كيف تتعامل مع ابنك المراهق حتى لا ينجرف إلى الإباحية والسقوط في الخطيئة؟
بقلم |
أنس محمد |
الثلاثاء 02 مايو 2023 - 01:21 ص
ننظر لأطفالنا على أنهم مازالوا صغارًا لا يدركون شيئًا، على الرغم من اقتحامهم لسن المراهقة، والتعرف على بعض القضايا الجنسية من خلال الإنترنت، وربما انجرف بعضهم إلى دخول المواقع الإباحية رغبة منهم في التعرف على هذه أسباب وأشكال هذه الغريزة الإنسانية.
فالطفل الصغير، يكبر، وقد يندهش حول أسباب الحماية التي يجدها حول عورته، ويريد أن يتحسسها، ويعرف ما وراءها، كما أنه ربما يرغب في التطلع للجنس الأخر، وخوض التجربة معه مبكرا، لطالما كان يجد بعض الفيديوهات المرشحة له على مواقع الانترنت خلال إمساكه بالهاتف، لبعض المشاهد الجنسية، فتأخذه الرغبة في مشاهدة هذه العلاقة بين الجنسين، ليشعر بالرعب في البداية، ثم حينما يهدأ يبدأ في التفكير حول هذه الغريزة، ويحاول ممارستها، في ظل غفلة الأبوين عن بعض التغيرات التي تحدث له مع دخوله في فترة المراهقة واستمرار النظر له على أنه مازال طفلا.
وما أن يدخل هذا الطفل في سن المراهقة، حتى يتحول لقنبلة موقوتة، فيبدأ في البحث عن كل ما يفض به شهوته، سواء من خلال مشاهدة الأفلام الإباحية، أو عن طريق ممارسة العادة السرية، وربما تتطور القضية لمحاولة تجربة هذا مع إخوته البنات، حال كانت الأسرة في إهمال عن التوجيه اللازم لأبنائهم، أو ربما بنت الجيران.
مرحلة البلوغ
فخلال سنّ البلوغ، تبعث في نفس المراهق ثورة نفسية عميقة الأثر، وتلعب الغدد الجنسية وظيفتها في زيادة قوة النشاط الفزيولوجي والعقلي والروحي. وفي الوقت نفسه تفرز في الدم مواداً معينة تطبع الخصائص الذكرية أو الأنثوية المميزة على أنسجتها وأخلاطنا وشعورنا.
كما أن هناك فترة رغبات جنسية قوية وقد ثبت أنّ ما يزيد عن ٩٥% من المراهقين الذكور يكونون فعالين جنسياً حين بلوغهم الخامسة عشرة من العمر، وهو يعني انغماسهم في فعاليات كالاستمناء والاحتلام والجماع والغزل.
وهنا يأتي الدور الهام لمراقبة الطفل، وتربيته، والحديث معه، وتوجيهه التوجيه الصحيح، فالمراهق بحاجة لمساعدة فيما يخص مشاكله الجنسية، وفي إمكان المدرسة والبيت أن يساعدا المراهق كثيراً في هذا الخصوص. إذ أنّ هذه الشهوة هي أكثر الشهوات تأثيرًا على الإنسان وأعصاها.
وهناك عدة نصائح من أجل التعامل مع المراهق وتوجيه وتربيته التربية الإسلامية الصالحة التي تنشئ شباب التنشئة اللازمة قبل فوات الآوان، وهي:
– البداية تكون مع الطفل أو المراهق بالحوار بشكل غير مباشر، والحديث عن التغيرات التي تحدث في جسده، ومشاعره، ورؤيته للجنس الأخر، والحديث عن هذه الغريزة وتهذيبها بالشكل الذي يفهمه المراهق.
قصة الشاب الذي طلب من النبي الإذن في الزنا
- الحديث مع المراهق من خلال تناول بعض القصص النبوية، لضرب المثل له في كيفية التعامل مع شهوته، كقصة الشاب الذي جاء للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يستأذنه في الزنا، فصاح الناس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أقروه، أدن فدنا حتى جلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتحبه لأمك؟ قال: لا، قال: وكذلك الناس لا يحبونه لأمهاتهم، أتحبه لابنتك؟ قال: لا، قال: وكذلك الناس لا يحبونه لبناتهم، أتحبه لأختك؟ قال: لا، قال: وكذلك الناس لا يحبونه لأخواتهم، أتحبه لعمتك؟ قال: لا، قال: وكذلك الناس لا يحبونه لعماتهم، أتحبه لخالتك؟ قال: لا، قال: وكذلك الناس لا يحبونه لخالاتهم، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على صدره وقال: اللهم كفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه)، والأسلوب القصصي يرفع الحرج، ويمكن في خلال القصة أن تبيني له أن الله حرم تصريف هذه الشهوة بالزنا أو اللواط أو العادة السرية، وقد مدح الله المؤمنين فقال: (( وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ )) [المؤمنون:5-7].
- إبلاغه بما قد يشعر به او يتغير فيه، وكيفية التعامل معه، من غسل الجنابة، ونهنئه بأنه بلغ درجة الرجولة والتكليف حتى يشعر بالمسئولية، وأن الله يحاسبه على كل تصرفاته، وهذه مهمة المعلمين بالدرجة الأولى ثم الأهل في البيوت وقد وضعت مسألة غسل الجنابة وموجبات الغسل في مناهجنا التعليمية، ولكن النجاح في طريقتنا في تعليمها وشرحها ونوضح خطورة استخدام هذه الشهوة في الطريق الذي لا يرضي الله.
- مراقبة ومتابعة المراهق ولكن ليس بالتجسس عليه، والتحقيقات، ولكن عن طريق المصارحة والحوار ومنح مقدار من الثقة مع شيء من الحذر. فالأم الناجحة والأب الناجح يصادق أبناءه في هذه السن ويحترم رأيهم ويحسن الاستماع إليهم، ويطلب منهم المشورة ويقرأ الوجوه إذا دخلوا ويمسح على رؤوسهم ويدعو لهم ويوصيهم إذا خرجوا.
-بيان خطورة الفواحش، وأنها تسبب في خسارة الدنيا والدين، وأن أهلها مهددون بأمراض فتاكة مثل الإيذر الذي أرسله الله حرباً على العصاة.
-بيان خطورة العادة السرية التي تؤثر على كل أعضاء الجسم وتهدد صاحبها بسرطان البروتساتا وتهدد حياته الزوجية مستقبلاً بالفشل، وتسبب له الانطواء وتأنيب الضمير، وهي لا توصل إلى الإشباع، ولكنها تشعل النيران وتغضب الرحمن.
- نصحهم بالحفاظ على الصلاة فلا خير في عبد لا يصلي، ولا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة، وأرجو أن يجعل المسجد هو مكان اختيار الأصدقاء، والصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، والاهتمام بالصلاة سوف يجعله يتهم بمظهره ونظافة جسده فالإسلام دين النظافة والطهارة.
- إبعاد المثيرات الجنسية عنه، وعدم مغازلة الأم والأب لبعضهما البعض أمام المراهق، حتى لا يشعر بأي إهانة له، أو أي استفزاز جنسي.