الثقة بالنفس Self Confidence مصطلح يثير بعض الارتباك في معناه واستعماله في الصحة النفسية، إذ يتم استعمال المصطلح أحياناً بالتناوب مع مصطلح آخر هو التقييم الذاتي أو الاحترام الذاتي. Self Esteem يتم تعريف المصطلح الأخير بكيفية تقييم وإدراك الإنسان لنفسه ويستند كليًا على اعتقاد الإنسان وآرائه دون الآخرين.
كلاهما يتم الحكم عليه بصورة ذاتية من خلال تفاعل الإنسان مع الآخرين، وأدائه في معاهد التعليم والعمل، وفي هذه الأيام يتم قياس الثقة بالنفس والاحترام الذاتي حين يتوجه الإنسان نحو العمل بعد نهاية تعليمه الجامعي، فنجاح الإنسان في عمله وارتفاع إنتاجه أكثر ملاحظة في إنسان يملك الثقة بنفسه ويحترم ذاته بغض النظر عن تحصيله الأكاديمي.
وانعدام الثقة بالنفس ليس مرضًا في حد ذاته، ولا يجوز وصفه كاضطراب نفسي، لأن ذلك يقضي على طموح الإنسان ويؤدي إلى تهميشه.
أسباب ضعف الاحترام الذاتي
الثقة بالنفس، واحترام الذات، أشبه ببناء يتم تشييده بقوالب نفسية منذ الطفولة، ويتم تقويته أو تدميره بسبب البيئة التي يعيش فيها الإنسان.
يتعرض هذا البناء لعملية تدمير كالآتي:
١ - يعيش الطفل في بيئة مكتظة بكائنات لها سلطة عليه وأولهم الأم والأب، بالإضافة إلى الإسراف في الانتقاد السلبي والتركيز على فشل الطفل في فعالية وامتحان ما يؤدي تدريجياً إلى تدمير بنائه.
٢ - انشغال الأم والأب بهمومهم ومشاكلهم وأحياناً التركيز على طفل دون آخر.
٣ - التعرض للتنمر في المجتمع والمدرسة دون تقديم المساندة الصحية من العائلة ومؤسسات التعليم.
٤ - تحديات أكاديمية لا تلبي احتياجات الطفل وإنما احتياجات الوالدين.
٥ - التحرش الجنسي في الطفولة.
٦ - العنف المنزلي.
٧- انعدام الثقة بالنفس قد يكون أحد أعراض القلق والاكتئاب وخاصة إذا ظهر تغيير ملحوظ في سلوك الفرد.
معالجة مشاكل ضعف احترام الذات
رغم أن الكثير يوصي بعلاج كلامي للتخلص من ضعف الاحترام الذاتي ولكن الإنسان يستطيع عمل ذلك بنفسه.
لا بد أولا من تعريف المعتقدات السلبية في داخل الإنسان وتحديها مثل شعور الإنسان بأنه عديم الكفاءة ولا يبالي به أحد. ليس هناك أفضل من كتابة هذه المعتقدات ومراجعتها.
الخطوة الثانية هو تدوين الأدلة لهذه المعتقدات وكذلك كتابة بداية ظهور هذه الأفكار.
الخطوة الثالثة هي تدوين أي دليل يتحدى المعتقدات السلبية ويناقضها.
الخطوة الرابعة تدوين كل ما هو إيجابي عنك.
وأخيراً تدوين ما يقوله الناس عنك.
يجب أن يستهدف الإنسان عمل خمسة فعاليات بصورة منتظمة أسبوعيًا، ويدرك بأن الظروف وحدها هي التي تؤدي إلى شعور الإنسان بعدم احترامه لذاته، ولكن الحاضر، يختلف عن الماضي، والمستقبل يجب أن يكون أفضل من الماضي والحاضر.
د. سداد جواد التميمي
استشاري الطب النفسي "بريطانيا"
اقرأ أيضا:
نصائح للتعامل مع الزوجة خلال فترة الحيض؟اقرأ أيضا:
أغبياء لكنهم بارعون في تسويق أنفسهم أمام الناس؟!