توصلت دراسة إلى أن الأطفال الذي نشأوا بين والدين مطلقين معرضون لخطر الإصابة الصدفية في وقت لاحق من حياته أكثر من غيرهم ثلاث أضعاف.
ويقول باحثون إن الضغوط الشديدة الناجمة عن مثل هذه الاضطرابات العائلية قد تضغط على الجهاز المناعي للطفل بطرق تزيد من فرص إصابته بهذا المرض الجلدي المناعي الذاتي الذي يتميز بنمو سريع للخلايا ويسبب طفحًا جلديًا متقشرًا وحكة.
الجهاز المناعي
وقال الباحث الرئيس جوني لودفيجسون، أستاذ في جامعة لينكوبينج بالسويد: "تظهر نتائجنا - على حد علمنا - حقيقة لم يتم الإبلاغ عنها من قبل وهي أن عوامل الحياة المرهقة للغاية في وقت مبكر من الحياة تؤثر على الجهاز المناعي وتزيد من خطر الإصابة بأمراض المناعة الذاتية مثل الصدفية".
وأضاف لودفيجسون في بيان صحفي: "لا توجد نصيحة بسيطة لتجنب هذه العوامل، ولكن كل ما يمكن فعله يجب أن يكون لحماية الأطفال الصغار من عوامل الحياة المجهدة التي تهدد أمنهم ورفاهتهم العاطفية".
وخلال الدراسة التي نشرت في مجلة "الأمراض الجلدية الاستقصائية"، تتبع الباحثون بيانات أكثر من 16 ألف طفل شاركوا في دراسة صحية سويدية، مع ملاحظة عوامل الحياة المجهدة لديهم في سن 1 و3 و5 و8 سنوات.
ومن بين الأطفال، تم تشخيص 121 منهم لاحقًا بالإصابة بالصدفية.
وتوصل باحثون إلى أن الأطفال معرضون لخطر الإصابة بالصدفية ثلاث مرات إذا شهدوا تغييرًا كبيرًا في بنية الأسرة خلال عامهم الأول من الحياة.
ويقول لودفيجسون إن الطلاق أو الانفصال أو وفاة أحد الوالدين قد يسبب انعدام الأمن والخوف لدى الطفل الصغير، وهو ما "يبدو أنه يجعل الطفل أكثر عرضة للخطر عندما يحدث في السنة الأولى من حياته".
صغار السن
يتوافق هذا مع ما يُشير إلى أن صغار السن يبدون أكثر عرضة للتأثيرات المُعدّلة للمناعة الناتجة عن عوامل الحياة المُرهقة مقارنةً بالأطفال الأكبر سنًا والبالغين، كما قال.
وأضاف، وفقًا لوكالة "يو بي آي": "قد يكون سبب هذه التأثيرات أن هذه العوامل تُؤدي إلى استجابة دفاعية تشمل زيادة تركيزات الكورتيزول، مما يؤثر بدوره على الجهاز المناعي".
وقال الدكتور لويجي نالديني، أستاذ الأنسجة الخلوية والأحياء في كلية الطب بجامعة سان رافاييل في ميلانو، إن معرفة كيفية تأثير التوتر المبكر على الجهاز المناعي قد يساعد الباحثين في معرفة سبب حدوث الصدفية.
وصرح نالدي، الذي لم يشارك في البحث، في بيان صحفي: "تشير الدراسة الحالية إلى أن قصة الصدفية لا تقتصر على الجينات والدوائر المناعية فحسب، بل قد تتشكل أيضًا من خلال التجارب المعاشة، بدءًا من مرحلة مبكرة من الحياة".