أخبار

مشيمة الماعز تمنع تساقط الشعر الناتج عن العلاج الكيميائي

عصير يساعد على اختفاء دهون البطن خلال أسبوع

لا تدع الإيمان ينقص في قلبك وجدده بهذه الطريقة

تتبع خطوات الشيطان بمواقع التواصل حتى الوقوع في فاحشة الزنا.. كيف تتجنبه وتتوب منه؟

إذا أردت أن تكون من أطول الناس أعناقًا يوم القيامة.. سارع إلى أداء الأذان

دعاء لجبر خاطر المحزون والمهموم

مصاحبة الأبناء.. ضرورة اجتماعية تحميهم من المخاطر.. هذه وسائلها

عقوبة مجتمعية لدفع أذى الجار.. هذا ما فعله النبي

نوادر البخلاء .. أغرب وأعجب الحكايات عن فعل "الديك مع الدجاجة"

البكاء من خشية الله يزيل صدأ القلوب ويرققها.. هذه فضائله

هذا هو المكسب الحقيقي.. احسبها صح

بقلم | أنس محمد | الثلاثاء 20 اغسطس 2024 - 12:28 م


لا تعتمد التجارة مع الناس على الذكاء فقط، في أن تقنعهم بسلعتك ومدى جودتها، ومناسبة ثمنها، ولكن هناك في التجارة ما يفوق هذا التصور القاصر، الذي يحتاج إلى بعض ما يكمله من العرض الجيد للسلعة واللسان العذب في البيع والشراء، وعلى رأس هذا كله يأتي التسامح والكرم، فالتجارة عدوها اللدود هو الشح، فقد تكون متشددا في إعطاء وأخذ الحقوق، وهذا جيد، ولكنه لا يكفي لكي يحبك الناس، فالناس تحب الهين اللين.

فقد تعامل عمالك في تجارتك بناءً على إعطاءهم رواتبهم في أول كل شهر دون تأخير، ولكنك قد تكون شحيحا معهم، الأمر الذي قد تجد مقابله قلة إخلاصهم في العمل وعدم خوفهم على بضاعتك، بالرغم من أنهم يعطونك حقك في الوقت والجهد المطلوب، وقد تكون بضاعتك جيدة ومناسبة لأكثر الناس، ولكن في المقابل ينفرون في التعامل معك لشدتك وشحك، فهناك من التجار من يقف في بيعه على نصف جنيه بمبررات غير مقبول، وهذا ما تعاديه التجارة.

تجارة لن تبور


وإذا كان هذا حالك في التجارة مع البشر، فما بالك بالتجارة مع الله عز وجل، فقد تخرج زكاة مالك، وتؤدي صلاة يومك ووقتك، وتصوم شهرك، وتحج فريضتك، ولكنك قد تكون شحيحا مع الله، فلا تتصدق ولا تخرج من مالك ما يدخل السعادة على الفقراء، بمبرر أنك أخرجت زكاة مالك، فوقتها لن يظلمك الله أبدا، حينما يوفيك أجرك كاملا برحمته على ما أديت من فروض، ولكنك قد تفقد البركة في المال والولد، والتجارة على شحك مع الله.

لذلك جاء أجر وثواب المتاجرين مع الله بغير حساب حيث يقول الله تعالى في سورة فاطر: "إنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ (29) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ ۚ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (30)".

وهناك آيات قرآنية تعلمنا أن التجارة مع الله أفضل التجارات الرابحة في الدنيا والآخرة، وأخبرنا جل وعلا أن هناك ثلاث تجارات مع الله، كتاب الله، والصلاة، والصدقات.

فهؤلاء المؤمنون يرجون من وراء ذلك تجارة رابحة مع الله تعالى لن تبور، ولن تكسد ولن تهلك، وهذه الآية المباركة تعلمنا وترغبنا في عبادات جليلة، لتحقيق فوز بهذه التجارة الرابحة، وقد جاء في الآية لفظ «تجارة» مع وصفها بعدم البوار على سبيل الاستعارة التصريحية، فوصف أهلها بأنهم يرجونها، أي يتوقعون أرباحها.

وعلى سبيل المثال من معاني الربح العظيم في التجارة مع الله، أن الله جواد يحب الجواد وكريم يحب الكريم، فمثلا في قراءة القرآن، أن من قرأ حرفاً فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: «ألم» حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف» والقرآن شافع لصاحبه يوم القيامة، صلى الله عليه وسلم: «اقرأوا القرآن، فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه»، لذلك أخبر الله في كتابه أن من عباده من عقدوا صفقات الربح والفلاح معه، بخلاف أناس باعوا أنفسهم للضلال والانحراف والهوى، يقول جل وعلا: (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى? مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ...)، «سورة التوبة: الآية 111»، ويقول: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ)، «سورة البقرة: الآية 207».

اقرأ أيضا:

لا تدع الإيمان ينقص في قلبك وجدده بهذه الطريقة


احسبها صح


بعض الناس قد يبحث طويلا عن سبب لعدم البركة في الرزق، أو فشل الأولاد في الدراسة، أو خراب أساس منزله كالأجهزة الكهربائية، أو مرضه، فلا يجد سببا غير أنه كان شحيحا مع الله، وكان يحسبها حسبة خاطئة، الأمر الذي ارتد عليه وعلى أبنائه بغير البركة.

 في حين بعض الناس يبارك الله له في القليل من الرزق بحيث يكفي ويفيض، ويبارك له في تعليم أبنائه وصحتهم ويبارك له في بيته وزوجته، وليس هذا إلا لأنه كان يتصدق من ماله القليل، فيكافئه الله عز وجل بما هو أفضل منه.

يقول الله تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ﴾ [الصف: 10، 11].

فهؤلاء هم الموفقون الذين باعوا أنفسهم، وأرخصوها لوجه الله جل وعلا؛ طلبًا لمرضاته، ورغبةً في ثوابه، فهم بذلوا الثمن للمَلِي الوَفِي لله جل وعلا الرؤوف بالعباد، الذي من رأفته ورحمته سبحانه أن وفَّقهم لذلك، وقد وعد الوفاء على هذا، فقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ﴾ [التوبة: 111]، وفي هذه الآية أخبر سبحانه أنهم اشتروا أنفسهم وبذلوها لله جل وعلا.

فهناك فرق بين مفهوم التدين ومفهوم الصفقة مع الله جل وعلا، فمفهوم الصفقة شاملٌ لكل لحظات حياتك، ولكل توجهاتك، إنه ليس أمرٌ مختص بالعبادات المحضة، ولكنه في كل لحظات حياتك؛ في أكلك وشربك، في عملك وعموم مساعيك، وقد أرسى النبي صلى الله عليه وسلم قاعدةً عظيمةً في هذا الباب، وهي أن الإنسان يؤجر على كل شيء حتى على ما يتعاطاه من شهوات نفسه؛ شهوة فرْجه أو بطنه، أو غير ذلك، فإن كانت من طريق حلال وفي مجالٍ حلال، فإن له الأجر والثواب، وإن كانت من سبيلٍ محرم وفي سبيل محرم، فعليه المؤاخذة والإثم.


الكلمات المفتاحية

تجارة لن تبور المكسب الحقيقي التسامح والكرم

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled لا تعتمد التجارة مع الناس على الذكاء فقط، في أن تقنعهم بسلعتك ومدى جودتها، ومناسبة ثمنها، ولكن هناك في التجارة ما يفوق هذا التصور القاصر، الذي يحتاج إ