حذر السلف الصالح من الخلوة بالمرأة ، وصارت مثل القاعدة لديهم أن يكون أحدهم مؤتمنا على بيت من الذهب أحب إليه من أن يؤتمن على امرأة.
وقد قال العابد يوسف بن أسباط : لو ائتمنني رجل على بيت مال لظننت أن أؤدي إليه الأمانة ولو ائتمنني على زنجية أن أخلو معها ساعة واحدة ما ائتمنت نفسي عليها.
وكان سفيان الثوري يقول: ما بعث الله عز وجل نبيا إلا وقد تخوف عليه الفتنة من النساء.

حبائل ومكايد الشيطان:

1-ذكر التابعي طاووس اليماني عن ابن عباس أنه قال: لم يكن كفر من قد مضى إلا من قبل النساء وهو كائن كفر من بقي من قبل النساء.
2- وقال الإمام الأوزاعي :ما أتيت أمة قط إلا من قبل نسائهم.
3- وعن سفيان الثوري في قوله تعالى : " وخلق الإنسان ضعيفا"، قال إذا نظر إلى النساء لم يصبر.
4- وذكر سيد التابعين سعيد بن المسيب قال : ما يئس الشيطان من ابن آدم قط إلا أتاه من قبل النساء.. قال ذلك وقد ذهبت إحدى عينيه وهو يعشو بالأخرى وما شيء عندي أخوف من النساء.
5- وكان الوزير الصالح رجاء بن حيوة يحدث عن معاذ بن جبل قال: ابتليتم بفتنة الضراء فصبرتم وستبتلون بفتنة السراء.. وأخوف ما أخاف عليكم فتنة النساء إذا تسورن الذهب ولبسن رياط الشام وعصب اليمن فأتعبن الغني وكلفن الفقير مالا يجد".
وكان سفيان يقول: قال إبليس سهمي الذي إذا رميت به لم أخط هو "النساء".

اظهار أخبار متعلقة

قصة عجيبة عن العشق:

حج عبد الملك بن مروان وحج معه خالد بن يزيد بن معاوية وكان من رجالات قريش المعدودين وعلمائهم وكان عظيم القدر عند عبد الملك فبينما هو يطوف بالبيت إذ بصر برملة بنت الزبير بن العوام فعشقها عشقا مبرحا شديدا ووقعت بقلبه وقوعا متمكنا.
 فلما أراد عبد الملك الرجوع همَّ خالد بالتخلف عنه فوقع بقلب عبد الملك تهمة فبعث إليه فسأله عن أمره.
فقال يا أمير المؤمنين: رملة بنت الزبير رأيتها تطوف بالبيت قد أذهلت عقلي ووالله ما أبديت لك ما بي حتى نفد صبري ولقد عرضت النوم على عيني فلم تقبله والسلو على قلبي فامتنع منه.
فأطال عبد الملك التعجب من ذلك وقال: ما كنت أقول إن الهوى يستأثر مثلك.
فقال: وإني لأشد تعجبا من تعجبك مني ولقد كنت أقول إن الهوى لا يتمكن إلا من صنفين من الناس الشعراء والأعراب.
1-فأما الشعراء: فإنهم ألزموا قلوبهم الفكر في النساء والغزل فمال طمعهم إلى النساء فضعفت قلوبهم عن دفع الهوى فاستسلموا إليه منقادين.
2- وأما الأعراب: فإن أحدهم يخلو بامرأته فلا يكون الغالب عليه غير حبه لها ولا يشغله شيء عنه فضعفوا عن دفع الهوى فتمكن منهم.
وجملة أمري ما رأيت نظرة حالت بيني وبين الحزم وحسنت عندي ركوب الإثم مثل نظرتي هذه.
فتبسم عبد الملك وقال: أوكل هذا قد بلغ بك فقال والله ما عرفتني هذه الليلة قبل وقتي هذا.
فوجه عبد الملك إلى آل الزبير يخطب رملة على خالد فذكروا لها ذلك فقالت: لا والله أو يطلق نساءه فطلق امرأتين كانتا عنده إحداهما من قريش والأخرى من الأزد وظعن بها إلى الشام.