المستوى الوطني.
انخفاض الوفيات بنسبة 6 في المائة
شملت الدراسة 5400 شخص بالغ، حوالي 2500 منهم كانوا أشقاء أو توأم. وأظهرت النتائج أن ارتفاع القيمة الصافية من الثروة ارتبط بانخفاض خطر الوفيات بنسبة 6 في المائة من متوسط عمر يتراوح بين 47 و 24 عامًا تقريبًا.
حتى بعد استبعاد المشاركين في الدراسة المصابين بأمراض القلب أو السرطان من التحليل، بقي الارتباط داخل الأسرة بين الثروة وطول العمر.
وقال إريك فينيجود، مؤلف مشارك في الدراسة، زميل ما بعد الدكتوراه في معهد أبحاث السياسة بجامعة نورث وسترن في بيان صحفي: "يقدم الارتباط داخل الأسرة دليلًا قويًا على وجود ارتباط بين تراكم الثروة ومتوسط العمر المتوقع".
وأضاف: "(هذا) لأن مقارنة الأشقاء من نفس العائلة ببعضهم البعض تتحكم في كل تجارب الحياة وعلم الأحياء الذي يتشاركونه".