لما قدم النبي صلى الله عليه المدينة وجد اليهود يصومون يوما فسألهم فقالوا هو يوم أنجى الله فيه موسى فقال نحن أحق بموسى منهم .. وأمر بصيامه.
حكم صيام عاشوراء:
ورد صوم يوم عاشوراء في السنة لما ورد في الصحيحين عن معاوية رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن هذا يوم عاشوراء ولم يكتب عليكم صيامه، وأنا صائم، فمن شاء صامه، ومن شاء فليفطر.
وقد ذهب الأصوليّون، وتَقيّ الدين من الحنابلة إلى أنّ صيام يوم عاشوراء كان فَرضاً في بداية الإسلام، وعندما فُرِضَ رمضان أصبح صيامه سُنَّة، وقد قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (لَئِنْ بَقِيتُ إلى قَابِلٍ لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ)؛ دلالة على سُنّية صيام التاسع مع العاشر، ويجوز إفراد صيام يوم عاشوراء دون تاسوعاء.
مراتب صيام عاشوراء:
وصيام عاشوراء على ثلاث مراتب أكملها أن يصام قبله يوم وبعده يوم، ويلي ذلك أن يصام التاسع والعاشر، وأقل ما تحصل به السنة صيام العاشر وحده، لكن يجوز كما سبق إفراد صيام يوم عاشوراء دون تاسوعاء.
فضل صيام عاشوراء:
ورد في فضل صيام يوم العاشر من المحرم أن من صامه يكفر الله تعالى ذنوب السنة الماضية له، كما جاء في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم: سئل عن صوم يوم عاشوراء؟ فقال: يكفر السنة الماضية.
شبهة اليهود في صيام عاشوراء:زعم اليهود أن هناك تناقضا بين الأحاديث حيث جاء في بعضها أن النبي صلى الله عليه وسلم صامه أول مقدمه المدينة, وفي بعضها أنه مات قبل أن يصوم التاسع, ويعضد ذلك بأنه بقى بالمدينة 13 سنه بعد هجرته. نقول له مصححين أولا إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعش في المدينة بعد هجرته إلا عشر سنين، وهذا مما يستوي في علمه أهل العلم وأهل الجهل. ثم نقول إنه لا تعارض بين ما ذكره البتة فالنبي صلى الله عليه وسلم صام عاشوراء أول مقدمه المدينة ولم يعزم وقتها على صيام التاسع معه، وظل يصوم العاشر وحده إلى ما قبل وفاته بسنة لمَّا ذكره الصحابة بأن اليهود يعظمونه وقد علموا من سنته أنه يحب مخالفتهم بعدما كان في أول البعثة يوافقهم أخبرهم عندها أنه سيصوم التاسع معه ومات قبل مجيء التاسع من السنة التالية , فأي تعارض في هذا ؟!! وليس في هذا أنه كان لا يعلم تعظيم اليهود له وإنما نزل التشريع بمخالفتهم في تلك السنة.