أخبار

فكرة رائعة اعملها قبل الفجر بـ20 دقيقة هتغير حياتك كلها .. جرب ولن تندم

علماء يبتكرون رقعة جلدية لقياس ضغط الدم

هل الزواج بأحد قدر مكتوب أم قرار واختيار من الإنسان؟

تحذير من "عواقب صحية خطيرة" لمن يتناولون الطعام بعد هذا التوقيت

الزواج ليس نهاية الحكاية .. 7 أشياء يبحث عنها الرجل في المرأة

الذكر يريح القلب ويبعث الطمأنينة .. تعالوا نذكر الله بهذه الطريقة

كيف تدير مشكلة طرفها امرأة.. هكذا كان يفعل النبي؟!

كيف تزجر النفس عن المعاصي؟

تريد أن تحقق الطمأنينة والسلام النفسي في حياتك؟.. عيش بهذا الذكر وردده من قلبك

إصلاح النفس غاية الجميع.. لكن كيف يكون الطريق إليه؟

هل نحن تافهون؟. هوس البحث عن اللايكات والمشاهدات على منصات التواصل الاجتماعي

بقلم | أنس محمد | الثلاثاء 08 يونيو 2021 - 12:36 م

ليس أخطر على الإنسان من أن يتصدر العامة والتافهون أمور المسلمين وإعلامهم، خاصة وإذا كانت التفاهة مصدرًا للقمة العيش في عصرنا الحاضر، بعد انتشار وسائل الاتصالات الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي، حتى خرجت أسرار البيوت، وانتقلت غرف النوم على موائد "السوشيال ميديا"، واستبيحت أعراض المسلمين، ليس إلا من أجل الكسب، بعدما جن البشر بعدد "اللايكات" والمشاهدات على "اليوتيوب"، والتي تتحول إلى دولارات يلهث وراءها الناس لعلاج فقر أعينهم، حتى ولو بالحديث التافه أو باستعراض أجساد النساء على أنغام المهرجانات.
وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من هذه السنين الخداعات وهؤلاء التافهين، نظرا لخطورة دورهم في المجتمع، ولما سيحدثونه من أثر سلبي على أخلاق المسلمين، ونشر الفساد في الأرض، مقابل تحصيل المكسب السريع، فقد ورد في الحديث عن أبي هريرة، قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((سيأتي على الناس سنوات خدّعات، يُصَدق فيها الكاذب ويُكذَّب فيها الصادق، ويُؤتمن فيها الخائن ويُخوَّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة))، قيل وما الرويبضة يا رسول الله؟ قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة".
فما أكثر التافهين الذين يخرجون علينا كل ساعة بفيديوهاتهم وأحاديثهم الممجوجة بالتفاهة والفضائح، بعدما استسهلوا طلب الرزق بعرض أجسادهم وعقول العصافير، لتجد من يصور نفسه وهو يتاجر بعقول الأطفال وينشر سمه من أجل المكسب والليكات، ومنهن من تعرض جسدها عارية على الموسيقى وهي ترقص لتنال ملايين المشاهدات التي تتحول إلا آلاف الدولارات، ومنهم من يمثل علينا دور المخبول عقليا لكي نضحك على استخفافه بنا، ومنهم من يشز في الرأي والمعتقد والدين لكي يحدث حالة من الجدل ينال من ورائها شهرته وخلاف الناس عليه والتي تهدف أيضا للمكسب السريع ولو على حساب دينه.

 هل كلنا تافهون؟


فإذا كان من المثير أن يبيع البعض شرفهم ويعرضوا أجسادهم من اجل المكسب السريع، فمن الجنون أن نشتري نحن هذه البضاعة دون أي مقابل، فقد لا تصدق عقلك حينما تنظر لعدد المشاهدات التي يأتي على إحدى تفاهات المهووسين بلايكات مواقع التواصل، لتتساءل: " هل نحن تافهون لهذه الدرجة لكي ينال هذا التافه كل هذه المشاهدات؟، ولماذا ننساق للمحتوى التافه، الذي قد يكون فيه ما يخل بالعقيدة أو العبادات أو الأخلاق.
فالإكثار من التعرض لهذا النوع من المحتوى وجعله محور الحياة، يتنافى كليا مع جدية الإسلام.
هل الباعث على هذا مُجَرَّدُ التفاهة والفراغ الفكري، أو الشُّعُور بالنقْص، ومِن ثَمَّ السَّعي لتكميل هذا النقْص بمتابعة الموضات - وكلها غربيَّة صرفة - التي تلفت الأنظار إليّ، وتجعلني محل اهتمام من الآخرين، ولو بِمُجَرَّد النظر منهم بعد فشلي في أن أكون مُهِمًّا عندهم بأفعالي وإنجازاتي؟.
 لا يوجد شاب مُتَفَوِّق في دراسته، لديه أحلامٌ في بناء مستقبله أو مستقبل أمتِه، هَمُّه حصاد اللايكات؛ بحيث لا تفوتُه منها واحدةٌ، ولا يتكلم في شيئ إلا بهدف تحصيل الربح، والمتاجرة بعرضه وشرفه وشكله من أجل المكسب السريع.
ويلاحَظ أنَّ هذا الأمر هو نَوْعٌ من المرَض النفسي - أكثر وُجودِه في طلاَّب الجامعات والمراهِقين، وإن كان بعضُ شبابنا تَطُول مراهقتُه فوق العادة.
 وإذا كان كذلك، فإنَّ الحاجةَ مُلحَّةٌ جدًّا لإعادة تربية أبنائِنا وفتياتنا على الثِّقة بأنفسهم، والاعتزاز بذواتهم، بعد الثقة بربِّهم، والاعتزاز بدينهم، وأن يكونَ مصدرُ فخْرهم هو ما يُقَدِّمونه لأمَّتِهم وأنفسهم من إنْجازات، لا أن يعيشوا هكذا بلا قضيَّة ولا معنى، سِوى ما يلبسونه أو يأكلونه ويحصدون من مال سريع مبني على التفاهة في العقل والرخص في العرض.

اقرأ أيضا:

فواحش الإنترنت.. كيف تقلع عنها فورًا؟

 قولاً سديدًا


يقول الله تعالى في كتابه بسورة الأحزاب: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72) لِّيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (73) .
القول الذي يخرج من فم المسلم أمانة لأن العمل لا يصلح إلا به، فيجب أن يكون قولك سديدا وعملك صالحا، فلا بأس على الشباب والفتيات من التأنُّق في الملْبس والهيئة، بما لَم يُحَرِّمْه عليهم الشرْعُ، ولكن الذي ينبغي إنكاره جَعْل ذلك التأنُّق غايتهم في الحياة، ومصْدَر سعادتهم أو تعاستِهم، وإذا كان الشبابُ الغربي عنده منَ الفراغ الديني ما يُبَرِّر له جعْل هذه الأشياء مِحْور الاهتمام لديه، فالشبابُ المسلمُ الذي آمَن بالله ورسوله واليوم الآخر، ليس عنده أبدًا ما يُبَرِّر له هذا الفِعْل، فهو دائمًا وأبدًا يَحْمل رسالةً، ويسعى إلى غايةٍ، مَهْما كان موقعُه في المجتمَع.
 فالإسلام لا يحصر قيمةَ الحياة وأهميتها في فئة القادَةِ والعظماء فحسْب، بل كل مُسلمٍ - مَهْما صغر شأنُه أو ضَعُف تأثيره في المجتمع حوله - يَسْعى أيضًا إلى غايةٍ نبيلةٍ، لا غاية أعظم منها، وهي إرضاءُ ربِّه، ودُخُول جنته، وكفى بها نُبْلاً وشغلاً لصاحبها عن أن يهتمَّ بسفاسفِ الأُمُور ومُحَقِّراتها، ومتى أدْرك أيُّ مسلم ذلك، ولامَس شِغاف قلبه، واسْتَقَرَّ في خلايا عقله - وجدته دائمًا يحرصُ على وقته وزمانه، كما يحرصُ عليه العظماءُ والمُبْدِعُون، الذين يُغَيِّرُون حياة الأمم والشعوب، فكلُّ مسلم حقيقيٍّ هو إنسان عظيم ومُبْدِع بلا شك.


الكلمات المفتاحية

السوشيال ميديا قولاً سديدًا منصات التواصل الاجتماعي

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled ليس أخطر على الإنسان من أن يتصدر العامة والتافهون أمور المسلمين وإعلامهم، خاصة وإذا كانت التفاهة مصدرًا للقمة العيش في عصرنا الحاضر، بعد انتشار وسائل