أخبار

هل على الذهب الذي اشتريته لبناتي زكاة؟

تحذير: عدم غسل فرشاة الشعر قد يؤدي إلى تساقط الشعر والالتهابات

احذر تناول البطاطس التي تحتوي على هذه العلامة

"وجاهدوا في الله حق جهاده".. ماذا عن "جهاد النفس" العدو الأكبر؟

"روشتة نبوية" أطعمة وأشربة نهى عنها النبي

ما صور الإفساد التي نهى الله عن ارتكابها في الأرض؟ (الشعراوي يجيب)

الامتحان الأصعب.. 3 أسئلة تحصل علمها في الدنيا لتجيب عنها في القبر

موسى والخضر.. قصة أجابت على أصعب سؤال في الوجود.. كيف يعمل القدر ؟

من أكثر الناس قربًا له قبل الإسلام.. كيف أصبح أشد أعداء النبي سيد فتيان أهل الجنة؟

من هم الْأَعْرَاب ولماذا وصفهم الله بأنهم "أشد كفرًا ونفاقًا"؟

كم بيننا وبين عرش الرحمن؟.. دعوة صادقة من قلب صادق

بقلم | أنس محمد | الاثنين 03 يونيو 2024 - 05:29 م



سئل الإمام أحمد بن حنبل: كم بيننا وبين عرش الرحمن؟ فقال: دعوة صادقة من قلب صادق.

فالدعاء الصادق هو الوسيلة التي تكشف الحجب وهو سلاح المؤمن في كل الأوقات، وهو دليل صدق إيمانه، وعدم قسوة قلبه، وضميره اليقظ، فكل إنسان يتجه إلى خالقه يطلب منه العون، والله -سبحانه تعالى- يعده بالإجابة؛ حيث يقول سبحانه: «وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ».

والدعاء الصادق الذي يتأدب المسلم بآدابه ويتخلق بأخلاقه، يزيل عن النفس صدأها، ويغسلها من أدرانها، ويعيدها إلى صفائها ونقائها؛ ولذلك فإن كل إنسان مطالب بأن يكثر من ذكر الله في كل الأحوال، وأن يتضرع إليه في أوقات اليسر، وفي المحن والشدائد، والذين يلجأون إلى الله في أوقات الشدة فقط مخطئون، فعلى الإنسان أن يكون قريباً من خالقه في كل الظروف والأحوال.

 

ملاذ المكروب

وإذا كان الدعاء في الظروف الطبيعية مطلوبا ومحببا إلى النفس طمعاً في عفو الله وغفرانه، وطمعاً في المزيد من الرخاء والنعيم والبركات في الدنيا والآخرة، فإن حاجة المسلم إلى الدعاء تكون أكثر إلحاحاً في أوقات الشدة والظروف الصعبة.

فهو ملاذ كل مكروب، وأمل كل خائف، وراحة كل مضطرب، به يجأر الإنسان إلى خالقه عندما تشتد الكروب، وتنقطع الأسباب وتعجز الحيل، فيشعر الإنسان في هذه الظروف بالراحة النفسية والطمأنينة القلبية.

والمسلم مطالب بأمر إلهي بأن يدعو ربه، وأن يخلص في دعائه وألا يكون في هذا الدعاء ظالماً لأحد حتى يكون دعاؤه محلاً للقبول: «دْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ»، كما أن المسلم يجب أن يكون واثقاً في استجابة خالقه، متواضعاً في دعائه، فالله سبحانه وتعالى يقول: «وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ».. فهذه الآية الكريمة وغيرها من الآيات التي تحث على الدعاء والالتجاء إلى الله تحمل دعوات من الخالق لعباده بأن يكثروا من الدعاء، وأن يخلصوا فيه، وأن يلتزموا بالآداب والأخلاقيات التي تجعل دعواتهم محلاً للقبول والإجابة من الخالق القادر الوهاب.

 

الدعاء الصادق مخ العبادة

أخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأن الإنسان الذاكر لخالقه القريب منه بالدعاء يجد كل ما يسره ويسعده، فالله -سبحانه وتعالى- يقول كما جاء في الحديث القدسي: «أنا عند حسن ظن عبدي بي، وأنا معه حين يذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه، وإن اقترب إليَّ شبراً تقربت إليه ذراعاً، وإن اقترب إليَّ ذراعاً اقتربت إليه باعاً وإن أتاني يمشي أتيته هرولة».

 

اقرأ أيضا:

الامتحان الأصعب.. 3 أسئلة تحصل علمها في الدنيا لتجيب عنها في القبر

آداب الدعاء

ولكي تفتح أبواب السماء للداعين المخلصين، والتائبين الصادقين في كل وقت وفي كل مكان، فعلى المسلم أن يحرص على الأدب، وهو يمارس هذه العبادة فالمسلم يناجي ربه، الرحمن الرحيم، الذي قال عن نفسه: «غافر الذنب وقابل التوب»، ولذلك كان لزاماً عليه أن يتأدب وهو يدعو ليكون دعاؤه أقرب للقبول، فبحسن الأدب يُلبَّى الطلب، وبتتبع أقوال وهدي النبي، صلى الله عليه وسلم، يظهر لنا الكثير من آداب الدعاء التي تسابق العلماء في حصرها.. وأبرزها:

الوضوء؛ حيث جاء في الحديث الصحيح، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- دعا بماء فتوضأ به ثم رفع يديه فقال: «اللهم اغفر لعبيد أبي عامر، اللهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك من الناس»؛ ولذلك قال العلماء باستحباب التطهر لإرادة الدعاء.

استقبال القبلة؛ حيث كان ذلك من فعل النبي -صلى الله عليه وسلم-، فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: «لما كان يوم بدر نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين وهم ألف وأصحابه ثلاثمئة وتسعة عشر رجلاً، فاستقبل رسول الله القبلة ثم مد يديه فجعل يهتف بربه يقول: اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم آت ما وعدتني..»، كما فعل رسول الله ذلك في مواقف أخرى، لكن ورد من فعله -صلى الله عليه وسلم- ما يدل على جواز عدم التوجه إلى القبلة في الدعاء، ولهذا قال القرطبي: «.. والدعاء حسن كيفما تيسر وهو المطلوب من الإنسان لإظهار وضع الفقر والحاجة إلى الله عز وجل ، والتذلل له والخضوع، فإن شاء استقبل القبلة ورفع يديه فحسن، وإن شاء فلا، فقد فعل ذلك النبي صلى الله عليه وسلم حسبما ورد في الأحاديث..».

الخشوع والتذلل وخفض الصوت: يروى أنه -صلى الله عليه وسلم- كان في سفر فأخذ من معه يجهرون بالتكبير فقال النبي:» أيها الناس أربعوا على أنفسكم، إنكم ليس تدعون أصمّ ولا غائباً، إنكم تدعون سميعاً قريباً وهو معكم «وقد قال النووي: (اربعوا)..أي: ارفقوا بأنفسكم واخفضوا أصواتكم، فإن رفع الصوت إنما يفعله الإنسان لبعد من يخاطبه ليسمعه، وأنتم تدعون الله تعالى، وليس هو بأصم ولا غائب، بل هو سميع قريب، وهو معكم بالعلم والإحاطة.. ففيه الندب إلى خفض الصوت بالذكر إذا لم تدع حاجة إلى رفعه، فإنه إذا خفضه كان أبلغ في توقيره وتعظيمه».

 

وهناك مواضع يستحب الجهر فيها بالدعاء: كالدعاء في خطبة الجمعة، وفي الاستسقاء، وفي القنوت، وغير ذلك من المواضع التي يناسبها الجهر.

أن يكون الداعي صادقاً في الدعاء، لا يدعو بالشر أو الأذى للآخرين، فالدعاء لا يكون إلا بطلب الخير ورفع الضر عن النفس والآخرين، فالله سبحانه وتعالى يقول: «دْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ»، فالعدوان المنهي عنه في هذه الآية الكريمة - كما قال بعض العلماء- هو الدعاء بالشر على النفس أو الأهل أو الآخرين.

اقرأ أيضا:

فضوح الدنيا أيسر من فضوح الآخرة..لا تتنافس على الشر واكتشف سترك الحقيقي

الكلمات المفتاحية

الدعاء أدعية من السنة كم بيننا وبين عرش الرحمن؟.. دعوة صادقة من قلب صادق

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled سئل الإمام أحمد بن حنبل: كم بيننا وبين عرش الرحمن؟ فقال: دعوة صادقة من قلب صادق.